قبيل إعلان الفائز بالبوكر العربية.. «الغد» تنشر تصريحات متنافسين على الجائزة
يُعلن غدا الأحد في العاصمة الإماراتية أبوظبي اسم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر”.
ويتنافس على الجائزة 6 مرشحين هم طارق إمام من مصر برواية ماكيت القاهرة، وخالد النصر الله من الكويت برواية الخط الأبيض من الليل، وبشرى الخلفان من سلطنة عمان برواية دلشاد، ويوميات روز للإماراتية ريم الكمالي، وخبز على طاولة الخال ميلاد لمحمد النعاس وأسير البرتغاليين لمحسن الوكيلي.
«الغد» كانت قد التقت بعدد من الروائيين المتنافسين فور إعلان القائمة القصيرة وأدلوا بالتصريحات التالية حول أعمالهم .
الروائية العمانية بشرى خلفان تحدثت عن روايتها (دلشاد- سيرة الجوع والشبع) قائلة: “الرواية تدور حول حقبة تاريخية معينة في مسقط من بدايات القرن العشرين وحتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، تحكي قصة رجل يضطر بسبب الجوع أن يترك ابنته تعمل في أحد البيوت.
وأضافت أن رجوعها للتاريخ ليس بغرض التغني بالماضي أو بحقبة تاريخية معينة، فالحقيقة أن هذا الماضي كان تعيسا، ولكنها محاولة لفهم الإنسان العماني من خلال تقلبات الدهر، وأنها ترى من وجهة نظرها أنه كي نفهم أين نقف الآن فلابد من قراءة ما حدث في الماضي، وما هي الحمولات التاريخية التي أسهمت في تشكيل هذا المجتمع بوعيه الحالي، وما هي الظروف التي مرت بها البلاد لأن كل هذه الظروف سوف تنعكس بشكل أو بآخر في التكوين النفسي والمعرفي للناس الموجودين حاليا.
وبشأن ما يتعلق بأسباب تأخر اكتشاف العالم العربي للرواية العمانية بشكل عام، قالت إن الكتابة العمانية نضجت في السنوات الأخيرة، فالدراسة النظامية في عمان بدأت فقط منذ خمسين سنة، فحتى ينضج جيل من الكتاب ثم يتلوه جيل آخر يستلم منه الراية وتنضج عملية الكتابة والإبداع، هذه العملية أخذت وقتها الكافي.
وحول سبب عدم انتشار الكتابة العمانية، أضافت قائلة: “نحن العمانيون لم نكن نفهم الجانب التسويقي المتعلق بالأدب، نحن نكتب ونكتفي بفكرة أننا نكتب وننشر، بينما الآخرون سبقونا في النشر المحلي، ونتأخرنا كثيرا في عمان عن مسألة الترويج والدعاية لإبداعاتنا.
وأشارت إلى أن العالم كله الآن ينحو نحو الرواية، مؤكدة أن التاريخ سيتولى فرز الأعمال الجيدة من الرديئة، والجيد فقط هو ما سيبقى.
الروائي طارق إمام صاحب رواية (ماكيت القاهرة) التي تنافس بقوة على الجائزة ويعتبر كثير من النقاد أنها من أفضل الأعمال المرشحة، قال للغد: “ماكيت القاهرة هي صورة للمدينة، الماكيت مخطط لمدينة موجودة في الواقع، لكن هذا الماكيت هو نفسه مدينة متخيلة.. والسؤال الأول للرواية هو العلاقة بين المدينة الحقيقية والمدينة المتخيلة وكيف نستطيع أن نرى في مرآة مدينة موجودة أخرى غير قائمة، وهل يمكن للافتراضي أو المتخيل أن يبتلع الواقعي حثيثا ويحل محله؟”.
وأضاف طارق: “الرواية بها أسئلة كثيرة هي أسئلتي وأعتقد انها أسئلة يمكن ان تتجاوز حدود المدينة لتصبح أسئلة كل مدينة وربما وهذا هو طموحي تكون أسئلة شمولية للوجود بأكمله، علاقة الفرد بالمدينة، ثم حين يكون هذا الفرد فنانا تتغير وجهة النظر قليلا لأنه بالأساس يرى الوجود والعالم كعمل فني، علاقة الفرد بالسلطة وخاصة السلطات القمعية بكافة أشكالها السياسية والدينية والاجتماعية وصولا للسلطة الفنية نفسها، هي أكثر من طبقة تصنع المدينة في الفن ومن ثم أنت تبدأ بطموح أنك تؤرخ وتحاول ترسم صورة لمدينة مثل القاهرة، طموح أن ترسم صورة مختلفة للمدينة عن الصور السابقة للقاهرة في الفن”.
