قلق دولي من الانزلاق إلى مواجهة نووية عالمية
جاء إعلان كييف في الساعات الأولى من صباح الجمعة أنّ نيران القوات الروسية استهدفت محطة زابوريجيا النووية الواقعة وسط أوكرانيا والأكبر في أوروبا، ما أسفر عن اندلاع حريق بمبنى للتدريب، ليثير مخاوف من اندلاع نزاع نووي عالمي..
وإثر هذا القصف اتّهم الرئيس الأوكراني روسيا باللجوء إلى “الرعب النووي” والسعي “لتكرار” كارثة تشيرنوبيل.
كما أثار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا وضع قوات الردع الإستراتيجي في حال تأهب قصوى قلقا دوليا من الانزلاق إلى مواجهة نووية بين القوى الكبرى في العالم.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو “ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية. إنّها المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية. هذه الدولة الإرهابية تلجأ الآن إلى الرعب النووي”.
وروسيا هي القوة النووية الأولى عالميا بترسانة تمثل نحو نصف القنابل النووية التي تملكها كل جيوش العالم.
وتضم الترسانة الروسية نحو 7000 آلاف قنبلة نووية، من أصل 13 ألفا تتوزع على القوى الأخرى، تنشر منها 1456 رأسا حربيا استراتيجيا على عدة مئات من القاذفات.
على الجهة الأخرى، تمتلك أمريكا 3750 رأسا حربيا نوويا، منها 1389 رأسا على 600 صاروخ باليستي.
وتنشر واشنطن نحو 100 قنبلة نووية في 6 قواعد لحلف شمال الأطلسي في 5 دول هي إيطاليا وألمانيا وبلجيكا وهولندا وتركيا.
وتمتلك كل من الهند وباكستان وإسرائيل أسلحة نووية، كما تشير التقديرات إلى أن كوريا الشمالية تمتلك سلاحا نوويا.
5 سيناريوهات
ومع استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اتفق محللون على أن ثمة 5 سيناريوهات متوقعة ولكن يحيطها الغموض في ظل تعقد المشهد.
السيناريو الأول سقوط بوتين، ويمكن تخقيق هذا السيناريو من خلال فرض العقوبات الاقتصادية ما يضعف موقف الرئيس الروسي وسط أزمة كبرى.
السيناريو الثاني رضوخ أكرانيا، وهو السيناريو الذي وضعه بوتين، حيث يسعى لتنصيب حكومة جديدة موالية لروسيا.
السيناريو الثالث هو أن تراوح الأزمة الأوكرانية مكانها رغم الخسائر الفاضحة التي حلت بالأوكرانيين.
فيما يمثل السيناريو الرابع توسع النزاع بين البلدين، فروسيا تحاول إسفاط التوازنات العالمية، فيما تحاول أوكرانيا الانضمام لحلف “الناتو”.
ويكمن السيناريو الخامس والأخير والذي يتفق الجميع على أنه الأسوأ على جميع الأصعدة في المواجهة النووية..
وشنت روسيا هجوما واسع النطاق على جارتها أوكرانيا، 24 فبراير الماضي بعد إعلان الأخيرة نيتها الانضمام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” وهو ما تراه موسكو يمثل خطرًا على أمنها القومي بسبب تزايد الأنشطة العسكرية للغرب قرب حدودها.
وأعلنت الأمم المتحدة، السبت، مقتل 351 مدنيا منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا، موضحة أن عدد اللاجئين الأوكرانيين قد يبلغ 1.5 مليون قريبا.
وفور الغزو الروسي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عقوبات اقتصادية قاسية وعنيفة على روسيا في محاولة لعزلها عن العالم.
