قلق فلسطيني من تغير موقف الاتحاد الأوروبي في قضية المستوطنات

كتب ــ  أحمد عزت:

تسعى إسرائيل إلى المرواغة ومحاولة خداع العالم بأي طريقة من أجل تحقيق اهدافها وبناء المزيد من الوحدات السكنية في المستوطنات المقاومة بالأراضي المحتلة ، وهو الامر الذي بات واضحا مع السياسات التي تنتهجها تل أبيب.

والحاصل فإن إسرائيل تلعب هذه الايام بورقة في منتهى الحساسية، وهي ورقة “الزيادة الطبيعية” في داخل المستوطنات، وهي الورقة التي تزعم عدد من التقارير الصحفية الإسرائيلية إنها ستنال مصادقة ودعم بعض من القوى المركزية بالعالم.

وملخص هذه الورقة أنها تنادي بالسماح لاسرائيل بالبناء في المستوطنات لزيادة أعداد المستوطنين الطبيعية ، اي أن العائلات التي تسكن في هذه المستوطنات تكبر وتتكاثر ، وبالتالي بات توسعها سواء في البناء أو التواجد على الأرض حق إنساني ، كما يراه البعض.

وتشير عدد من التقارير الفلسطينينة إلى خطورة هذه الخطوة ، خاصة إن وضعنا في الاعتبار نقطة مهمة وهي دعم بعض من القوى الأوروبية وتحديدا  فيديريكا موجيريني الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي لها، وهو نفس الدعم الذي يتسق ويتماشي مع السياسات الأمريكية الداعمة لمنظومة الاستيطان بصورة عامة. 

وتشير مصادر فلسطينية إلى أن العودة للحديث عن هذه القضية تصاعد اخيرا مع اقتراب انقعاد مؤتمر دولي للسلام، وهو المؤتمر الذي تصاعد الحديث عنه اخيرا بصورة لافتة سواء بالصحف الإسرائيلية أو الصحف الفلسطينية على حد سواء.

وتشير هذه المصادر إلى أن ما تردد بشأن هذه النقطة دفع بمدير مؤسسة الحق لحقوق الانسان والأمين العام للفيدرالية الدولية لحقوق الانسان “شعوان جبارين” إلى التباحث مع كبار المسؤولين الأوروبيين في هذه القضية خاصة وأن من الواضح هو موافقة موغيريني على الموقف الأمريكي من التعامل مع هذه المستوطنات وتحديدا المستوطنات المنعزلة ، وهو ما بات واضحا من خلال بعض من السياسات الأوروبية الأخيرة.

اللافت أن جبارين كان من المبادرين الأوائل لعقد هذه الاجتماعات والتحذير من التغير السياسي للموقف الأوروبي في التعامل مع قضايا الاستيطان والمستوطنات.

غضب فلسطيني

بدورها أعربت عدد من القوى السياسية الفلسطينية عن غضبها مما حصلت عليه من مصادر موثقة داخل الاتحاد الأوروبي نتيجة لمناقشات خاصة كشف عن دعم موجيريني إلى هذه الخطوة، خاصة وأن للاتحاد الأوروبي بصورة عامة و موغيريني بصورة خاصة دور هام وبارز ومعروف في محاربة الاستيطان والتصدي للسياسات الإسرائيلية الاستعمارية عموما.

ويشير مصدر فلسطيني مسؤول لموقع الغد إلى أهمية هذه النقطة الحساسة، خاصة إن وضعنا في الاعبتار أن الفكر الفلسطيني يرى دائما وجود اختلاف جذري بين الموقفين الأمريكي والأوروبي.

ويوضح هذا المصدر أن الفلسطينيين دائما ما نظروا إلى موجيريني من جهة أو الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى باعتبار انه بمثابة المؤيد والمنقذ لهم من السياسات الإسرائيلية خاصة في ظل الدعم الأمريكي المتواصل والسافر لاسرائيل، الامر الذي يفسر انتشار حالة من الاحباط بين الفلسطينيين عقب تسرب أنباء تتعلق بالموافقة الاوروبية على مواصلة إسرائيل للبناء في المستوطنات ، وهو ما يتفق والموقف الأمريكي من هذه القضية.

ويوضح مصدر فلسطيني مسؤول إلى أن هناك حالة من الإحباط من إمكانية حصول هذا الموقف، وهي الحالة التي تصاعدت بقوة خلال الفترة الماضية . وعلمت الغد العربي أن بعض من المسؤولين الفلسطينيين في جماعات حقوق الانسان الفلسطينية اجتمعوا مع المسؤولين الأوروبيين لمناقشة تداعيات هذه القضية.

والحاصل فإن ما سبق يؤكد على خطورة ازمة المستوطنات ، وهي الأزمة التي تعتبر من أهم وأخطر العراقيل أمام مسيرة السلام، خاصة إن وضعنا في الاعتبار انقسام هذه الأزمة إلى قسمين ، الاول وهو الكتل الاستيطانية العامة أو ما يعرف بالتجمعات الاستيطانية . أما القسم الثاني فهو المستوطنات المنعزلة أو ما يمكن وصفه بالمستوطنات غير الشرعية والتي تزايدت أزمتها خلال الفترة الأخيرة خاصة مع صعوبة الوصول إلى حل لتسوية أزمتها سواء السياسية أو الاجتماعية وآثارها على عملية السلام.

وتشير مصادر فلسطينية مسؤولة لــ”الغد” أن المستوطنات المنعزلة تحديدا كانت مثار تباحث وخلاف دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وهو الخلاف الذي يتصاعد مع رفض العرب أو الفلسطينيين اي تواجد استيطاني بالأراضي الفلسطينية.

وتتزايد حساسية هذه القضية مع ارتفاع عدد المستوطنين ممن يتواجدون في المستوطنات المنعزلة اي الواقعة خارج الكتل الاستيطانية . وتوضح الاحصاءات الرسمية في إسرائيل إلى أن عدد ساكنى هذه المستوطنات يبلغ تقريبا 170 الف شخص ، وهو رقم كبير ، غير أن هناك صعوبة واضحة في تحديد أعداد هذه المستوطنات ، خاصة مع عدم شرعيتها وصعوبة وضع تحديد دقيق لها.

عموما فإن تداعيات هذه القضية ستتواصل ويبدو أن قضية المستوطنات ستكون هي القضية الأصعب في ظل الأزمات التي تواجهها مسيرة التسوية الآن. 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]