قلق أمريكي من انفلات الملف الإيراني من قبضة ترامب  

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب سيعلن اليوم استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران وموقفه من الاتفاق النووي الإيراني، وأشار إلى أن الاتفاق النووي مع إيران فشل في تحقيق مبتغاه، وأن ترامب يعتبر الاتفاق بصورته الحالية يمثل تهديدا للولايات المتحدة.

ورجح مسئولون أمريكيون أن يعلن ترامب عدم تطابق الاتفاق مع المصلحة الوطنية لواشنطن، كما أشار المسئولون إلى أن ذلك لا يعني النهاية الفورية للاتفاق لأنه سيعود للكونجرس تقرير مسالة إعادة فرض عقوبات من عدمها على طهران.

شبكة مخاوف

وحذر أد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، فى الكونجرس الأمريكي، من الالتفات إلى التهديد الإيراني المستمر، مشيرًا إلى أن جماعة حزب الله، التي تدعمها إيران، فى وضع يسمح لها بتكثيف مهمتها الأصلية وهي تدمير إسرائيل، بحسب صحيفة The Algemeiner الأمريكية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية قال إد رويس، فى تصريحات فى جلسة استماع للجنة حول التهديدات الإيرانية، إن حزب الله تصاعدت حدته فى لبنان وأيضًا فى سوريا، عن طريق الدعم الإيراني، مشيرًا إلي أن هذه المنظمة الإرهابية تقوم ببناء ترسانة صاروخية قاتلة ومستعدة لتهديد الإرهاب على إسرائيل، كما أن قدرتها الصاروخية كبيرة جدًا منذ عام 2006.

وشدد رويس على ضرورة تعيين جماعة حزب الله اللبناني، كمنظمة إرهابية، وتزويد الإدارة بمزيد من العمليات العسكرية التي تريدها للتخفيف من حدة هذا الوكيل الإيراني.

وتابع رويس أن إيران استخدمت تدخلها العسكري نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد لبناء مصانع الصواريخ فى سوريا ولبنان، مشيرًا إلي أن مسئولين فى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية خلال العام الماضي أكدوا أن طهران تمول حزب الله اللبناني بتكنولوجيا دقيقة أكثر تعقيدًا لصواريخه الموجهة إلي إسرائيل، وتقدر إسرائيل أن حزب الله يمتلك حاليًا نحو 150 ألف قذيفة.

وذكرت الصحيفة أن تصريحات رويس جاءت بعد تصريح أدلى به فى اليوم السابق مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب نيكولاس راسموسن الذي قال “إننا فى أجهزة الاستخبارات نرى فى الواقع أن النشاط الإيراني لحزب الله مستمر داخل الولايات المتحدة الأمريكية”.

وأشار راسموسن إلى اعتقال اثنين من عناصر حزب الله المزعومين فى نيويورك فى يونيو الماضي كدليل على تزايد نشاط حزب الله داخل حدود الولايات المتحدة، قائلًا إن تقييمنا هو أن حزب الله مصمم على إعطاء نفسه خيارا محتملا للوطن كعنصر حاسم فى مسرحية الإرهاب”، بحسب الصحيفة الأمريكية.

تفويت الفرصة والنشاط السري النووى لإيران

بينما قالت صحيفة ناشينال إنتريست، إن السياسة الأمريكية الخارجية تفتقر إلى الحكمة والعقلانية تجاه القضايا المعقدة، وأهمها الاتفاق النووي مع إيران، مبينة أن الرئيس ترامب سيلغي التزام واشنطن بالاتفاق النووي، الذي جرى التوصل إليه بين القوى الدولية الرائدة وإيران في 2015.

وتشير الصحيفة إلى أن “هذا الاتفاق قد وضع قيوداً كبيرة على البرنامج النووي لطهران – على أقل تقدير- مما يبطئ إلى حد كبير أي مسعى للحصول على الأسلحة النووية، إلا أن الجمهوريين في الولايات المتحدة لم يكونوا مطمئنين لهذا الاتفاق، قائلين إن إيران كانت تلعب على عامل الزمن لتهدئة إدارة أوباما الساذجة والحكومات مع الاستمرار في تطوير قدراتها النووية سراً”.

