كثيرة هي العوائق التي تواجه الشباب عند اتخاذ قرار الزواج، المغالاة في قيمة الشبكة، ارتفاع أسعار الذهب، التكاليف الباهظة لتكوين مزل وتأثيثه.
ارتفاع أسعار الذهب بصورة جنونية، حيث وصل إلى 500 جنيه مصريا للجرام، جاء ليزيد الطين بلة، لكن رب ضارة نافعة، وهو ما حدث بصعيد مصر، حيث اتخذ أهالي بعض القرى قررا بإلغاء الشبكة الذهب من شروط الزواج.
وبالرغم مما يعرف عن بعض القرى في الصعيد والريف المصري من مغالاة في طلبات الشبكة والمهر عند الزواج، إلا أن هذه المبادرة لاقت قبولا، وسريعا ما انتشرت في عدد من القرى.
البداية كانت في قرية «دنقيق» بمحافظة قنا -جنوب القاهرة- حيث اجتمع عدد كبير من رجال القرية عقب صلاة الجمعة الماضية في ساحة أحد المساجد لمناقشة أزمة ارتفاع سعر الذهب، والتي باتت حائلًا بين الشباب والإقدام على الزواج، وبدأوا في طرح عدد من الأحاديث النبوية، التي تؤكد أن الشبكة ليست من شروط الزواج الأساسية، واتفقوا على إلغاء الشبكة من اتفاقات الزواج بين أبناء القرية.
ثم تطور الأمر إلي أن أصبح حملة «من غير ذهب»، وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لهم وهم يرفعون شعار الحملة، ويتداولون اتفاق قرية «دنقيق» للزواج بدون ذهب.
أحمد رفعت، مؤسس الحملة وصاحب الفكرة، قال لـ«الغد»، إن الموضوع بدأ من خلال حديث له مع صديق عن ارتفاع أسعار الذهب، وهذا أصبح يقيد الزواج، بعدها جاءت له فكرة بتصوير فيديو يطرح فيه الفكرة وينشره على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقي الفيديو انتشارا كبيرا حينها.
وأضاف رفعت، بدأت قرية دنقيق في محافظة قنا بتطبيق الفكرة، وعقب صلاة الجمعة، أقنعت أئمة بعض المساجد في محافظة سوهاج التي انتمي إليها، بالبدء في الحديث عن الفكرة وإقناع الناس بإلغاء الشبكة من شروط الزوج تيسيرا على الشباب.
وفي قرية بداوي التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، أعلن عدد من الشباب عن تدشين مبادرة جديدة بين أهالي القرية لإلغاء شرط الشبكة لإتمام الزواج.
يذكر أن 3 قرى بمحافظة الأقصر اتفقت أيضا على إلغاء شراء الشبكة منذ أيام، في استجابة للمبادرة، للحد من المشكلات التي تتسبب في تأخير سن الزواج، ومواجهة ظاهرة العنوسة التي تفشت في الصعيد خلال العقد الماضي.
وارتفعت أسعار الذهب بشكل جنوني خلال مصر الآونة الأخيرة، وقال أمين الصيرفي رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية المصرية، إن ارتفاع أسعار الذهب سببه أزمة الدولار، وأن أسعار الذهب لن تنخفض قبل حل أزمة الدولار.