على بعد 4 كيلو مترات من مدينة سرمدا بمحافطة إدلب السورية، و10 كيلو مترات من الحدود التركية، استقر الآلاف من السوريين النازحين هربا من ويلات الحرب، إما من غارات النظام مدعوما بالطائرات الروسية، أو ويلات الجوع والحصار والإرهاب، ليلقوا المصير نفسه في مخيم الكمونة للنازحين، الذي استهدف بغارات جوية أودت بحياة 30 مواطنا، فضلا عن 100 جريح، أمس الخميس.
الغارات على مخيم النازحين جاءت بعد يوم واحد من تمديد الهدنة في حلب بضغوط أمريكية وروسية، بعد مجازر شهدتها المدينة بقصف مواقع لمدنيين ومستشفيات ومواصف أدت إلى مقتل مدنيين بلغ عددهم 300 مواطن خلال الأسبوعين الماضيين في اختراق واضح لهدنة هشة بدأت منذ أوائل فبراير الماضي.
وتوالت ردود الفعل الدولية لإدانة الواقعة دون التطرق إلى هوية منفذ تلك الغارات، فيما تطرقت العديد من التقارير إلى أن طائرات الرئيس السوري بشار الأسد مدعومة بالطائرات الروسية هي من قادت تلك الغارات، التي استهدفت المدينة السورية التي يسيطر عليها جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
واعتبرت الأمم المتحدة، أن استمرار اختراق الهدنة في سوريا قد يمثل «كارثة» من شأنها نزوح 400 ألف مواطنين آخرين إلى الحدود التركية.
ودعا ستيفن أوبراين، نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إلى إجراء تحقيق مستقل في الواقعة، مؤكدا أنه «إذا ثبت أنه تم استهداف المؤسسة المدنية عن عمد فإنه لا بد من تصنيفها كجريمة حرب».
وندد المتحدث باسم البيت الأبيض، جون إيرنست، بالواقعة، مستبعدا أن تكون «غارات قوات التحالف الدولي هي من استهدف المخيمات، حيث أنها لم تنفذ عملياتها في هذه المنطقة»، فيما اتهم وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، نظام الأسد بتقويض الجهود المبذولة نحو الحل السياسي.
مدير وكالة شهبا السورية،مأمون الخطيب، اتهم النظام السوري بتنفيذ الغارات، مؤكدا أن «طائرات النظام نفذت 4 غارات جوية على القرية، غارتين وقعتا بالقرب من المخيم ما أثار فزع النازحين، فيما سقطت الغارتين الأخريين داخل المخيمات مسببة احتراقها».
جماعة أحرار الشام في سوريا نددت بالحادث متهمة النظام بـ«الاستهداف المتعمد والمباشر للمدنيين بعيدا عن أي أهداف عسكرية معتبرة ذلك جزء من أهداف سياسة النظام للضغط على الثوار والمجتمع الدولي بملف اللاجئين بعد أن سمح له بتطبيق سياسة التجويع لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية».
مخيمات الكمونة ليست الأولى التي تم استهدافها من قبل النظام السوري، فيبدو أنها كانت سياسة الرئيس السوري على مدى 5 سنوات من الأزمة السورية، حيث استهدفت غارات النظام مخيما للنازحين بريف اللاذقية الشمالي، الواقع على الحدود التركية، يناير الماضي، فضلا عن غارات أخرى للمخيمات الواقعة على الحدود التركية اقتصرت أضرارها على المادية، وسط دعوات لفتح الحدود للسماح للنازحين بعبورها فرارا من غارات النظام.
مخيمات «أوبين» كانت من أشهر الوقائع التي ارتكبها النظام بشأن النازحين، حيث استهدفها العام الماضي بقنابل عنقودية ما أدى إلى سقوط العديد من الفارين من الحرب، وهوا ما وقع أيضا في عام 2014 بمخيم «عابدين» الذي يأوى نازحو إدلب وحماة، واستهدفه طيران النظام المروحي وأدى إلى سقوط ما يزيد عن 20 مدنيا.