وانتقدت الصحيفة الموقف العدائي من “خطة العمل الشاملة”، في إشارة إلى الاتفاق النووي، معتبرة إياه مجرد مظهر آخر من مظاهر الافتقار غير الصحي للحكمة والواقعية في السياسة الخارجية الأمريكية بشأن الكثير من القضايا.

ووصفت النهج الذي تتبعه واشنطن بأنه يتميز في كثير من الأحيان بـ”أهداف مستحيلة، ودبلوماسية خبيثة، وعدم رغبة في تقديم تنازلات أكثر حتمية في تحقيق النجاح”.

وتابعت الصحيفة: “الواقع أن خطة العمل المشتركة ربما كانت أفضل صفقة يمكن أن تأمل الولايات المتحدة والموقعون الآخرون في الحصول عليها من أي حكومة إيرانية”.

الاعتراف بإيران دولة نووية

ويحذر مؤيدو الاتفاق من أن إلغاءه سيخلق معضلات فظيعة للولايات المتحدة، واحتمال أن تستأنف طهران برنامجها الكامل للتنمية النووية، وقد يواجه القادة الأمريكيون بعد ذلك خيار قبول إيران كدولة نووية في غضون سنوات قليلة، أو شن حرب استباقية لإحباط تلك النتيجة.

ووجهت الصحيفة أصابع الاتهام إلى السياسة الأمريكية، واصفة إياها بأنها “غير واقعية”، مشيرة إلى أن “المسؤولين الأمريكيين يتصرفون في كثير من الأحيان كما لو أن الدبلوماسية هي الشرعية الوحيدة التي تتمثل في وضع قائمة لغايات المطالب القصوى لحكومة أجنبية”.

ولفتت النظر إلى أن “هذا السيناريو لعب خلال السنوات الأخيرة في السياسة تجاه كوريا الشمالية دوراً في تعقيد الأمور أكثر وأكثر؛ حيث أصرت واشنطن ومنذ منتصف التسعينيات على أن بيونجيانج تتخلى عن برنامجها النووي بأكمله، وهذا لم يكن واقعياً حتى قبل أن تجري كوريا الشمالية عدة تجارب نووية”.

المواجهة

من جانبه، قال توماس بوسيرت، مساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الأمن ومحاربة الإرهاب، إن “على العالم أن يقف بمواجهة نظام إيران الذي اتهمه بممارسة “القتل والطغيان” وكذلك بوجه شريكه الأصغر “حزب الله” اللبناني، الذي وصفه بأنه “أداة تستخدمها طهران لانتهاك سيادة دول المنطقة””.

وأضاف بوسيرت في مقال نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية الواسعة الانتشار بمناسبة مرور عقدين على إدراج الولايات المتحدة لـ “حزب الله” رسمياً على قائمة الإرهاب أن “الوقت قد حان لحشد رد دولي على “جماعة حزب الله اللبنانية الإرهابية”، التي قال إنها “روّعت الشرق الأوسط والعالم منذ تأسيسها”. وأعاد موقع البيت الأبيض نشر المقال باللغة الإنجليزية.

ولفت بوسيرت إلى أن “الحزب يبقى يمثل تهديداً لأمريكا ولأمن الدول في الشرق الأوسط وخارجه”، مضيفاً أن “الحزب مسؤول عن خطف جنود ومدنيين وإطلاق صواريخ على إسرائيل وتنفيذ أعمال إرهابية حول العالم”.

ورأى المسؤول الأمريكي أن “”حزب الله” حاول على الدوام إخفاء نواياه من خلال السعي للحصول على شرعية قانونية بدأت بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية عام 1992 وصولاً إلى الوقت الحالي الذي يسيطر فيه الحزب والقوى المتحالفة معه على قرابة نصف عدد مقاعد الحكومة والبرلمان”.

وتحدث عن استهداف مركز من إدارة الرئيس دونالد ترامب لما وصفها بـ”البنية التحتية وشبكات الدعم المالية” للحزب، دون أن يؤثر ذلك على “دعم المؤسسات الشرعية اللبنانية” على حد تعبيره. وتوجه بخطاب صارم نحو الدول التي تتخذ بعد خطوات لتصنيف الحزب على قوائم الإرهاب بالقول “يجب إنهاء حالة التراخي القائمة حيال منظمة لا هدف لها سوى الإرهاب والقتل”.