تتأهب العاصمة الألمانية برلين، لاستضافة قمة غير مسبوقة لقادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، غدًا الإثنين، حيث تتناول القمة «قضايا عالمية»، بحسب ما ذكرته كريستيان فيرتز، المتحدثة باسم الحكومة الألمانية.
ومن المقرر أن سيلتقي الزعماء في قصر شلوس هرنهوزن الملكي السابق، في هانوفر، الذي تعرض للصف خلال الحرب العالمية الثانية، وأعيد افتتاحه عام 2013.
وأضافت فيرتز، في تصريحات صحفية، إن «الرئيس الأمريكي لا يكون في أوروبا كل شهر، وهذه فرصة جيدة ليتبادل زعماء ورؤساء الحكومات الأوروبيين الأربعة وجهات النظر مع الرئيس الأمريكي».
وأضافت في مؤتمر صحفي اعتيادي، أن «هناك كثير من المواضيع.. إذا نظرنا للوضع في سوريا وليبيا ومسألة اللاجئين على سبيل المثال»، وقالت إن هذا اللقاء على الأرجح سيكون الأخير بين ميركل وأوباما بينما لا يزال الرئيس الأمريكي في منصبه، نافية، في الوقت ذاته، أن يكون هناك جدول أعمال رسمي للقاء، ولم تجزم ما إذا كان سيعقبه مؤتمر صحفي أو لا، كما لم تؤكد فيرتز أو تستبعد، ما إذا كانت ميركل وأوباما سيناقشان فضيحة الانبعاثات المتورطة فيها شركة فولكسفاجن الألمانية لصناعة السيارات.
وفي لندن أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن «اجتماع زعماء مجموعة الخمسة سيكون فرصة للحديث عن سبل العمل معا للتصدي للتحديات المشتركة الكثيرة التي نواجهها»، مضيفًا، «نتوقع أن تهيمن على جدول الأعمال مواضيع هزيمة داعش، ودعم الحكومة الجديدة في ليبيا ومعالجة مسألة الهجرة».
حارسة أوروبا تواجه انتقادات بشأن «التبادل الحر»
وفيما يشيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بصديقته المقربة أنجيلا ميركل، التي وصفها بـ«حارسة أوروبا»، تشتعل المظاهرات والاحتجاجات المنددة باتنفاق التبادل الحر بين أمريكا والاتحاد الأوروبي، وتصطدم المفاوضات بشأن اتفاقية التبادل الحر حاليا بخلافات مستمرة في وجهات النظر على خلفية تشكيك متزايد لدى الرأي العام سواء في الولايات المتحدة أو في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا بشكل خاص، حيث حذر وزير الاقتصاد الألماني سيجمار جبرييل من أن معاهدة التبادل الحر سوف تفشل في حال لم تقدم الولايات المتحدة تنازلات، مؤكدا أنه لن يوافق على نص يلخصه في الوقت الحاضر بعبارة «اشتروا منتجات من صنع أمريكا»، كذلك تلتزم فرنسا موقفا حازما بهذا الصدد ويرفض الرئيس فرنسوا أولاند، بحث الاتفاقية خلال اللقاء، معتبرًا أنّ الموضوع لا يحظى إطلاقا بتأييد شعبي في فرنسا، بحسب ما أوردته صحيفة «دير شبيجل» الالمانية.
وتظاهر أكثر من 35 ألف شخص في هانوفر، ضد الاتفاقية، ليس فقط خشية تدني المعايير البيئية والصحية الأوروبية ولكن أيضا ستكون هناك إمكانية أمام الشركات المتعددة الجنسية للاحتجاج على قوانين أي دولة أمام محكمة تحكيم.
