قمة «الخطوط الحمراء» بين بايدن وبوتين.. هل تكسر الجمود؟

تستضيف فيلا سويسرية ترجع للقرن الثامن عشر مطلة على بحيرة جنيف، القمة الأولى المرتقبة بين زعيمي القطبين الأعظم في العالم «الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين».

وفيلا «لاجرانج» مكان هادئ للمحادثات، التي يتوقع أن تكون ساخنة، وستستغرق القمة  قرابة خمس ساعات، فيما افاد الكرملين بأن إجراءات غير مسبوقة تتخذ لضمان الأمن والسلامة، على خلفية جائحة كورونا.

جنيف ساحة لطرح القضايا

ويعود اختيار جنيف ساحة لطرح القضايا، إلى فترة الحرب الباردة في عام 1985، حيث كانت القمة الأولى بين الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريغان ونظيره الروسي،ميخائيل غورباتشوف.

ويرى مراقبون أن ثمة احتمال ضئيل في أن يتطابق حدث اليوم الأربعاء، مع تلك القمة التي حدثت في الثمانينيات، سواء من أجل تحسين العلاقات الشخصية أو لتخفيف التوتر السياسي بين البلدين.

ويقول البيت الأبيض إن هدفه اليوم هو إقامة علاقة «مستقرة وواضحة» مع روسيا، بينما ترى موسكو أن عقد القمة يعد إنجازا مستقلا بنفسه.

وتقول المحللة السياسية  الروسية ليليا شيفتسوفا: «بالتأكيد، يريد بوتين أن يُنظر إليه على قدم المساواة مع رئيس الولايات المتحدة، وأن يُحترم بشروطه التي يريدها، إنه يظهر عضلاته المفتولة ويريد أن يصبح عضواً في نادي الأقوياء».

مداولات واقتراحات 

 وكان بايدن قد اقترح على بوتين في مكالمة هاتفية جرت في أبريل/ نيسان الماضي، عقد اجتماع على أرض محايدة، وعرض الرئيس الروسي على نظيره الأمريكي في وقت لاحق إجراء مباحثات على الهواء مباشرة، إلا ان الجانبين اختارا في النهاية إجراء  مباحثات شخصية مباشرة.

وبحث الطرفان عدة خيارات لمكان اللقاء، ورسا اختيارهما في النهاية على سويسرا في جنيف، حيث عقد هناك في عام 1985، اجتماع بين الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي، ميخائيل غورباتشوف، والرئيس الأمريكي، رونالد ريغان.

هل تكسر الجمود؟

وتتساءل الدوائر السياسية العالمية: هل تنجح القمة في كسر الجمود بين واشنطن وموسكو؟  حيث تعقد القمة تحت مناخ مضطرب، تخيم  عليه خلافات مريرة بشأن التدخل في الانتخابات وهجمات تسلل إلكتروني وحقوق الإنسان وأوكرانيا.

ويصف كلا الجانبين العلاقات بينهما بأنها «في الحضيض»، وليس لديهما تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء حاليا، كما يخضع كبار المسؤولين الروس لعقوبات أمريكية لأسباب عدة.

كما يوجد حالياً اثنان من مشاة البحرية الأمريكية السابقين في السجون الروسية، أحدهما أدين بالتجسس وسيقضي عقوبة السجن لمدة 16 عاماً.

يشار إلى أن الإدارة الرئاسية الروسية تحدثت مرارا، كما رئيسها ذاته، عن عدم توقع حصول اختراقات في العلاقات الثنائية في هذه القمة، ويحتفظ الأمريكيون بنفس التوقعات، علاوة عن أن الرئيس جو بايدن كان قد صرّح في وقت سابق بأنه سيجري حوارا مع نظيره الروسي «من موقع القوة”.

وأعلن البيت الأبيض، أن اجتماع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي، جو بايدن في جنيف سيبدأ في الساعة (13:35 بالتوقيت المحلي، 14:35 بتوقيت موسكو).

