قصة حياة وآلام السيد المسيح.. من الخيانة إلى القيامة

احتشد ـ امس السبت ـ آلاف الحجاج الأرثوذكس من مختلف دول العالم، في شوارع البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، والأزقة المحيطة بها، لرؤية خروج النار المقدسة في كنيسة القيامة، عشية عيد الفصح المسيحي ( عيد القيامة) ، وتظهر النار المقدسة في كنيسة صغيرة داخل كنيسة القيامة، والتي أقيمت فوق المكان الذي يعتقد بأن السيد المسيح ـ عليه السلام ـ صلب ودفن فيه، ومن ثم قام..وعقب ظهور النار المقدسة يتم نقلها إلى العديد من البلدان كمزار مقدس.


وقصة  حياة وآلام السيد المسيح.. تشع نفحات إيمانية، مع استعادة مشاهدها التاريخية فوق تراب فلسطين المحتلة، ومنذ لحظة الخيانة الكبرى بفعل يهوذا الإسخربوطي، وحتى معجزة القيامة الكبرى.. كان حقد الطائفة اليهودية على المسيح عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ بداية الأحزان، حيث كانت شعبية «يسوع» المتزايدة تثير قلق أحبار اليهود الذين خلصوا إلى نتيجة مفادها وجوب موته خوفًا من ثورة سياسية ضد الحكم الروماني تفضي إلى تدمير الحكم الذاتي الذي يتمتع به المجتمع اليهودي؛ وبحسب الإنجيل، فقد أخذ يهوذا الإسخربوطي، أحد تلاميذ السيد المسيح الاثنى عشر مبلغا ماليا كبيرا من «السنهدريم» ـ مجلس اليهود الكبيرـ استعداداً لتسليمه، وفي يوم الخميس بعد عشاء الفصح التقليدي الذي أقامه يسوع مع التلاميذ وبينما كان يصلي في بستان جثيماني،  تقدم الإسخريوطي مع حشد من الجند الرومان و ألقوا القبض عليه.

  • ووفقاً للإنجيل، فإن يسوع رفض المقاومة وسمح بالقبض عليه من قبل الجنود الرومان، حيث قال لأحد تلاميذه عندما حاول الدفاع عنه بالقوة، «ردّ سيفك إلى غمده! فإن الذين يلجأون إلى السيف، بالسيف يهلكون».

آلام السيد المسيح

وفي اليوم التالي، عقد السنهدريم ـ مجلس اليهود الكبيرـ اجتماعًا رسميًا بكامل أعضاءه، وأقر عقوبة الموت التي حصرها القانون بيد الحاكم الروماني، ولذلك سيق يسوع إلى بيلاطس البنطي المتواجد في القدس للإشراف على الأمن في عيد الفصح..استجوب بيلاطس يسوع مرتين وأرسله إلى هيرودوس أنتيباس،  حاكم الجليل، وعبّر صراحة أنه لا يجد فيه ذنبًا، ولكن تحت ضغط أحبار اليهود  سلّمه ليصلب.

  • خرج «يسوع» حاملاً صليبه من دار الولاية إلى تل الجلجثة، ولم يستطع أن يكمل الطريق بسبب الآلام التي ذاقها نتيجة الجلد بالسوط الثلاثي وما استتبع ذلك من إهانات وتعذيب من قبل الجند الرومان كوضع تاج من شوك على رأسه..وفي الجلجلة صلب يسوع مع لصين ورفض أن يشرب خل ممزوج بمر لتخفيف من الآلام التي يعانيها في حين وضعت فوقه لافتة تتهمه بوصفه «ملك اليهود»، واستمرّ نزاع يسوع على الصليب ثلاث ساعات، تفصّل الأناجيل أحداثها كالحديث مع اللصين المصلوبين معه وحواره مع أمه مريم البتول، ويوحنا الإنجيلي.

