تعيش عائلات مقدسية حالة من القلق الشديد في حي “الشيخ جراح” بالقدس المحتلة، مع اقتراب موعد تهجيرهم قسرياً من منازلهم لصالح المستوطنين.
ويهدد خطر التهجير أكثر من 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلًا بالحي، 1956.
كثير من الأسئلة تدور في بالهم، فهل ستكون هذه الأيام الأخيرة التي يقضيونها في بيتهم؟ ومن بينهم كرمل القاسم الذي يخشى أن يترك البيت الذي ولد به، وسكن فيه أهله وأجداده من قبله.
وهناك بيوت أخرى ضمن دائرة أطماع المستوطنين، في قضية سكنت أروقة المحاكم نحو خمسين عامًا، حيث تمكّن المستوطنون بعدها من استصدارقرارٍ قضائي، بطرد عشرات العائلات من الحي الفلسطيني.
وأكد كرمل، لـ”الغد”، أنه يعتزم البقاء في منزله، سواء كان هناك قرار بالإخلاء أو لا فإنه سيظل بمنزله، مشددا على أن البيت حق أصيل له ولأسرته بموجب الاعترافات الدولية وبموجب أنه يسكنه من عقود ويتواجد به لأكثر من 50 عاما.
وستكون عائلة كرمل وثلاثٌ أخريات من أولى العائلات التي دخل قرار طردها حيّز التنفيذ، قرارٌ صدر عن محكمة إسرائيلية، في معركة، قضائية في ظاهرها لكنها سياسيةً في جوهرها.
وقالت صاحبة منزل أخرى مهددة بالترحيل، أصالة أبو حسنة، إن المنزل بالنسبة لها كقطعة من قلبها، وأنه تشعر بحضن الوطن خلاله.
ويستمر سكان حي الشيخ جرّاح هذه الأيام بتصعيد النضال الشعبي قصدًا، ففي كل يوم ثمة فعالية يُدعى إليها المتضامنون، بغية تعزيز الوجود العربي في الحي على مدار الساعة.
وتسعى الجمعيات الاستيطانية، بمساندة أذرع سلطات الاحتلال، لإحلال اليهود مكان السكان المقدسيين، للسيطرة على كامل المنطقة المحيطة بالبلدة القديمة، بما في ذلك الشيخ جراح وسلوان أو ما تسمى بلغة المستوطنين منطقة الحوض المقدس.
