تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يدعم التطورات السياسية في ليبيا يقضي بنشر 60 عنصرا أمميا لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، كما يدعو إلى رحيل جميع القوات الأجنبية بشكل فوري من الأراضي الليبية.
شمل القرار كذلك دعوة حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة إلى التحضير الجيد للانتخابات المقبلة المقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل.
وفي هذا السياق رحب المجلس الرئاسي الليبي بقرار مجلس الأمن، داعيا السلطات التشريعية إلى تهيئة جميع السبل لدعم عمل حكومة الوحدة الوطنية لإجراء الانتخابات العامة في موعدها، مشددا على الدعم والتنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك سحب جميع القوات الأجنبية من ليبيا.
يأتي هذا بينما أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة خلال لقائه وزيرَ الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أن بلاده تتوقع فتح صفحة جديدة في العلاقات مع روسيا وتعول على دعمها.
فيما أعربت روسيا عن أملها أن تتجاوز ليبيا الأزمةَ المتواصلةَ منذ سنوات والتي اندلعت نتيجة التدخل الخارجي.
في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي من بنغازي، نزار المتجول، إن قرار مجلس الأمن جاء لإرسال عدة رسائل للمجموعة المؤثرة في المشهد الليبي.
وأوضح أنه خاطب الدول المتداخلة على الأرض فعليا، كذلك المجموعات المتفق فيما بينها على مصالح ذاتية ضيقة عليها أن تعي أن سياسة العصا والجزرة قد تعود من جديد وأن اليد الطولى للمجتمع الدولي حاضرة في كل وقت.
وتابع أن القرار يعني أن المجتمع الدولي لديه عين لا تنام عن المشهد الليبي، وأنه يُراعى لا سامح الله أنه في حال اندلاع موجة جديدة في البلاد فإن هذا الأمر سيؤدي إلى أن تكون ليبيا بؤرة من الأزمات قد لا تنتهي إلى الأبد إلا بحلول صعبة على الليبيين أولا.
وقال إن ثمة محاولات لتشويه المشهد الأمني في ليبيا دفع الإعلام الروسي للحديث عن سلام هش في ليبيا وأن البلد ليس في مرحلة الاستقرار بل في مرحلة اللا سلم واللا حرب، وبالتالي جاء القرار الدولي ليؤكد أنه يراقب الوضع عن كثب في البلاد.
ومن موسكو قال أديب السيد خبير الشؤون الروسية والعلاقات الدولية، إن زيارة رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى موسكو غاية في الأهمية على جميع الأصعدة سياسيا وأمنيا واقتصاديا.
وقال إن اللقاءات المهمة التي عقدها الدبيبة أكسبت الزيارة أهمية استثنائية من جهة، ومن جهة أخرى دلت على أن موسكو تعير ليبيا اهتماما كبيرا، لا سيما أن روسيا تشكل عامل استقرار مهما للشرق الأوسط.