كنيسة الجلد

وهي كنيسة كاثوليكية تقع في الحي الإسلامي في البلدة القديمة من القدس، بالقرب من بوابة القديس ستيفن، ويطلق عليها أيضاً اسم «كنيسة حبس المسيح»، وسُميت الكنيسة بهذا الاسم، لأنها تكرس المكان الذي اقتيد فيه يسوع المسيح قبل تقديمه للمجمع اليهودي لمحاكمته، وبعدها تعرّض للجلد من قبل الجنود الرومان، مروراً بمحاكمة أخرى حكمت على المسيح بالموت صلباً..وتسرد أحد أسوار كنيسة الجلد حواراً بين بيلاطس ويسوع، حيث استدعاه بيلاطس وقال له: هل أنت ملك اليهود؟ أجاب يسوع: الآخرون لك عني؟ وسأل بيلاطس: ماذا فعلت؟، أجاب يسوع: مملكتي ليست في هذا العالم. فقال له بيلاطس: إذن فأنت ملك؟ أجاب يسوع: أنت تقول إني ملك لهذا ولدت، ولهذا جئت إلى العالم لأشهد للحق، ثم أخذ بيلاطس يسوع وجلده، وضفر الجنود الرومان إكليلاً من شوك ووضعوه على رأس المسيح، وألبسوه رداء أرجوانياً (عباءة خارجية قصيره يرتديها الملوك والقضاة والضباط والأباطرة باختلاف اللون).

  • ووفقاً للكتب المسيحية، فإن محاكمة السيد المسيح تمت على مرحلتين وأمام سلطتين مختلفتين محكمة يهودية وأخرى رومانية، وتمسك المسيح بعدم الدفاع عن نفسه، حيث أصدرت المحكمة اليهودية قراراً بإعدام المسيح رجماً بالحجارة بحجة عزمه على هدم الهيكل المقدس، بينما ألصق الرومان بالمسيح اتهامات تتعلق بالتحريض على الفتنة، ومعاداة القيصر..ووفقاً للكتاب المقدس فإن الرجم بشكل عام لم يكن ممكناً حسب القانون الروماني، إلا بقرار من القيصر الروماني، وتم تعديل العقوبة من الرجم إلى الصلب في يوم عيد الفصح، نظراً لأن هذه العقوبة تلحق بصاحبها العار والفضيحة أبد الدهر، حيث رغبت السلطات اليهودية والرومانية إساءة سمعة يسوع أمام أنصاره.

قبل بداية مساء الجمعة وهو بداية سبت اليهود، أنزل يسوع عن الصليب بناءً على طلب يوسف الرامي، ودفن في قبر جديد في بستان الزيتون وكانت بعض النسوة اللواتي تبعنه حتى الصليب ينظرن موقع دفنه أيضًا ليكنّ فجر الأحد ( عيد القيامة المجيد) ،أولى المبشرات بقيامته حسب رواية العهد الجديد.

قصة البحث عن الصليب

ويقول المؤرخون ،إنه قبل نحو 1700 عام (في العام 326 م)،ارادت الملكة هيلانـة أن تعرف مصير الصليب المقـدس، الذي صلب عليه المسيح، حيث رأت في منامها حلماً، أنبأها بأنها هي التي ستكشف عن الصليب، وقد شجعها ابنها الإمبراطور قسطنطين على رحلتها إلى القدس(اورشليم)،وأرسل معها قوة من الجند قوامها ثلاثة آلاف جندي ليكونوا في خدمتها.. وفي القدس أرشدها البطريرك مكاريوس، إلى رجل طاعن في السن، وكان خبيراً بالتاريخ والأحداث، وسألته الملكة عن صليب المسيح، فأنكر في مبدأ الأمر معرفته به وبمكانه، فلما شددّت عليه الطلب وهددته ثم توعدته إن لم يكاشفها بالحقيقة، فاضطر إلى أن يرشدها إلى الموضع الحقيقي للصليب، وهو «كوم الجلجثة»، بالقرب من معبد فينوس، وهو بعينه المكان الذي تقوم علية الآن كنيسة القيامة في القدس العربية المحتلة.

