يعد موسم قطف وعصر الزيتون في قطاع غزة من المناسبات الوطنية الفلسطينية نظرا لما تتمتع به ثمرة الزيتون رمزا للسلام والمحبة، ويأتي هذا الموسم في ظل تفشي فيروس كورونا واستمرار الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عاما.
و أطلقت وزارة الزراعة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم السبت، الحملة الوطنية لموسم قطف وعصر الزيتون بعنوان (زيتون بلادنا بسلامة أحبابنا)، وذلك عملا بخطة خاصة تراعي إجراءات السلامة والوقائية والإرشادات التي ستنفذها خلال موسم الزيتون الحالي للعام 2020_2021.
الزيتون وبشريات الخير
ويحمل موسم الزيتون بشريات الخير في تحسين الأوضاع الاقتصادية للمزارعين الفلسطينيين، فهو موسم فرح للمزارعين، خاصة أن هناك طقوسا من الأهازيج والأغاني التراثية تصاحب العاملين في قطف الزيتون، وذلك وفق ما قاله المزارع أحمد البحيصي من سكان وادي السلقا، الذى يقوم بتضمين ما يقارب من 50 طنا من الزيتون كل عام.
وأوضح المزارع البحيصي خلال حديثه لقناة “الغد”، أنه ابتداء من شهر 5 يبدأ موسم تضمن الزيتون وتتم متابعة كل ما يحتاجه من أدوية رش وغيرها من أجل أن نحافظ على حبة الزيتون، حتى 27 – 9، أو ما نطلق عليه “وقت التصليب” وهو بداية موسم المطر وبعد ثلاثة أيام يتم قطف الزيتون.
وفى هذا الموسم يتم تشغيل الكثير من الأيدي العاملة ويقول البحيصي:” خلال موسم قطف الزيتون الكل يعمل معاصر الزيت والعمال، ويوجد لدينا 40 عاملا على الأقل، ونقوم أيضا بعصر الزيتون ليصبح زيتا ويكلف ذلك 25 دينارا أردنيا، ويتراوح سعر الزيتون الأخضر السري ما بين 15- 20 شيكل ما يعادل” 6 دولارات” حسب جودة حبة الزيتون، وتنكة زيت الزيتون ثمنها 100 دينار أردني والشملاني 80 دينارا أدرنيا والمخلوط ما بين 80 و95 دينارا و الكيي 18، وهو أقل جودة 60 دينارا أردنيا.
كورونا والحصار
ويؤكد العامل أحمد أبو عاذرة، أن موسم الزيتون هو أحد مواسم الخير والرزق، وأنه ينتظره بفارغ الصبر طوال العام من أجل أن يستطيع توفير ما يحتاجه من مصاريف تغطي نفقاته طوال فصل الشتاء.
وقال أبو عاذرة، خلال حديثه لقناة “الغد”:” هذا الموسم له استثناء خاص، كونه يأتي في ظل إغلاق قطاع غزة بسبب كورونا والحصار، ونحن كعمال بحاجة لكل قرش، لكى نتمكن من تغطية مصاريف بيوتنا وأسرنا في ظل الظروف الصعبة الحالية”.
وقدرت وزارة الزراعة في غزة، أن المساحات المزروعة المثمرة من الزيتون في محافظات القطاع (33400 دونم)، متوقع أن تنتج (23250 طنا) من الزيتون، منها (6750 طنا) للتخليل و(16500 طن) لأجل العصر، حيث يبلغ الإنتاج الكلي من زيت الزيتون ما يقارب (2750 طنا)، مشيرة إلى أن متوسط استهلاك الفرد من الزيتون (15 كجم) تشمل ( 3 كجم زيتون تخليل و12 كجم زيتون تنتج استهلاكه كيلو جرامين زيت).
ويفرض الاحتلال حصارًا خانقا على قطاع غزة، منذ منتصف شهر حزيران- يونيو من العام 2006، ثم تلاه انقسام وطني في منتصف العام 2007، ومن وقتها، يعاني القطاع أوضاعا معيشية واقتصادية سيئة للغاية، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ أكثر من 14 عامًا.