ويبدأ الاجتماع الموسع بمشاركة الوفود في الساعة (15:55 بتوقيت موسكو)، وفي الساعة 17:40 تبدأ الجولة الثانية لهذا الاجتماع.

قضايا متنوعة

ولن تقتصر قمة بوتين وبايدن على مواضيع محددة، ومن المخطط مناقشة مجموعة متنوعة من القضايا، مثل ضمان الاستقرار الاستراتيجي، والوباء، ومكافحة جرائم الإنترنت، والتعاون الاقتصادي، والمناخ، والقطب الشمالي، علاوة عن قضايا دولية تشمل سوريا وليبيا وأفغانستان وقره باغ وأوكرانيا وبيلاروس بعد حادثة هبوط الطائرة.

ومن الممكن أيضا أن يناقش بوتين وبايدن مسألة تبادل السجناء، وكان الرئيس الروسي قد صرّح في وقت سابق بأنه مستعد لبحث هذه المسألة، التي لم يثرها الجانب الأمريكي بعد.

ومن المتوقع كذلك أن يثير بايدن قضية أليكسي نافالني، (المواطن الروسي) الذي أدين ويقضي عقوبته في روسيا، كما يمكن لقادة روسيا والولايات المتحدة مناقشة استئناف إصدار التأشيرات، واستئناف عمل البعثات الدبلوماسية للبلدين.

وحسب نائب وزير الخارجية، سيرغي ريابكوف، فإن روسيا مستعدة للنظر مع الولايات المتحدة في أي خيارات لتطبيع عمل البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك العمل بالتدريج خطوة بخطوة، لكن موسكو تفضل أن يتم الرفع التام المتبادل لجميع الإجراءات التقييدية.

ولا يستبعد أيضا أن يعود سفيرا البلدين إلى أعمالهما بعد القمة الروسية الأمريكية، وكان جرى استدعاؤهما في وقت سابق إلى موسكو وواشنطن للتشاور.

فرص التعاون

ونشرت براميلا جايابال، العضو الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي، نص الرسالة الموجهة من المشرعين الأمريكيين إلى بايدن، وورد فيها: «نأمل أن تعطوا خلال المفاوضات الأولوية للمجالات التي يمكن للولايات المتحدة وروسيا العمل فيها على تخفيف التوترات في المناطق المتنازع عليها، والتعاون في القضايا ذات الأهمية العالمية، مثل الحد من التسلح لتجنب سباق نووي جديد، وتغير المناخ، والتطرف العنيف، والحد من التهديدات السيبرانية للاقتصادات الوطنية والبنية التحتية، والحد من عدم المساواة العالمية»

وأعرب المشرعون الأمريكيون في ختام رسالتهم عن أملهم في أن تحمي قمة الرئيسين الأمريكي والروسي سيادة الولايات المتحدة وشركائها، وأن تتوصل إلى حل سلمي للنزاعات، مثل الصراع في شرق أوكرانيا، الذي كان في بعض الأحيان يهدد بأن يتصاعد إلى حرب أكبر.

وحذرت مجموعة المشرعين الأمريكيين في رسالتها قائلة: «نحن نعتقد أن نزاعا مسلحا بين روسيا والولايات المتحدة سيكون كارثة لكلا البلدين ولأوروبا ولحلفائنا وللعالم بأسره».

 ماذا ينتظر العالم؟

الخبراء والسياسيون في أوروبا، متفائلون بحذر بشأن القمة. لا أوهام لديهم، ولا يتوقعون حدوث اختراقات فورية. وأخيرا، فهم يصفون السيناريوهات المحتملة للحلول الوسط التي يمكن أن يتوصل إليها الزعيمان.

ويؤكد المحلل السياسي البريطاني المعروف والمتخصص بالشأن الروسي مارك غاليوتي، أن أحد أهم محركات (سياسة بوتين) الخارجية هو الشعور بضرورة إعادة روسيا إلى المكانة التي تستحقها في العالم. ومثل هذا الحدث يساهم في تحقيق هدفه. لذا فإن القمة بحد ذاتها انتصار.

