قصص «القهوة» في العالم.. ما بين التحريم والتفخيم في 5 قرون

من حين إلى آخر، يثار جدل كبير حول أصول وبدايات مشروب “القهوة” الذي يعتبر المشروب الأول في العالم، والذي كثيرا ما يحاول الأتراك فرض فكرة أنها مشروب تم اكتشافه في وقت الدولة العثمانية في إسطنبول.

لكن التسلسل التاريخي لهذا المشروب يوضح أنه من الممكن أن تكون “إسطنبول” لها نصيب في عمليات تطوير مذاق القهوة، مثل “ميلانو” في إيطاليا، و”موناكو” في فرنسا، و”ريو دي جانيرو” بالبرازيل، وعواصم ومدن أخرى في شرق آسيا وشمال أفريقيا وأمريكا اللاتينية على مر آخر 3 قرون.

مقاه فرنسية في القرن الثامن عشر

وعانى مشروب القهوة كثيرا “التحريم”، في البلدان المسلمة والمسيحية، لأسباب تنوعت في قرون سابقة، لكنه مع بداية انتشاره في الدول العربية وأيضًا في الدول الأوروبية ومع وصوله إلى الأمريكتين، كان مشروب الطبقات الأرستقراطية والجلسات الفخمة.

أشهر المقاهي في فرنسا

أول ظهور لحبة “البن” التي يخرج منها مشروب “القهوة” كانت في اليمن في نهاية القرن الخامس عشر، وكان يتم بيع هذه الحبوب بأبخس الأسعار لمرارة طعمها، ثم كان التطور الأول لهذه الحبة بعد طجنها قليلا وغليها في الماء، فأصبحت مشروبا يتنقل لمناطق الجزيرة العربية ومنطقة الخليج العربي عبر القوافل التجارية.

القهوة تأتي من فعل “قهي” والتي تعني بفقدان الشهية، لأنه كان عند العرب عندما تشرب القهوة فإنك لا تحتاج للأكل بعدها، لذلك كانوا يشربونها بعد تناول الطعام.

وبحسب بعض المراجع، الانتقال الأبرز لحبة “البن” ، كان في نهاية النصف الأول من القرن الـ16، عندما وصلت شحنة بـ”الخطأ” إلى عاصمة العثمانيين “إسطنبول” ضمن شحنة من التوابل قادمة من اليمن، وفي البداية تذوقها تجار ووجدوا فيها المرارة، ولكن تم الترويج لها بأنها مفيدة طبيا.

في حين أن بعض أصحاب المطاعم وأماكن بيع المشروبات الساخنة في الميناء بإسطنبول والتي كانت لطباخين وصناع حلوى إيطاليين وبلغار يعملون في القصور السلطانية، ولديهم أيضا محال بالأسواق، ووجدوا مذاقا جيدا لمشروب “البن” في حالة تحليته بالسكر أو تناول معه حلوى مثل “الملبن”.

وبحكم عمل هؤلاء الطباخين وصناع الحلوى، انتقل المشروب إلى داخل القصور، وكانت السلطانة “خرم” زوجة السلطان سليمان القانوني، من محبي هذا المشروب وسببا في انتشاره داخل بيوت الطبقة العليا عبر جلسات النسوة.

وكان أول تحريم لـ”القهوة”، بسبب “خرم” أيضا، وذلك عندما كان يتحدث عنها العامة بشكل سيئ في الأسواق على المقاهي، لما تقوم به من سيطرة على الحكم ومقاليده عبر تحكمها في زوجها السلطان، وأيضا تسببها في مقتل ولي العهد الأمير مصطفى الذي كان محبوبا للعامة بسبب وشاياها لدى أبيه السلطان الذي أمر بإعدامه، وللتخلص من جلسات نميمة المقاهي كانت فتوى شيخ الإسلام أبو السعود أفندي التي استمدها من فكرة أن القهوة تساعد على السهر، إذًا فهي تؤثر على العقل وهي بالمنكر، فكانت الفتوى التي جاءت بغلق المقاهي وحرمانية احتساء القهوة.