«هزيمة داعش» على مائدة القادة
وسط مخاوف من وصول مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي إلى أوروبا من البوابة التركية، عن طريق التنكر في هيئة اللاجئين السوريين، بحسب ما كشفت كل من الاستخبارات الألمانية والأمريكية، الأسبوع الماضي، تطرح قضية «هزيمة داعش» نفسها على مائدة المناقشات المقررة غدًا الإثنين، وسط تأكيدات بكشف مصادر تمويل ألمانيّة لـ«داعش»، بحسب تقرير صادر عن مكتب البحث الجنائي الاتحادي في ألمانيا، ونقله التليفزيون الألماني إيه آر دي، وإذاعة بايرن، الرسميين، اليوم الأحد، أشار إلى أن «ثمة قوافل مساعدات مالية في ألمانيا تقدمها أسر غنية وأصدقاء لمجموعات جهادية»، واعتبر التقرير أن «تلك المساعدات تلعب دورًا مهما في تمويل التنظيم، الذي تبلغ ثروته حوالي مليار دولار، حصّلها من أموال الضرائب والرسوم الإجبارية التي فرضها على المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، فضلاً عن عمليات النفط وتهريب التحف وأموال الفدية، والتبرعات الألمانية، التي تساهم، وساهمت بقدر كبير في تمويل التنظيم الإرهابي».
ويتوقع مراقبون، أن يدفع التقرير، السلطات الألمانية، إلى فرض مزيد من الرصد والمتابعة للسلفيين من الإسلاميين داخل المقاطعات الألمانية، وقد تنعكس تداعياته على حركة المهاجرين واستيعابهم داخل أوروبا.
الوضع في سوريا وأزمة اللاجئين
تشكّل أزمة اللاجئين هاجسًا لدى دول أوروبا، لا سيما وقد بدأ يبحث المهاجرون واللاجؤون في ابتكار طرق جديدة وغير تقليدية لدخول مقدونيا بعدما تقطعت بهم السبل لأسابيع على الحدود المغلقة في شمال اليونان، حيث تسلقوا الغابات وصعدوا التلال تحت جنح الظلام.
ونقلت وكالات أنباء ووسائل إعلام عالمية، أنه تم رصد عدد من المهاجرين يصل إلى 70 شخصا يعبرون إلى مقدونيا مع حلول الليل من اليونان عند نقطة تخلو من سياج للأسلاك الشائكة يفصل بين البلدين، وتحرك الأشخاص سريعا من الغابة، وإليها بعيدا عن أعين السلطات.
وتبعد المسافة عشرين كيلومترا تقريبا أي أربع ساعات سيرا على الأقدام من إيدوميني، وهو مخيم كبير مترامي الأطراف يؤوي آلاف اللاجئين والمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل بسبب إغلاق الحدود في أنحاء دول البلقان منذ شهر فبراير/ شباط.
ويبحث آخرون في المخيم الخيارات المتاحة أمامهم لمغادرة إيدوميني، والعثور على نقاط ضعف على طول الحدود للعبور إلى دول البلقان التي تعتبر الطريق المفضل للوصول إلى دول غرب أوروبا.
ليبيا.. بين القبول بـ«حكومة الوفاق» أو«التدخل العسكري»
ولن تكون ليبيا، وحكومة الوفاق الجديدة بمعزل عن مناقشات زعماء مجموعة الـ5، حيث كشف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، أن طبيعة التدخل البري في ليبيا ستعلن عقب قمة وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي المزمع عقدها غدا، الإثنين، موضحا أن الخطة المُعدة لذلك ستبدأ بإرسال 1000 جندي لتدريب القوات الليبية والمشاركة بصورة مبدئية على جبهات القتال ضد «داعش».
وقال وزير الخارجية البريطاني، إن بلاده قد ترسل جنودا للحرب ضد تنظيم «داعش» في ليبيا، مشيرا إلى القادة الغربيين رسموا خطة محكمة للتعامل مع الجهاديين في شمال أفريقيا.
وأضاف هاموند، في حوار أجراه مع صحيفة «تلجراف» البريطانية الشهيرة، أنه لا يستبعد إرسال جنود بريطانيين في المستقبل لقتال تنظيم «داعش»، والتصدي لخطره الذي توسع في ليبيا بطول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
