تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تحديها للمجتمع الدولي، ولقرارات مجلس الأمن ، ولإرادة السلام الدولية، وتمردها على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، وإمعانا من الحكومة الإسرائيلية في تخريب الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى إحياء عملية السلام ومفاوضات حقيقية وجادة على أساس حل الدولتين .
ولم يقتصر الأمر على مصادقة رئيس الحكومة”نيتنياهو” ووزير حربه “أفيجدور ليبرمان” على بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في عدد من مستوطنات الضفة الغربية المحتلة .. ولكن تجاوزت حدود المستوطنات، إلى ما وصفته دوائر سياسية عربية بـ “كارثة القطار” بين تل أبيب والقدس المحتلة، ليهدد القدس القديمة وطابعها العربى وهويتها الإسلامية المسيحية، وتدمير الأحياء العربية، وفرض وقائع جديدة على الأرض، تستبق الجهود الدولية لحل الدولتين،بتهويد مدينة القدس ومقدساتها.
الإعلان عن مشروع قطار لربط تل أبيب بحائط البراق أو “حائط المبكى” حسب المسمى الإسرائيلي، يمثل تدميرا عمديا للأحياء العربية، وينذر بكارثة، تؤدي إلي تشويه المدينة المقدسة، وإحداث معالم تهويدية تطغى على عروبتها، والترويج بأن هذه المعالم والحدائق المستحدثة ما هي إلا مرافق للهيكل المزعوم!
تعود فكرة انشاء خط سكة حديد بين القدس وتل أبيب منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967 .. ومع قرار مجلس الأمن والحراك الدولى وصولا إلى حل الدولتين كشفت إسرائيل عن وجهها العنصرى، وتتسابق الصحف العبرية فى شرح المشروع وخط سيره من تل أبيب مرورا بيافا إلى القدس بتكلفة تصل إلى 7 مليارات شيكل، وكشفت صحيفة “هاآرتس” العبرية، عن خطوات كان تجرى تحت أسوار البلدة القديمة لحفر نفق سير القطار منذ سنوات، والذى سيتم تشغيله بعد عام ونصف العام وتحديدا في مارس / آذار 2018
ويؤكد كل من وزير المواصلات «يسرائيل كاتس» ومدير عام قطارات إسرائيل «بوعز تسفير»، أن المشروع قائم لتشييد قطار سريع يقطع المسافة بين القدس وتل ابيب في 28 دقيقة، وأن العمل في إنشاء خط القطار دخل هذه الأيام في مراحله الأخيرة ، حيث انتهى العمل بحفر النفق الطويل وتم صب الأسمنت بداخله، فيما يتوقع الإنتهاء من بناء الجسر الأخير بعد شهر من الآن فيما يتركز العمل حاليا على إقامة منظومة القطار نفسه، وأنه لم تعد هناك عقبات مالية أو أي عقبات أخرى يمكنها عرقلة المشروع ومنع تسليمه في الفترة المحددة.
ويعتبر خط القطار السريع الذي سيربط بين تل أبيب والقدس امتدادا للخط الحديدي القائم حاليا والرابط بين محطات مطار “بن جوريون – تل أبيب” وتم مد سكة الحديد من المطار إلى منطقة اللطرون على مدخل القدس الغربية ومن هناك تدخل الخطوط الحديدية في خمسة أنفاق بعضها أنفاق مزدوجة يبلغ طولها الإجمالي 20 كم. وبلغت وتيرة الحفر اليومي بواسطة الآلات التي تم إستيرادها من ألمانيا 22 مترا يوميا.
وسيسير القطار وفقا لمدير هيئة قطارات اسرائيل داخل النفق بسرعة 160 كم/س ما يعني قطع النفق والخروج منها خلال 4 دقائق.
قطار ” تل أبيب ـ القدس” هو جزء من مخطط استيطاني أكبر، يهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي والجغرافي في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية من جانب واحد، ووضع المزيد من العراقيل والصعوبات أمام إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة.