ينتاب المزارع عبد السلام المناصرة (50 عاماً)، القلق والخوف من اندلاع عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة يدمر المحصول الذي تمكن من زراعته في الآونة الأخيرة.
ويمتلك المناصرة قطعة أرض زراعية مساحتها عدد من الدونمات، تقع شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وهي منطقة تتعرض باستمرار لانتهاكات إسرائيلية، ولازالت تعاني بفعل العمليات العسكرية الثلاثة التي شنتها إسرائيل على القطاع خلال عقد من الزمن.
ويقول المناصرة، “أعاني الأمرين سواء من التجريف المستمر من الاحتلال أو من الكوارث الطبيعية”.
ويؤكد أنّ كل المحاصيل الزراعية أُعدمت في أرضه مثل زراعة “السبانخ والسلق” وغيرها من المحاصيل بسبب المبيدات التي يتم رشها من قبل الطائرات الإسرائيلية.
وطالب المناصرة بصندوق خاص للمزارعين يساندهم وقت تعرضهم لخسائر فادحة جراء الكوارث الطبيعية أو أي عدوان إسرائيلي يستهدف أرضهم، مشيراً إلى أهمية رفع حصة القطاع الزراعي من الموازنة العامة.
ويشتكي مزارعي قطاع غزة التي تقع أراضيهم على الأطراف الشرقية للقطاع، جراء تعرضهم باستمرار للاعتداءات الإسرائيلية إضافة إلى معاناتهم الناجمة عن الكوارث الطبيعية الأمر الذي يتطلب توفير الدعم والحماية اللازمة لهم.
وتصاعدت التهديدات الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، وراح بعض المسئولين الإسرائيليين بتهديد القطاع “بدفع ثمناً باهظاً في الحرب المقبلة”
وأمام تلك المخاوف والانتهاكات التي يتعرض لها المزارعون، طالب مسئولون ومزارعون فلسطينيون، اليوم الأحد، بتفعيل صندوق تعويض المزارعين المتضررين من الكوارث الطبيعية أو الاحتلال.
ويدعو عضو شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن أبو رمضان، خلال ورشة عمل نظمتها الشبكة، إلى تسليط الضوء على أهمية تفعيل صندوق تعويض المزارعين عن الكوارث.
وبحسب البكري، فإن الكوارث الطبيعية والحروب الإسرائيلية ليست المعاناة الوحيدة أمام المزارعين، حيث أن القطاع الزراعي يعاني من استمرار الانقسام السياسي الفلسطيني بين حركتي (فتح وحماس).
وشدد البكري على ضرورة تشكيل مجموعات دعم ومساندة للقطاع الزراعي سيما المزارعين في المناطق الحدودية وتعزيز صمودهم وحماية أراضيهم، والتي زادت تفاقماً في الآونة الأخيرة.
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن مساء أمس السبت، البدء في مناورة عسكرية واسعة في محيط قطاع غزة، تستمر حتى الأربعاء المقبل.
الجيش قال في بيان له، إن المناورة العسكرية تشارك فيها جميع القوات النظامية، وسيتم تفعيل المكالمات الهاتفية لاستدعاء الجنود الاحتياط (..) كل ذلك لفحص جاهزية واستعداد وحدات الجيش لحالات الطوارئ”.
وتتضمن التدريبات العسكرية في محيط قطاع غزة، محاكاة لتسلل مقاتلين فلسطينيين من قطاع غزة إلى عدة مواقع مختلفة في منطقة عسقلان.
كما يتضمن تعاون بين الشرطة والجيش الإسرائيلي، من خلال نصب الحواجز الطيارة وإغلاق المستوطنات والطرق ووضع نقاط مراقبة على الشواطئ، واستقدام فرق من القوات الخاصة وسلاح الجو أيضا.
وقال وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية، جلعاد اردان، إن إسرائيل تستعد لكل السيناريوهات الممكنة بما في ذلك التسلل عبر الأنفاق أو البحر أو الجو، وهدد بان حماس وأهالي غزة سيدفعون ثمنا باهظا في المواجهة المقبلة.
