في الوقت الذي يبدأ فيه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، غداً، جولة خليجية تشمل الكويت والإمارات وقطر لبحث الأزمة الخليجية وتطورات الملف السوري.. كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، الدكتور أنور قرقاش، أن القرار القطري بإعادة السفير إلى طهران تصاحبه حملة تبرير واسعة ومرتبكة، وذلك هو حال الاستدارة الذي تمارسه الدوحة في موقفها تجاه اليمن وإيران.
وأضاف قرقاش، القرار السيادي يجب ألا يكون خجولا مرتبكا، لكنها المكابرة والمراهقة الذي تجعله كذلك، وحين يكون الإعلام أداتك الوحيدة يصبح التبرير ضجيجا غير مقنع» .. وأوضح «قرقاش»، أن العودة للتبادل التجاري الإماراتي مع إيران لتبرير عودة السفير القطري يتجاهل أن المصالح الإيرانية الأساسية في الخليج هي في حقول الغاز مع قطر.
ويؤكد الوزير الإماراتي، أن أزمة قطر تدار بمراهقة لا نظير لها، وعودة السفير إلى طهران يحرج الدوحة ويكشف تقيتها السياسية، ويكشفها أمام التيار الحزبي المتأسلم الذي تبنته !
ومن الواضح أن جولة «لافروف»، تسعى الى بذل مزيد من الجهد الدولي لإيجاد حلول للأزمة القطرية، وبحث الأزمة السياسية بين قطر وأربع دول عربية، إضافة إلى تسوية الأزمة السورية.. وذكرت الخارجية الروسية أن موسكو تنوي إطلاع شركائها العرب على «الجهود التي يتخذها الجانب الروسي بشأن تسوية الأزمة في سوريا في إطار عملية آستانة».. فيما أعلنت مصادر عن عزم الدوحة لإتمام صفقة أسلحة مع موسكو للمرة الأولى.
قطر تجد ضالتها في تركيا!!
وتؤكد الدوائر السياسية الخليجية، أن قطر وجدت ضالتها في تركيا.. إذ عادت الدوحة لفتح ملف «ادعاء» اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية «قنا»، حيث أعلن النائب العام القطري علي بن فطيس المري أن السلطات التركية اعتقلت 5 أشخاص لهم صلة بالقرصنة «المزعومة» لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، وهم يخضعون للتحقيق !!
ويرى خبراء أمن وسياسيون، أن «مزاعم» اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، كشفتها «لعبة» القبض على المتهمين ومن لهم صلة بالاختراق، داخل تركيا تحديدا، وهي الدولة الداعمة للنظام القطري، والتي تتولى حماية ديوان الشيخ تميم في الدوحة، ومنطق العقل يقول أنها محاولة تركية ـ قطرية «مكشوفة» لتبرير المواقف القطرية والدفاع عن «المزاعم القطرية» !!
وكشفت صحيفة «الجزيرة» السعودية، عن مناورة الدوحة في تبرير تصريحات الشيخ تميم، التي تضمنت صراحة سياسة ومواقف النظام القطري المناهضة للأشقاء في الخليج العربي.. ونقلت الصحيفة عن النائب العام القطري، علي بن فطيس المري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير العدل التركي، عبد الحميد غل في أنقرة، أن السلطات القطرية بدأت تحقيقا داخليا وخارجيا، بعد اختراق موقع الوكالة وبث تصريحات مفبركة منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني !!
بركان الغضب التونسي ينفجر ضد قطر
وفي شأن ذي صلة ، بدأ الغضب على قطر في تونس يكبر ككرة الثلج على خلفية دورها المشبوه في تسفير شباب تونس إلى بؤر التوتر، خاصة بعد أن أثبتت التحقيقات والتحريات الأولية، تلقي جمعيات ذات صبغة دينية ودعوية، دعماً مالياً من قطر المتهمة بدعم الإرهاب للتكفل بمصاريف عمليات التسفير.
وفي الوقت الذي بدأ يتصاعد فيه تنسيق الجهود الحكومية والبرلمانية والقضائية التونسية لفك لغز التورط القطري في عمليات تسفير شباب تونس والزج بهم في أتون الحروب والصراعات الملتهبة بالمنطقة .. شهدت تونس تظاهرة حاشدة أمام وزارة الخارجية، للتنديد بقطر جراء الجرائم التي اقترفتها بحق مئات التونسيين من خلال استقطابهم وتجنيدهم وتدريبهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.
ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات تندد بقطر وتتهمها باستقطاب شباب تونس وتسفيره إلى مناطق الحروب بالتواطؤ مع حركة النهضة الإسلامية التي قادت حكومة«الترويكا» من نهاية 2011 وحتى مطلع عام 2014.. وطالب المتظاهرون الحكومة ورئاسة الجمهورية بالتحرك لفضح جميع المتورطين والمتواطئين في تجنيد التونسيين في أعمال إرهابية ومحاكمتهم.
