قمة المناخ.. اتفاقيات معلقة في الفضاء
بعد أن فرض فيروس «كوفيد ـ 19» تأجيلا لموعد عقد قمة المناخ ، مدة عام تقريبا، وبعد أن توالت ضربات التغيير المناخي على العالم، وتسببت في كوارث طبيعية، وارتفاع غير مسبوق في درجة الحرارة، وموجات من السيول انهمرت على دول اوروبية، ومع مخاطر الآثار الاقتصادية والاجتماعية..شهد خريف العام 2021 عقد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى 2021 «COP26 » فى مد مدينة «جلاسكو» البريطانية، خلال الفترة من 31 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى 12 نوفمبر/ تشرين الثاني، ، وبمشاركة عدد كبير من زعماء العالم.
- القمة اخترقت جدار «التسويف وعدم الالتزام» بتنفيذ اتفاقيات «قمة باريس للمناخ»، وحتى قمة المناخ السابقة التي عقدت في مدريد دون تحقيق الأهداف.
وتوصلت ما يقرب من200 دولة إلى اتفاقية جلاسكو للمناخ، بعد مفاوضات مكثفة على مدى أسبوعين مع إعلان بريطانيا أن الاتفاق سيحافظ على استمرار الآمال الدولية فى تجنب أسوأ آثار الاحتباس الحرارى.
ويعد ميثاق جلاسكو للمناخ هو أول اتفاق مناخى على الإطلاق يخطط صراحة لخفض الفحم، وهو أسوأ وقود أحفورى لغازات الاحتباس الحرارى، لكن التعهدات لم تذهب بعيدًا بما يكفى للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وتم تخفيف التزام سابق بالتخلص التدريجى من الفحم.
- وانتهت قمة المناخ في غلاسكو بعد مداولات استمرت 15 يوما وشارك فيها 40 ألف مسؤول وناشط وخبير من مئتي دولة، تركزت حول كيفية إنقاذ البشرية من تأثيرات التغير المناخي.
وكان التركيز في هذه القمة على إيقاف انتاج الفحم كليا باعتباره أكبرَ ملوِّثات البيئة، والسبب الرئيسي للاحترار الأرضي، لكن الصين والهند تمكنتا من تخفيف الهجوم على الفحم في اللحظة الأخيرة، فتقرر حذف كلمة «إنهاء» والاستعاضة عنها بـ «تقليص» انتاج الفحم تدريجيا.
وعلى الرغم من أن القمة لم تحقق النجاح الذي كان يصبو إليه نشطاء البيئة والطبيعة وعلماؤهما وأصدقاؤهما، إلا أنها تعتبر ناجحة إذا ما قيست بمعيار أداء القمم السابقة، فقد كان هناك إدراكٌ كبير بين المشاركين بخطورة الاحترار الكوني على سكان الأرض، ووعي بضرورةِ إيقافِه أولا، ثم دفعِه إلى التراجع لتخفيض درجة الحرارة إلى ما كانت عليه في القرن التاسع عشر، وإن كان هذا الهدف بعيدَ المنال إن لم يكن مستحيلا، لكن إيقافَ الاحترارِ يعتبر إنجازا كبيرا، وهو الهمُّ الأكبرُ لدول العالم، خصوصا دولَ العالم الثالث، التي ستتأثر أكثر من غيرها بسبب عدم امتلاكها أدوات مكافحة التلوث التي تمتلكها الدول الغنية.
- قمة المناخ افتقرت إلى إعلان يُلزم أكبر مستخدمي الفحم في العالم مثل الصين والهند بإنهاء استخدامه..ولكن هناك تطلعات بأن ترسل الإعلانات الصادرة في غلاسكو، إشارة إلى الأسواق تفيد بأن الأمر يستحق الاستثمار في الطاقة المتجددة.
ويؤكد نشطاء حماية البيئة، أن كل ما صدر عن قمة المناخ ، لا يزال مجرد اتفاقيات معلقة في الفضاء، وسوف تدخل مع ظواهر وآثار التغيير المناخي ، العام الجديد 2022.. وسيبقي الانتظار قائما على حدود الالتزام العالمي بتنفيذ الاتفاقيات.
وخلال الجلسة الختامية للقمة، تم إعلان اختيار مصر رسميا، لاستضافة الدورة القادمة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم « COP 27 » فى عام 2022 بمدينة شرم الشيخ.