قصف عنيف على طرابلس.. تطورات الأحداث في ليبيا
قال مسؤول، الأربعاء، إن أربعة أشخاص، على الأقل، قتلوا في قصف عنيف على العاصمة الليبية طرابلس.
وتعرض حي أبو سليم الجنوبي للقصف في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، إذ سُمع دوي الانفجارات حتى من وسط المدينة، حيث تمضي الحياة بصورة طبيعية إلى حد بعيد غير متأثرة بالعنف.
وقال أسامة علي، المتحدث باسم جهاز الطوارئ في طرابلس، إن القصف قتل شخصين على الأقل وأصاب ثمانية، دون أن يحدد من المسؤول عن القصف.
ويقع الحي قرب الطريق إلى المطار القديم إلى الجنوب من طرابلس، والذي تبدلت السيطرة عليه عدة مرات منذ بدء القتال.
وهذه المرة الأولى، التي تطاول أعمال العنف المتصلة بالمعارك الدائرة حاليا وسط العاصمة، وعادة ما تتوقف هذه المعارك خلال الليل، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.
قطر تدعم الميليشيات الإرهابية
اتهم الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، الثلاثاء، قطر بدعم الميليشيات الإرهابية في ليبيا.
وأشار المسماري إلى أن هناك تدخلا سافرا من قطر في الشأن الليبي، مؤكدا أن الدوحة لن تتمكن من السيطرة على مقدرات ليبيا من النفط والغاز.
ونوه الناطق باسم الجيش الليبي إلى أن الاشتباكات، التي دارت اليوم كانت بين قوات من الجيش الليبي وميليشيات إرهابية أبرزها القاعدة والإخوان.
وشدد على أن الجيش الليبي لم يتكبد أي خسائر بشرية خلال هذه الاشتباكات.
وقف إطلاق النار
ويدرس مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، مسودة قرار بريطاني يطالب بوقف إطلاق النار في ليبيا، ويدعو كل الدول المؤثرة على الأطراف إلى ضمان الالتزام بالقرار.
كما دعا رئيس البرلمان الأوروبي الحكومتين الإيطالية والفرنسية لإنهاء خلافاتهما بشأن ليبيا، وقالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، فيدريكا موجريني، إن الاتحاد حقق نتائج متقدمة بشأن الوصول لموقف موحد وتوافقي بشأن الأزمة الليبية.
إجلاء 150 لاجئا
وأعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أنها أجلت 150 لاجئا إضافيا من مركز اعتقال في العاصمة الليبية طرابلس تضرر جراء المعارك، لافتة إلى أنها لم تتمكن من نقل آخرين بسبب احتدام المعارك.
وأوضحت المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، أنها أجلت هؤلاء اللاجئين، وبينهم نساء وأطفال، من مركز اعتقال أبو سليم في جنوب العاصمة الليبية نحو مركز التجمع والمغادرة التابع لها في وسط المدينة.
وأجريت هذه العملية في خضم المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية.
وأوضحت مساعدة رئيس بعثة المفوضية الأممية في ليبيا، لوسي غاني، أن هذه الهيئة “تسابق الزمن لحماية الناس”، مضيفة “النزاع وتدهور الأوضاع الأمنية تعيق قدراتنا”.
174 قتيلا و758 جريحا
وقُتل ما لا يقل عن 174 شخصا وجرح 758 بينهم مدنيون، منذ 4 أبريل/ نيسان، وفق حصيلة جديدة لمنظمة الصحة العالمية.
وفي جنيف، قال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق جساريفيتش، إن ما لا يقل عن 14 مدنياً قتلوا وجرح 36 آخرون في المعارك.
بالإضافة إلى ذلك، قالت المنظمة، إنها أرسلت فرقاً إضافية من الجراحين لمساعدة المستشفيات التي تستقبل أعداداً كبيرة من المصابين في أقسام الطوارئ والصدمات.
وتسببت المعارك بنزوح أكثر من 18 ألف شخص، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
سترات صفراء
وتظاهر بضع عشرات من الليبيين في طرابلس، الثلاثاء، يرتدي العديد منهم سترات صفراء، تنديداً بما اعتبروه “دعم” فرنسا للمشير خليفة حفتر، الذي تنفذ قواته هجوماً على العاصمة الليبية.
وارتدى المتظاهرون السترات الصفراء الشهيرة في إشارة إلى الحراك الفرنسي المستمر منذ نهاية 2018 ضد السياسة المالية والاجتماعية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها بالفرنسية “على فرنسا وقف دعم المتمرد حفتر في ليبيا”، أو “فرنسا توفّر السلاح للمتمردين من أجل النفط”.
“لا اتفاق” لمنع المهاجرين
وأعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية، الثلاثاء، أنها لم تلتزم منع المهاجرين من مغادرة ليبيا، وحذرت من أن مقاتلين يمكن أن ينضموا إلى هؤلاء إذا لم يتراجع المشير خليفة حفتر عن هجومه على طرابلس.
وقال أحمد معيتيق، نائب رئيس حكومة الوفاق للصحافة الأجنبية خلال زيارة لروما للحصول على دعم لمواجهة الهجوم الذي شنه الجيش الليبي، “ليس ثمة اتفاق على الإطلاق لإبقاء المهاجرين في ليبيا، لا شيء”.
وعلى غرار رئيس الحكومة، فايز السراج، أكد معيتيق، أن حوالي 800 ألف أفريقي وليبي يمكن أن يحاولوا الوصول إلى السواحل الأوروبية، إذا امتدت الحرب الأهلية في هذا البلد النفطي المترامي.
كما حذر من أن تقدم قوات الجيش سيحول دون تمكن قوات حكومة الوفاق من السيطرة على “أكثر من 400 سجين” من تنظيم داعش محتجزين في ليبيا”.
وأضاف “هؤلاء السجناء إرهابيون وقد عملنا مع المجتمع الدولي لإبقائهم واحتجازهم، وفي الوقت نفسه نرى بعض الشركاء الدوليين يدعمون الهجوم ويدعمون حفتر”.
وفي 2017، وقعت روما اتفاقا صادق عليه الاتحاد الأوروبي، مع السلطات الليبية لتدريب وتجهيز خفر السواحل الليبيين.
ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب
من جانبها، أكدت المدّعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، الثلاثاء، أنها “لن تتردّد” في التوسّع بتحقيقها في ارتكاب جرائم حرب في ليبيا.
وقالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسوده، “لن أتردد بالتوسّع في تحقيقاتي وفي الملاحقات القضائية المحتملة بشأن وقوع أي حالة جديدة من الجرائم الواقعة ضمن اختصاص المحكمة”.
وجاء في بيان بنسوده “لا يختبرنّ أحد (مدى) تصميمي في هذا الإطار”، ودعت بنسوده “جميع الفرقاء والجماعات المسلّحة المشاركة في القتال إلى التقيّد بقواعد القانون الدولي الإنساني”، ولا سيما القادة منهم.