تثير الصفقة المحتملة بين موسكو وطهران والمتعلقة بالطائرات المسيّرة الإيرانية قلقا متزايدا لدى واشنطن وحلفائها الأوروبيين.
وأعاد ذلك التعاون بين روسيا وإيران ملف الدفاع الصاروخي الأمريكي الأوروبي إلى جدول الأعمال مرة أخرى، إذ يتخوف المعسكر الغربي من هذه الصفقة التي قد تشكل انطلاقة للمزيد من التعاون العسكري بين روسيا وإيران خاصة على صعيد الحرب في أوكرانيا.
ويمثل ذلك الإمداد العلني بالأسلحة الإيرانية إلى الجيش الروسي أول مشاركة لدولة في الحرب الأوكرانية بجانب روسيا بعد بيلاروسيا.
وتظل هناك مخاوف من أن يؤدي التعاون الثنائي في النهاية إلى قيام الحرس الثوري بنشر قواته الوكيلة في جبهات القتال الأوكرانية، أو يمتد التعاون العسكري إلى صفقة أسلحة أكثر إثارة للجدل مثل الصواريخ الباليستية الإيرانية قصيرة ومتوسطة المدى.
الإمدادات الإيرانية
قال الخبير الاستراتيجي ريك جاتس، إنّ الولايات المتحدة لديها معلومات بأن إيران تمد روسيا بمسيّرات عسكرية، لكن لن يكون لها تأثيرا كبيرا في حرب أوكرانيا.
وأضاف في حديثه لـ«مدار الغد»، أن الجيش الأوكراني قدّم أداء جيد حتى لا تتقدم القوات الروسية بشكل أكبر، كما أنّ الدول الغربية تقدم المساعدات من أجل ألا تمثل روسيا مزيدا من التهديدات في المنطقة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعملان سويا على تحميل روسيا مسؤولية الاتفاق النووي الذي يجرى المفاوضات بشأنه خلال الفترة المقبلة.
وقال، إن إيران لن تقدم الرد النهائي بشأن تلك المفاوضات، ومن المتوقع أن تطلب المزيد من الوقت، لكن أمريكا تسعى إلى دفع طهران إلى عدم تقديم مساعدات لروسيا في الحرب الأوكرانية.
وقال، إنه في حال كانت طهران جادة في الاتفاق النووي عليها أن تقدم تنازلات.
التهديد الإيراني
وأحيا دعم طهران المحتمل لموسكو في الحرب الأوكرانية المخاوف الغربية من تهديد إيراني محتمل لأوروبا، كما أعاد خطط الدفاع الصاروخية الأطلسية في القارة إلى الواجهة مرة أخرى.
ويمثّل استنجاد روسيا بالسلاح الإيراني تغييرا في معادلة توازن القوة في العلاقة بين موسكو وطهران.
ومن جانبه، قال الدبلوماسي الروسي السابق سيرجي فابيوف، إنّ روسيا في حاجة لجميع الأسلحة المتطورة، ومن ضمنها المسيرات الإيرانية.
وأشار في حديثه لـ”مدار الغد”، إلى أن المسيّرات الإيرانية مصنوعة من غنائم الحروب، مؤكدا أنها تتميز بالتكنولوجيا الإيرانية بالإضافة إلى أن تلك المسيرات صناعة أمريكية بشكل جزئي.
وأضاف أنّ التوريدات العسكرية من إيران لرسيا تحمل أهمية سياسية.
وأكد فابيوف أن روسيا مهتمة بالدعم العسكري، إذ تستفيد من بيلاروسيا في البنية العسكرية، وتتعاون أيضا مع كوريا الشمالية، وترحب بتفعيل وتوسيع العلاقات مع إيران.
