قبل أيام من انطلاق الانتخابات الرئاسية في فرنسا، والمقررة في الـ “10” من أبريل الجاري، يسعى الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون نحو ولاية ثانية داخل الإليزيه، ولكن ثمة تساؤلات عدة أبرزها، هل وفى الرجل بوعوده التي قطعها قبل 5 أعوام؟.
وبلغ عدد من ترشحوا للانتخابات “12” شخصا هم الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، ومارين لوبان، وفاليري بيكريس، وإريك زمور، وآن هيدالغو، ويانيك جادو، وجان لوك ميلونشون، ونيكولا دوبون ايجنان، وفرانسوا أسلينو، وفابيان روسيل، وآرنو مونتبورج، وفيليب بوتو.
ولاية ماكرون الأولى
وتميز النصف الأول من ولاية ماكرون الأولى بسلسلة من الخطب الجريئة والعاطفية، حيث ركز برنامجه الإصلاحي على دعم قطاع الصحة، وإنقاذ الأعمال والوظائف، وتحفيز الاقتصاد وإنقاذ البلاد من الركود، وزيادة الحد الأدنى من مزايا المعاشات التقاعدية.
لكن في نوفمبر 2018 بدأت حركة (السترات الصفراء) الاحتجاجية مع تمرد سائقي السيارات ضد ارتفاع أسعار الوقود، ليزداد التصعيد ويتحول إلى حراك أوسع ضد الحكومة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
وفي مجال الحفاظ على البيئة، بدأ ماكرون فترته الرئاسية بنداء دولي لمكافحة الاحتباس الحراري تحت شعار “لنجعل كوكبنا عظيما مرة أخرى”، بعدها قضت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي بانتهاك باريس للقيود التي وضعها التكتل، والخاصة بخفض نسب التلوث.
ماكرون لم يخف أن قضية المساواة بين المرأة والرجل “أكبر قضايا” ولايته، إلا أن الأمر مختلف على أرض الواقع، فالجمعيات المدافعة عن النساء غير راضية عن الإمكانات المتاحة للنساء لأجل حمايتهن من العنف الأسري.
وعلى مستوى السياسة الخارجية، فرغم التقارب بين ماكرون والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فإن الأول عجز عن منع واشنطن من الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني.
كما واجه ماكرون سلسلة من التحديات الدبلوماسية، حيث حاول كسر الجمود في لبنان وإحداث اختراق بأزمته، لكن لم ينجح في تحقيق ذلك حتى الآن.
الرئيس الفرنسي أزعج حلفاءه، عندما وصف حلف الناتو بأنه “ميت دماغيًا”، ما أثار غضبا في واشنطن وعواصم أوروبية.
وفي إفريقيا، تسبب توتر العلاقة بين باريس وباماكو في إعلان فرنسا وشركائها عن إنهاء وجودهم العسكري في مالي وإنهاء العمليات العسكرية في غرب القارة.
ورغم علاقته المتوازنة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن الأزمة الأوكرانية وما نتج عنها من صراع عسكري، أجبرت ماكرون على التخلي عن ذلك التوازن وقيادة الموقف الغربي ضد موسكو لا سيما مع رئاسة فرنسا الاتحاد الأوروبي.
سيناريو متكرر
في هذا السياق، قال أستاذ التواصل الإستراتيجي والعلاقات الحكومية في جامعة باريس، الدكتور نضال شقير، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يأخذ الوقت الكافي لتحقيق وعوده التي طالب بها الفرنسيون.
وأضاف شقير خلال مشاركته من باريس في برنامج “مدار الغد” أن ماكرون جاء رئيسا بسبب الخلافات بين اليمين واليسار الفرنسي، ولم يكن المرشح الأبرز للوصول إلى الإليزيه، مشيرا إلى أنه بدأ ولايته الأولى باحتجاجات لحركة “السترات الصفراء” وأخيرا الحرب في أوكرانيا.
كما أوضح أن سيناريو الانتخابات الماضية سيتكرر هذا العام بنفس المعايير وذلك بسبب الانقسام الحاصل بين الأحزاب السياسية، وستنقلب الأوضاع في صالح ماكرون ومارين لوبان للدورة الثانية وسيصوت الجميع ضد اليمين المتطرف.
شعبية ماكرون
وأكد شمايرر أن “صفقة الغواصات” الأسترالية أحدثت شرخا بين الولايات المتحدة وفرنسا، مؤكدا أن إدارة بايدن لم تحسن التصرف في هذه الصفقة التي أخذتها من باريس.
البدايات كلها جميلة
جدير بالذكر أن الاقتصاد الفرنسي تعافى بشكل أسرع من المتوقع من أزمة فيروس كورونا، حيث وصل النمو العام الماضي إلى أعلى مستوى له في 52 عامًا عند 7%، بالإضافة إلى ذلك، انخفضت البطالة إلى أدنى مستوى لها في 10 سنوات، وارتفعت القوة الشرائية للمستهلكين، وبدأ الاستثمار الأجنبي يتدفق.
ومنذ وصوله إلى السلطة في عام 2017، دفع ماكرون وهو مصرفي استثماري ووزير اقتصاد سابق – بسلسلة من الإصلاحات، منها تخفيف قواعد العمل لتسهيل تعيين العمال وفصلهم، وتقليص إعانات البطالة وخفض الضرائب على رأس المال والدخل لكل من الأسر والشركات.