قمة البحر الميت : “فلسطين .. أولا ” .. و”تسكين” الصداع العربي ثانيا

باستثناء  التوافق العربي على رسالة موحدة للإدارة الأمريكية الجديدة ، بالإلتزام بالمبادرة العربية للسلام و”حل الدولتين” .. فإن القمة العربية العادية الـ 28 بمنتجع البحر الميت الأردني، اختتمت أعمالها أمس الأربعاء، وسجلت الرغبة في  “تسكين”  الصداع العربي، و”تبريد” الخلافات العربية ، و محاولة عربية  لـ “إنقاذ ما يمكن انقاذه ”  في مواجهة القضايا والأزمات الساخنة ، في سوريا واليمن وليبيا.

 

 

فلسطين .. أولا

  • والقراءة في رسائل قمة “البحر الميت ” ..  تكشف أولا : أنها قمة  ” حل الدولتين ” بكل وضوح ، ولذلك كان اختيار مكان انعقاد القمة،في منتجع البحر الميت يحمل رمزية كبيرة .. حيث اجتمع   االقادة العرب على بعد خطوات من  أضواء القدس المحتلة .. وتوافق العرب بالـ “الإجماع” على احياء مبادرة السلام العربية  دون تعديل ، رغم  ما بدا واضحا في أروقة القمة من محاولة أمريكية، قادها مسؤول ملف المفاوضات وممثل الرئيس الأمريكي “جيسون غرينبلات”، خلال تواحده في البحر الميت ولقاءاته مع كبار المسؤولين العرب على هامش القمة، لتعديل بعض نقاط في  مبادرة السلام العربية .. ولكن تمسك القادة العرب  عبر نص واضح  في البيان الختامي ، بالمبادرة العربية كما طرحت في قمة بيروت عام 2002 ومن دون تعديل.

 

وتبنت القمة المبادئ الفلسطينية الأربعة التي تطالب بدولة كاملة للفلسطينيين وحقوق لاجئين بموجب قرارات الشرعية الدولية، وعلى أساس الحق الكامل للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بعد الإنهاء الكامل للاحتلال، ومطالبة دول العالم بعدم الموافقة على نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.. ولاحقا أعلن الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن الزعماء العرب الثلاثة الذين سيزورون واشنطن، الشهر المقبل، وهم الأردني الملك عبد الله الثاني والفلسطيني محمود عباس وقبلهم المصري عبد الفتاح السيسي، اتفقوا على التحدث باللغة نفسها لصالح حل الدولتين مع الإدارة الأمريكية.

 

 

 

 

 

 

“تسكين” الصداع .. و”تبريد” الخلافات

  • ثانيا : اللقاءات الثنائية والثلاثية طرقت أبواب المصالحة .. وفيما سيطرت تنقية الأجواء بين دول عربية على أروقة القمة، ظهر أن الخلاف المصري- القطري مستمر، فإضافة إلى أنه لم يحدث أي لقاء بين السيسي والأمير تميم بن حمد، بدت تناقضات واضحة في كلمتيهما، فالسيسي الذي غادر قاعة المؤتمر مع بدء أمير قطر إلقاء كلمته، حظي بتأييد الرأي العام المصري، والذي اعتبر مغادرة الرئيسي السيسي والوفد المصري كاملا قاعة القمة، أبلغ رد على ممارسات امير قطر ضد مصر ، واعتبرت الدوائر السياسية في القاهرة ان مغادرة الرئيس السيسي للقاعة أثناء كلمة أمير قطر هي مجرد “قرصة أذن” له .. ويرى دبلوماسيون أردنيون ، أن  الرئيس المصري لم يكن يريد الإصغاء لدولة قطر وهي تمتدح الإخوان المسلمين أو «تدافع عنهم»، كي لا تضطر القاهرة للرد وإحراج الجميع داخل القاعة التي يترأسها ملك الأردن عبد الله الثاني.

 

 

وبقيت أبرز مشاهد القمة، لقاء  العاهل السعودي،  الملك سلمان بن عبد العزيز،  والرئيس  المصري، عبد الفتاح السيسي، بعد إلقاء كلمتيْهما أمام الجلسة الافتتاحية. وأكد الزعيمان حرصهما على دعم التنسيق المشترك في ظل وحدة المصير والتحديات التي تواجه البلدين، وأهمية دفع العلاقات الثنائية وتطويرها في المجالات كافة.. وتبادل كل منهما الدعوة لزيارة رسمية للرياض والقاهرة.. اللقاء شكل محطة أساسية في أهم مفاجآت القمة على صعيد المصالحات الثنائية.