وتابع: “وهذا الطموح سقفه أنك تستطيع تقدم تمثيل للعالم ومأزق الوجود الإنساني في العالم كله، وأمام كل الأسئلة أسئلة الحرية، أسئلة المصير، أسئلة القدرة على التغيير، أسئلة تخص دورالفن، وأسئلة تخص قدرة الإنسان على أن يكون نفسه، وأيضًا أسئلة ثورة يناير المصرية التي كان جزء من جوهرها تثوير النظرة للفن نفسه، أبطال العمل هم أفراد من أبناء المدينة وهم صناعها وضحاياها”.
الروائي الكويتي خالد النصر الله ينافس بروايته( الخط الأبيض من الليل) الصادرة عن دار الساقي وتتناول قضية الرقابة على المطبوعات والعلاقة بين القاريء والكاتب والرقيب، قال في لقاء «الغد»: “الرواية تحاول أن تبرز الصراع داخل الإنسان، فأنا أرى أن كل إنسان لديه صراع داخلي سواء مع نفسه أو مع من حوله، شخصية المدقق في الرواية هو شخص يعمل في جهاز رقابي لأنه يحب القراءة بشكل نهم يصل إلى حد الهوس، وفي يوم من الأيام تقع بين يديه رواية لكاتب يحبه ويعجب بالرواية لكنه مضطر أن يمنعها، وهنا يكمن الصراع وتبدأ حبكة العمل، لذلك هو يعيش هذا الاضطراب الطبيعي في عالم مضطرب”.
ويضيف النصر الله: “قضية الرقابة قضية شائكة وممتدة وتأتي في عدة أشكال، الملاحقة والمراقبة، أنا تناولتها من جانب مراقبة الكتب وأنها قد تكون رمزًا لمراقبة أكبر، لإمكانية التلصص على الخصوصيات مثلا وغير ذلك، وهذه قضية أيضا تم تناولها عالميًا من قبل وإنما كل روائي أو أديب تناولها بطريقته أو بما يناسب عصره”.
وتابع: “الرواية تأخذ الطابع الديستوبي ولكن ما حاولت أن أفعله هو أن تكون ديستوبيا معاصرة”.
ويضيف صاحب الخط الأبيض من الليل: “لا أقصد في العمل الإشارة لدولة بعينها وتدخلها الرقابي، الرواية تناولت القضية بشكل مطلق دون الإشارة لمجتمع بعينه، ولكن على سبيل المثال في بلدي الكويت، حرية التعبير الشفاهية مطلقة أستطيع أن أنتقد بدءًا من رئيس الحكومة حتى أصغر موظف، لكن رغم ذلك تتم مراقبة الكتب ومراقبة السوشيال ميديا”.
ويؤكد النصر الله: ” من غير المقبول مراقبة الكتب والإبداع والبحث العلمي في زمن أصبح من السهل فيه الوصول لكل ما هو ممنوع، والرواية رغم أن بها شيء من الفانتازيا وإنما هي معاصرة تتحدث عن عصرنا الحالي”.
وبشأن مشاركته في حفل إعلان الفائز بالجائزة، قال: “هناك حالة من الحميمية ولا يوجد شعور بالتنافس، تناولنا العشاء مع المرشحين ولجنة التحكيم وإدارة الجائزة، وأثيرت نقاشات حول الأدب والروايات التي وصلت للقائمة القصيرة، معظم المرشحين بالقائمة القصيرة شاركوا بالنقاشات لكن بعض المتنافسين لم يصلوا بعد لأبوظبي ومنتظر وصولهم اليوم السبت، مؤكدًا أن مشاركته بالحدث ستبقى حية في ذاكرته بسبب الأجواء الرائعة بين الجميع وبسبب الصداقات التي كونها من خلال مشاركته في هذا الحدث”.
