كشف خبراء أمن بريطانيون وأمريكيون، عن اتصالات ومشاورات «دولية» للتنسيق حول المرحلة المقبلة المرتقبة، بتجمع الإرهابيين في شمال أفريقيا .. ونشرت منظمة «ستراتيجيك كالتشر» الأمريكية ورقة بحثية، كتبها الباحث البارز «بيتر كورزن» بعنوان مهم «عيون داعش تتجه إلى شمال إفريقيا.. قضية ساخنة على جدول الأعمال العالمى» .. وأكد الخبراء في تقرير أمني، نشر في العاصمة البريطانية، لندن، أن التنسيق الأمني « الاستخباراتي» بين عواصم غربية وعربية، تناول ما كشفت عنه منظمة «ستراتيجيك كالتشر» الأمريكية، والبحث في آفاق الخروج من التهديدات المرتقبة من التنظيم الإرهابي « داعش» بتأسيس مركز التجمع في شمال أفريقيا.
خروج عناصر « داعش» من الموصل ودير الزور
وأوضحت التقاريرالأمنية الأمريكية والبريطانية، أن مقاتلي تنظيم داعش، بدأوا الفرار من الموصل، باتجاه محافظة دير الزور فى سوريا، من أجل تكثيف القتال هناك، لكن مع تحول سوريا إلى منطقة غير آمنة بالنسبة لهم، سينتقل مقاتلو التنظيم إلى مكان آخر مثل دول المغرب العربي، مستغلين نقاط الضعف هناك، فضلا عن وجود ما بين «8 إلى 11 ألف مقاتل» تقريبا من بلاد المغرب، ضمن التنظيم الإرهابي، وسيشكل هؤلاء المقاتلون المتمرسون بعد اكتسابهم خبرة قتالية فى سوريا والعراق، تهديدًا كبيرًا على الاستقرار فى أوطانهم التى أتوا منها.
وتحرك «داعش» إلى شمال أفريقيا، يهدف لتأسيس « مركز تجمع» للتنظيمات الإرهابية، مع تواجد «جبهة الصحراء والساحل» الإرهابية، الناشئة حديثا، إلى جانب الإسلاميين القادمين من مالى والنيجر وموريتانيا، والذين بدأوا يعيدون تجميع صفوفهم لتوسيع نطاق نفوذهم .. وتم تشكل تنظيم «داعش فى الصحراء الكبرى» بقيادة عدنان أبو الوليد الصحراوي، في شهر نوفمبر / تشرين الثاني الماضيز
«ليبيا» ..النقطة الأضعف
وحذرت التقارير الأمنية، من تجمع مسلحو تنظيم داعش فى ليبيا التى مزقتها الحرب، حيث تعتبر هذه الدولة الحلقة الأضعف بين دول المغرب، ويفكر التنظيم الإرهابي «داعش» فى نقل مقرهم إلى هذا البلد، وبات التدخل العسكرى الأمريكى هناك خيارًا متاحًا.. ووفقا لـ «الجنرال توماس ولدهاوزير»، قائد قيادة البنتاجون فرع إفريقيا، فإن انعدام الاستقرار فى ليبيا وشمال إفريقيا ربما يشكل أهم تهديد على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها فى القارة الإفريقية فى الأمد القريب .. ويؤكد الجنرال الأمريكي، أن اصطياد القوات الجوية المصرية، لموكب الإرهابيين، الذين اخترقوا الحدود المصرية من الغرب بنحو 15 سيارة دفع رباعي، مؤشر واضح لبدء نشاط تنظيم داعش في ليبيا وشمال أفريقيا.
أكبر مركز لتجمع الإرهابيين
« العالم سيواجه قريبا أكبر مركز تجمع للإرهابيين في شمال أفريقيا» بحسب تعبير الجنرال البريطاني ، توماس آرجوني، ومع بدء رحيل عناصر «داعش» إلى شمال أفريقيا، فقد اتحد عدد من الجماعات الإرهابية العاملة فى مالى وفى المناطق الشمالية المجاورة، (أنصار الدين، المرابطون، كتائب ماسينا، إمارة الصحراء) في شهر فبراير / شباط الماضي، مشكلة منظمة واحدة تسمى «نصرة الإسلام». بايعت تلك الجماعة المشكلة حديثا زعيم «حركة طالبان» الملا حبيب الله، وزعيم «تنظيم القاعدة» أيمن الظواهرى، وزعيم فرع «القاعدة فى شمال إفريقيا» أبومصعب عبدالودود.
ومع الكشف عن تجمع التنظيمات الإرهابية في شمال أفريقيا .. تعمل جيوش دول المغرب العربي، على تجهيز نفسها، حيث أجرى الجيش المغربى مؤخرا تدريبات «فلنتلوك-2017» مستخدما أنظمة سلاح أمريكية، كما حصل الجيش المغربى أيضا على مروحيات هجومية روسية من طراز «مى 28» ذات القدرات الخاصة، لجعل عمليات مكافحة الإرهاب أكثر تأثيرا.. وفي الجزائر وتونس حالة استنفار أمني على الحدود ، تحسبا لأية عمليات اختراق للحدود من عناصر التنظيمات الإرهابية.
ضرورة التنسيق بين الغرب وروسيا ضد الإرهاب
المخاطر من « مركز تجمع الإرهابيين» في شمال أفريقيا، لا تقتصر على الدول العربية المجاورة فقط «مصر وتونس والجزائر والمغرب» ولكن الجماعات الإرهابية بمختلف أنواعها، خاصة تنظيم داعش، باتت تمثل اليوم تهديدا جديا ضد الولايات المتحدة، وحلفائها فى حلف الناتو، فضلا عن روسيا ، بحسب التقارير الأمنية،
وبالرغم من الخلافات الحالية بشأن أوكرانيا، ومجموعة أخرى من القضايا التى باتت تمثل مسرحا للمواجهة بين روسيا والغرب، فإن التعاون فى مكافحة الخطر الإرهابى ممكن وضرورى. فالعدو واحد، وأنشطته المميتة تتجاوز النطاق الإقليمى.
ويؤكد خبراء الأمن في الغرب، انه بإمكان روسيا والغرب تنسيق أنشطتهما فى ليبيا، كما يمكن أن يكون تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون فى تنفيذ عمليات خاصة مشتركة، ضد أهداف مهمة بداية لعملية أوسع نطاقا بين الطرفين، ويجب ألا تكون منطقة شمال أفريقيا قضية خلافية تؤدى لتعقيد العلاقات بين روسيا والغرب، فالوضع هناك يدعو للتعاون والحوار، وسيصبح تنظيم داعش شيئا من الماضى فى حال وضع الغرب وروسيا خلافاتهما جانبا، وركزا بدلا من ذلك على ما يجمعهما، وهو ما سيكون مفيدا للجميع.