أما لدى بايدن، فالهدف مختلف، وهو «وضع روسيا في صندوق ووضع الصندوق على الرف، لأن لديه مشاكل أخرى. على وجه الخصوص، الصين وكوفيد ـ 19، ستكون رسالة بايدن في الاجتماع بسيطة: «طالما أنكم لا تفعلون شيئا يجعلني أتصرف، فلن أعيركم كثيرا من الاهتمام».

وبينما يرى الخبير السياسي التشيكي كشيشتوف كوزاك، أن برنامج الحد الأدنى من القمة سيكون استيضاح مواقف كل من الطرفين. ومن المهم أن يجتمعا خلف الأبواب المغلقة. فبايدن وبوتين، يعرفان بعضهما البعض جيدا. وإذا ما وضعنا جانباً مهازل وسائل الإعلام وملامح الوعيد على الوجوه، فأعتقد بأنهما قادران على توضيح كل شيء لبعضهما البعض. وسوف يساعد ذلك على تهدئة الوضع.

 وكما في واشنطن كذلك في موسكو، فإن سقف التوقعات منخفض ( جدا) حول قمة جنيف بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين، وهي ليست اللقاء الأول بين الرجلين. ففي العام 2011 كان بايدن نائباً للرئيس، وبوتين رئيساً للوزراء واللقاء في موسكو، ويروي بايدن في مذكراته أنه قال لبوتين، «أنا أنظر في عينيك ولا أظن أن لديك روحاً»، لكنه بدا قليل الانزعاج ثم قال، «نحن نفهم بعضنا بعضاً».

تأثير القمم الأمريكية ـ الروسية

وعموما.. فإن الدنيا تغيرت كثيراً منذ لقاءات ستالين مع روزفلت ثم ترومان، وقمم خروشوف مع أيزنهاور وكينيدي، وقمم بريجنيف مع نيكسون وريجان، وقمم غورباتشوف مع بوش الأب.

بينما كان العالم كله ينتظر ويتأثر بما يحدث في تلك القمم من تفاهمات وخلافات بين الجبارين، واليوم يوزع بايدن اهتماماته بين الجبهة الداخلية المنقسمة وراءه، وبين تحديات الصين وروسيا، ويأتي بوتين مدعوماً من بكين التي وقفت في الماضي مع أمريكا ضد الاتحاد السوفياتي، وغير مرتاح تماماً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على الجبهة الداخلية.

بايدن، بحسب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، يريد «الاستقرار الاستراتيجي وعلاقة مستقرة وقابلة للتنبؤ مع روسيا، ولكن إذا اختارت روسيا التصرف بطريقة عدائية تجاهنا أو تجاه شركائنا فسنرد على ذلك».

وفي المقابل، فإن بوتين الذي كان خياره أن يلعب دور «الشريك الكامل» مع أمريكا من موقع الند للند، يراهن على ما يسميه ملهمه ألكسندر دوغين «الحلم الأوراسي» ضد «الحلم الأوروبي»، وكل مسؤول روسي يرى بلاده في موقع القطب المقابل للغرب، لا الملحق به كما أراد الغرب بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي، وقد فشل الغرب في الرهان على انخراط روسيا في المجتمع الأورو- أطلسي. ولذلك دعا توماس غراهام من مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك إلى تغيير التوجه تحت عنوان، «دع روسيا تكن روسيا»، وكان رأيه أن «أفضل مقاربة تبدأ من الاعتراف بأن العلاقات مع موسكو كانت دائماً تنافسية جوهرياً، منذ ظهور أمريكا كقوة كونية حتى اليوم».

يذكر ان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التقى على التوالي الرؤساء الأمريكيين كلينتون، بوش الإبن، أوباما وترمب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]