وكان فحوى الفتوى:”يجتمع الأهالي في المقاهي بقصد الترفيه والتسلية ولكنهم يحتسون القهوة ويتحدثون بكلام فارغ، ولذلك يجب إغلاق تلك المقاهي، ومن ثم أصدر فتوى بعدم وجوب شرب القهوة”.

جلسات القهوة في الدولة العثمانية

فيما ذكرت بعد المراجع أن في عقود متفرقة بالقرن الـ18، كان هناك علماء دين في الدولة العثمانية، يقولون إنه يجب على الرجل أن يوفر القهوة لزوجته مثل الأكل والملبس، وإلا سينتهي الأمر بالطلاق.

وتعتبر مصر من أكثر البلدان التي شهدت تدرجا تاريخيا في انتشار القهوة، حيث ظهر مشروب القهوة في القاهرة في رواق الطلبة المغتربين  من أهل اليمن بالأزهر، فكان، في القرن السادس عشر، حيث كان يرتشف بعض صوفيي اليمن رشفات من القهوة لتساعدهم على الدراسة والاستيقاظ، وشيئا فشيئا انتشر أمر القهوة بين دارسي الأزهر الشريف ثم إلى العامة في الأسواق.

وقابل رجال الدين القهوة بمعارضة شديدة، و في عام 1572 قام أحد فقهاء المذهب الشافعي وهو الفقيه أحمد بن عبد الحق السنباطي بحملة عنيفة ضد المشروب الجديد وأفتى بتحريمه وبالتالي قامت ردود فعل سلبية عليها وعارضها المجتمع بشدة، ولكن كانت ضغوط من جانب التجار الذين كونوا ثروات من هذه التجارة، دورا في الضغط على عودتها مرة أخرى من خلال بعض الصدامات التي تحرك فيها محبي القهوة.

دخلت “القهوة” إلى أوروبا، والتي كان لها النصيب الأكبر في تطويرها عبر طريقتين، الأولى عبر سفن التجارة إلى البندقية الإيطالية التي كانت تعتبر الميناء الرئيسي في أوروبا.

أما الانتقال الثاني البارز للقهوة فكان عبر فرنسا، عن طريق سفير باريس في إسطنبول، دي لا روكي في عام 1644، وذلك عندما أخذ بعض حبوب البن إلى مرسيليا، ليتم انتشارها إلى أنحاء فرنسا عبر بعثات تجارية، وأخذت إلى القصر الملكي في فرساي، واعتمادها مشروبا بين العائلات الأرستقراطية.

ومن فرنسا وصلت “القهوة” إلى بريطانيا، والتي انتشرت بشكل واسع، ولكن الكنيسة حرمتها في عهد البابا كليمنت الثامن، في الوقت الذي قادت فيه نساء إنجلترا سنة 1674 حملة شرسة للمطالبة بمنع القهوة بعد اتهامهن هذا المشروب بالإخلال بقدرات أزواجهن، ولكن مع بداية القرن 18، عادت القهوة بقوة في الأسواق الإنجليزية.

أشهر مقاهي العالم في ميلانو

وعرفت القهوة في البلد الذي يمتلك ثلث إنتاجها حاليا “البرازيل” في بداية القرن الـ17 ، من خلال وصولها عبر رحلات وحملات الاستكشاف البرتغالية والإسبانية والإنجليزية إلى الأمريكتين، حيث كان وصولها الأول إلى الولايات المتحدة، وكان أول مقهى في بوسطن، وخصص المقهى لكبار الأرستقراطيين القادمين مع هذه الحملات من أوروبا.

وخرجت القهوة من “بوسطن” إلى بقية أنحاء الأمريكتين، وانتشرت إلى أن وجد مكان زراعتها بشكل كبير في البرازيل التي تتحكم الآن في ثلث الإنتاج العالمي.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]