بسبب ثغرة قانونية فى المادة الثانية من القانون رقم ١٤٤ لسنة ٢٠٠٦ والمعروف بـ«قانون تنظيم هدم المبانى والمنشآت غير الآيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعمارى». صدر فى يونيو 2015 قرار إخراج ٤٣ فيلا وقصر ومبنى من قائمة التراث بالإسكندرية ، وهو ما حذرت منه لجنة الأمانة الفنية للحفاظ على التراث العمرانى بالإسكندرية حينها. وقالت اللجنة انها : “كارثة تاريخية”
ولأن الاسكندرية إحدى أقدم المدن فى العالم، فخلف كل حجر حكاية، وداخل كل شارع اكثر من أثر معمارى.
“Midan MohamedAli Alexandria” لغير معروف – geocities.com، مُرخّص بملكية عامة من ويكيميديا كومنز
فيلا شيكوريل .. قرار اللحظات الأخيرة
على غرار مسلسل الراية البيضا الشهير، حيث يتحدث مؤلفه “أسامة أنور عكاشة” عن رغبة إحد تجار السمك فى الاستلاء على فيلا “أبو الغار” الأثرية، بغرض استغلال موقعها المتميز، لبناء برج سكنى، عقب هدمها.
استيقظ أهالى منطقة مصطفي كامل، شرق الإسكندرية، بأعمال هدم لمبنى فيلا شيكوريل التراثية، التي بناها الثري اليهودى شيكوريل فى عام 1930.
أمس السبت انتبهت الأجهزة التنفيذية بحى شرق، وقال اللواء سعيد الفوال رئيس الحى إن “الحى تدخل لإيقاف أعمال هدم الفيلا التى تعرضت لأعمال تخريب الجمعة الماضي. وقامت قوات الأمن بفرض الحراسة على الفيلا ومصادرة معدات الهدم وتحويل مقاول الأعمال المتورط إلى نيابة سيدى جابر.
وكشفت صفحة “انقذوا الإسكندرية” أن الفيلا حاليا ضمن حيازة الشركة العربية للملاحة البحرية.
ورغم صدور قرار عن مجلس الوزراء سنة 2012 حمل رقم 488 يمنع المساس بها، لاعتبارات تراثية.
فإن الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء السابق، أخرجها من مجلد آثار الإسكندرية، استنادا إلى حكم إدارى غير بات، بحسب ما قال الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة حماية التراث بالإسكندرية.
فيلا أجيون .. الفساد أقوى من الخرسانة
في 5 فبراير 2014، منح ترخيص هدم فيلا “جوستاف اجيون” الاثرية في وابور المية، وكان هذا فى عهد اللواء طارق المهدى، محافظ الإسكندرية حينها.
وبعد ضغوط شعبية، عبر التواصل الاجتماعى، حاول المحافظ تهدئة المحتجين، وأصدر قرارا بوقف عمليات الهدم، ووعد بترميمها.
خاصة بعد تدخل القنصلية الفرنسية بالإسكندرية والتى هددت باللجوء إلى اليونسكو. وهو ما نقلته صحف القاهرة حينها تحت عنوان: فرنسا تنتفض لوقف هدم فيلا «جوستاف أجيون» بالإسكندرية.
ويعود تاريخ الفيلا لأكثر من 90 عاما، وهي من تصميم المعماري الفرنسي «أوجوست بيريه»، رائد استخدام الخرسانة المسلحة في إنشاء المباني.
فيلا عبود .. والضبطية القضائية
مرة أخرى بناء على حكم قضائى عام 2014، تم هدم 90 % من فيلا “عبود باشا” بمنطقه زيزنيا شرق الإسكندرية. بعد إخراجها من مجلد تراث المدينة.
وكالعادة بعد حملة شعبية، فى فبراير 2015، انتبهت الأجهزة التنفيذية، وقامت بوقف أعمال الهدم، وإنقاذ ما تبقى من الفيلا بسلطة الضبطية القضائية الممنوحة لرؤساء الأحياء.
وكانت حادث فيلا عبود أحد الأسباب الرئيسية وراء منح إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق، لروؤساء أحياء الإسكندرية سلطة الضبطية القضائية.
وتولى عبود باشا، رئاسة النادى الأهلى 15 عامًا، وهو أحد رواد تمصير الاقتصاد بثلاثينيات القرن الماضى.
فيلا رئيس الديوان الملكى .. عفيفى باشا
بعد هدم فيلا عبود باشا، تقدم ورثة السيدة فردوس هانم عفيفى حرم حافظ باشا عفيفى، بإنذار لـ”هانى المسيرى” محافظ الإسكندرية، ورئيس حى شرق، وذكر الإنذار: أن المخربين ومافيا الأراضى تسعى حاليا إلى هدمها.
ومحمد حافظ باشا عفيفى، هو طبيب مصرى، كان وزيرا للخارجية ومندوبا لمصر بمجلس الأمن، ورئيسا للديوان الملكى بعهد الملك فاروق. حيث توفى فى 1961.
“Alexandria – 20080720b” لTaken by the uploader, w:es:Usuario:Barcex – Taken by the uploader, w:es:Usuario:Barcex، مُرخّص بCC BY-SA 3.0 من ويكيميديا كومنز
وتعمل مبادرة “انقذوا الإسكندرية” منذ مارس 2012، كجماعة ضغط شعبى، معنية بحماية ما تبقى من تراث المدينة المعماري.
ويقول المهندس أحمد حسن، أحد أعضاء المبادرة، إنهم طالبوا بالتغيير التشريعي الفوري من السلطة لتعديل نص المادة الثانية من القانون 144 لسنة 2006، والتى تعد الثغرة التى تنفذ منها مافيا الهدم، للمبانى التراثية، بدعوى أنها آيلة للسقوط.
