عمت التظاهرات الغاضبة الأراضي الفلسطينية كافة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، احتجاجا على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نقل السفارة الأمريكية للقدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأصيب العديد من المواطنين بجروح متفاوتة بالرصاص الحي، فيما أصيب العشرات بحالات الاختناق، في عدد من المدن والبلدات الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة وقلقيلية وأريحا والخليل وبيت لحم والقدس، ونابلس، التي شهدت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما أحرق المتظاهرون الأعلام الأمريكية والإسرائيلية وصور الرئيس الأمريكي ترامب.
وفي مدينة القدس المحتلة، قمعت قوات الاحتلال، ظهر اليوم الخميس، وقفة ومسيرة في منطقة باب العامود، وتجمعا آخر للمواطنين في باب المجلس وحطة في المسجد الأقصى، فيما تسود حالة من التوتر الشديد المنطقة وسط تجمهر كبير للمقدسيين، الذين شرعوا بالهتاف ضد الاحتلال، ونصرة للقدس.ة، ونصبت العديد من الحواجز، لمنع أي تظاهرات، احتجاجا على القرار الأمريكي.
وفي مدينة نابلس، خرج المئات من المواطنين بمسيرات حاشدة، جابت شوارع المدينة واستقرت على دوار الشهداء بوسط المدينه، وسط حالة من الغضب، التي خيمت على المواطنين، الذين عبروا عن استنكارهم من قرار الرئيس الأمريكي ترامب.
ودعا محافظ نابلس، اللواء أكرم رجوب، خلال كلمة له، إلى تفعيل المقاومة الشعبية مع الاحتلال، ورفض الوصاية الأمريكية والإسرائيلية على مدينة القدس، داعيا بنفس الوقت إلى تعزيز المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، لمواجهة التحديات الخطيرة التي تحيط القضية الفلسطينية، ومدينة القدس على وجه الخصوص، مؤكدا أن قرار ترامب مجرد حبر على ورق، لأن إيمان الشعب الفلسطيني بالقدس هو أكبر من القرار الأمريكي.
وقال جهاد رمضان، أمين سر حركة فتح، “القدس عربيه، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية”، ودعا إلى تجسيد الوحده الفلسطينية على الأرض بأسرع وقت ممكن، كما دعت الفصائل جماهير شعبنا إلى قطع الطرق على المستوطنين ومواجهة الاحتلال في كافة نقاط التماس”.
وأضاف رمضان “إننا نعتبر كافة الدبلوماسيين الأمريكان في الأراضي الفلسطينية غير مرحب بهم”.
وفي قطاع غزة، أصيب 8 مواطنين، أحدهم أصيب بجروح خطيرة، جراء إطلاق النار عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على الحدود شرق خان يونس جنوب القطاع.
ووصل عشرات الشبان إلى الحدود الشرقية، وأشعلوا إطارات السيارات، قبل أن تبادرهم قوات الاحتلال بإطلاق النار، واندلعت بين شبان وقوات الاحتلال قرب السياج الفاصل شرق خان يونس غضبا ورفضا للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وسط دعوات الأطر الشبابية لاعتبار يوم غد، الجمعة، يوما للاشتباك مع قوات الاحتلال على طول خطوط التماس في غزة.
وتواصلت ردود الفعل الغاضبة في غزة، حيث شهدت محافظات القطاع مسيرات احتجاجية على القرار، حيث تجمهر المئات من المواطنين في ساحة الجندي المحهول، رافعين الأعلام الفلسطينية، مطالبين الرئيس الأمريكي بالعدول عن هذا القرار.
وأكد المتظاهرون، أن الشعب الفلسطيني يرفض هذا القرار، الذي يكرس الاحتلال، وهذه القرارات ستقوض إمكانيات السلام في الشرق الأوسط، وعلى الدول العربية والإسلامية أن تقف عند مسؤولياتها تجاه القدس والمقدسات.
وفي مدينة بيت لحم، خرجت مسيرات حاشدة في شوارع المدينة، ووقعت اشتباكات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة جماهيرية انطلقت بدعوة من لحنة التنسيق الفصائلي، وشرعت قوات الاحتلال بإطلاق القنابل الغاز المسيل للدموع والصوت، والمياه العادمة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم، ومازالت المواجهات مستمرة.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية، إن عشرات المشاركين في المؤتمر الثامن للتوعية والتعليم البيئي أصيبوا بحالات اختناق، اليوم الخميس، جراء إطلاق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع داخل فندق قصر جاسر، الذي يشهد محيطه مواجهات، ومسيرة غضب، تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
وفي مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ووقعت اشتباكات واسعة مع المواطنين الفلسطينيين، في منطقة دوار الصحة والمنارة وسط المدينة، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي باتجاه المتظاهرين، وعشرات قنابل الغاز المسيل للدموع، التي تسببت بحدوث حالات اختناق في صفوف الشبان المتظاهرين.
وخرج المئات من المتظاهرين في مسيرات واسعة للاحتجاج على القرار الأمريكي بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية، فيما اندلعت مواجهات مع الاحتلال في منطقة دوار ابن رشد وسط المدينة، وتسود حالة من التوتر الشديد المدينة.
وفي مدينة سلفيت، انطلقت مسيرة غضب تنديدا بقرار ترامب من أمام جامعة القدس المفتوحة في سلفيت جابت شوارع المدينة، بدعوة من حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، والقوى الوطنية.
وأكد محافظ سلفيت، إبراهيم البلوي، خلال التظاهرة، أن القدس سوف تبقى البوصلة الوطنية التي توجه إليها الأنظار، محذرا من التداعيات الخطيرة، التي قد تنتج عن خطاب ترامب وقراره غير المقبول، مؤكدا على أهمية الوحدة في مواجهة المحتل، ومطالبا المجتمع الدولي التدخل لثني ترامب عن قراراته.
ودعا منسق القوى الوطنية في محافظة سلفيت، عبد الستار عواد، الدول العربية والإسلامية كافة، للتعبير عن غضبهم تجاه الإعلان الأمريكي، ورفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، وقطع كافة العلاقات والاتصالات معه، وطالب الجماهير العربية بالخروج للشوارع تنديدا بقرارات الإدارة الأمريكية.