وبعد أن أمرت الملكة هيلانة بإزالة التل، انكشفت المغارة وعثروا فيها على ثلاثة صلبان , وكان لابد لهم أن يتوقعوا أن تكون الصلبان الثلاثة : هي صليب المسيح يسوع، وصليب اللص الذي صلب عن يمينه، وصليب اللص الذي صلب عن يساره، وقد عثروا كذلك على المسامير , وعلى بعض أدوات الصلب، كما عثروا على اللوحة التي كانت موضوعة فوق صليب المسيح ومكتوب عليها – يسوع الناصري ملك اليهود – ويبدو أن هذه الصلبان الثلاثة كانت في حجم واحد، ومتشابهة، حتى أن الملكة ومن معها عجزوا عن التعرف على صليب المسيح يسوع من بينها، وبعد ذلك استطاعت الملكة بمشورة البطريرك مكاريوس، أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الصلبان الثلاثة، الواحد بعد الآخر، على جثمان ميت، فعندما وضع الصليب الأول والثاني لم يحدث شيء، وعندما وضع الصليب الثالث، عادت للميت الحياة بأعجوبة باهرة، وبعد ذلك وضعوا الصليب على امرأة مريضة فشفيت في الحال، عندئذ رفع البطريرك مكاريوس خشبة الصليب ليراها جميع الحاضرين وهم يرتلون ودموع الفرح تنهمر من عيونهم، ثم رفعت القديسة هيلانه الصليب المقدس على جبل الجلجلة.

  • وتكريماً للصليب المقدس، غلفته بالذهب الخالص، ولفته بالحرير، ووضعته في خزانة من الفضة في القدس، وأرسلت القديسة هيلانة قسماً من الصليب والمسامير إلى قسطنطين وأبقت القسم الباقي في كنيسة القيامة التي أمر الملك قسطنطين ببنائها في نفس موضع الصليب على جبل الجلجثة، وسميت بكنيسة القيامة (وتسمى كنيسة القبر أيضا) ووضع فيها الصليب.

كنيسة القيامة

تقع كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدس، داخل أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، وبنيت فوق «الجلجلة» وهي مكان الصخرة التي يعتقد أن المسيح ـ عليه السلام ـ صلب عليها، وتحتوي الكنيسة على المكان الذي دفن فيها المسيح  واسمه  القبر المقدس.. وسُمّيت كنيسة القيامة بهذا الاسم نسبة إلى قيامة يسوع المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث من الأحداث التي أدت إلى موته على  الصليب، بحسب  العقيدة  المسيحية.. بدأ بناء الكنيسة في عام 325 ميلاديا وانتهى البناء عام 335، ويصطف الزوار أمام باب قبر المسيح بالساعات لكي يتسنى لهم الدخول للحظات قليلة للتبارك بالمكان المقدس من الداخل.

ومع احتفالات «عيد القيامة»..فإذا كان التاريخ لسان الجغرافيا.. والجغرافيا هي شواهد التاريخ على الأرض..فإن أكثر ما يثير هواجس دولة الاحتلال، هو الاعتراف التاريخي بأن السيد المسيح، عليه السلام، (فلسطيني الجنسية)، وهو الذي  قلب أوانيهم وأمتعتهم في الأسواق واتهمهم بالربا اللا أخلاقي ودعاهم إلى الرأفة بالجياع والفقراء..واكثر ما يثير قلق دولة الاحتلال أن «تاريخ العائلة المقدسة» يدعم حقائق تاريخية وجغرافية للوطن المحتل (فلسطين)، وأن السيدة مريم ـ عليها السلام ـ هي ( سيدة فلسطين الأولى).

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]