 

ووجهت السعودية رسالة قوية وجديدة لدعم حليفها اللبناني سعد الحريري، الذي ترك الرئيس ميشال عون في القمة وغادر للرياض برفقة الملك سلمان وعلى متن طائرته الخاصة..  كما التقى الملك سلمان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي نقل عنه قوله، إن صفحة جديدة فتحت في العلاقات مع السعودية، وتأكيده أن «لا سلاح في العراق سيبقى خارج إطار الشرعية».

 

وعقد لقاء ثلاثي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ،  والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني،  ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، حضره الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط،  وتم خلال اللقاء الاتفاق على رسالة ستنقل إلى الإدارة الأميركية في شأن عملية السلام.

 

 

 

 

هجاء الربيع العربي .. وإغفال  الإشارة للحوار مع إيران

  • ثالثا : حضرت الصراعات العسكرية والسياسية في سوريا وليبيا واليمن، وكانت مجال تجاذب،  مع رغبة واضحة من القادة في وضع حلول عربية للأزمات  المتفجرة في العالم العربي ، ودعوات الى وقف التدخلات العسكرية فيها.. كما كان لافتاً موقف أمير الكويت الذي اعتبر «الربيع العربي» هو ما عصف باستقرار وأمن الدول العربية (وليس الاستبداد والطغيان والاستنقاع السياسي)، وكذلك دعوته للحوار مع إيران، في موقف يعكس توازنات داخلية كويتية وابتعاداً محسوباً عن مخاوف ومصاعب جارتها السعودية.. وفي الكواليس تبين أن مقترحات الكويت وسلطنة عمان بخصوص الدعوة لحوار مصالح مع تركيا وإيران ذابت مقابل تجنب الإشارة لإيران في البيان الختامي باعتبارها تدعم الإرهاب في اليمن وسوريا.

 

 

تحليل خطابات الزعماء

  • رابعا : تحتاج خطابات الزعماء العرب لقراءة عميقة تحاول استجلاء ما خلف سطورها، لأنها توضّح مشاغل هؤلاء الزعماء السياسية وعلاقتها بالجغرافيا والأوضاع الاقتصادية والقوى النافذة داخل بلدانهم والتهديدات التي يستشعرونها أو المطامح التي يرغبون في الحصول عليها.. وكما تلعب الكلمات دورها فإن للحضور المبكر والصمت والارتباك والغياب والخروج من الجلسات، أدوارها هي أيضاً وهي لا تقل بلاغة عن بعض الخطابات.

 

 

 

 

 

البيان الختامي يراضي الجميع

خامسا :  جاءت صياغة البيان الختامي للقمة العربية،  في محاولة واضحة لأرضاء جميع الأطراف .. مثلا :  حدثت بالفعل  تسوية خاصة ترفض الدعوة للتحاور مع إيران مقابل شطب نص كان سيوجه لها اتهاما مباشرا برعاية الإرهاب في اليمن وسوريا والعراق.. وحصل الوفد العراقي على نص يطالب تركيا بسحب قواتها من شمال العراق ..  ونص آخر لإرضاء مصر يدين كل أشكال العنف الديني والإرهاب ويطالب بمحاربة تمويله ومنابعه.. وفيما حصل الرئيس اللبناني ميشال عون على نص يرحب بانتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية، وحظي رئيس الوزراء سعد الحريري بعبارة خاصة ترحب به أيضا بصفته رئيسا للحكومة الوطنية المؤقتة، ودون تمكين عون من طرح مسألة شرعية سلاح «حزب الله» التي أخفق في طرحها في الكواليس حسب المعلومات.. وحظيت ليبيا بنص عمومي يتحدث عن استقرارها وأمنها .. فيما حصل الأردن على تفويض وتحدث البيان الختامي عن دعم آلية سياسية لحل الأزمة السورية دون التطرق لتفاصيل في الملف السوري.

 

 

خطوة على طريق لم الشمل العربي

  • تحقق نجاح المملكة الأردنية الهاشمية، في عقد قمة البحر الميت، واحتواء كل هذه التضاربات في المصالح والتناقض في السياسات والأهواء والخلافات، ومحاولات التقارب أو التدخّل وفرض أجندات فوق أخرى.. وحققت القمةالهدف بوضع اللبنة الأولى للملمة الوضع العربي.. ونجح الملك عبد الله  الثاني في “تسكين” الصداع العربي، و” تبريد” الخلافات العربية.

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]