قمة المناخ: دقت ساعة الحساب
وسط تحذيرات وأدّلة جديدة، تشير لتفاقم أزمة المناخ، مع عدم اتخاذ أية إجراءات جديّة من قِبل الدول الموقعة على اتفاق باريس 2015 للحد من الانبعاثات الكربونية..تستضيف مدينة «جلاسكو» ـ أكبر مدينة في اسكتلندا، وثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان في المملكة المتحدة ـ قمة المناخ «مؤتمر منظمة الأمم المتحدة لتغير المناخ» أو ما يعرف اختصارا بـ «كوب 26»، غدا الأحد، بمشاركة أكثر من 190 دولة، لإعادة النظر في الخطط المعتمدة حتى الآن بشأن الإبقاء على ارتفاع درجة حرارة الأرض، في نطاق أقل من درجتين مئويتين، أو 1.5 درجة مئوية، في أحسن الأحوال.
- وعلى مدى أسبوعين، تناقش قمة جلاسكو للمناخ، وضع اللمسات الأخيرة على القواعد والإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقية باريس 2015 والتي كان من المفترض أن تكتمل بحلول عام 2018.
ثلاث أهداف رئيسية أمام القمة
يركز مؤتمر منظمة الأمم المتحدة لتغير المناخ، في مدينة جلاسكو، على ثلاث أهداف رئيسية: حثّ الجميع على زيادة تعهداتهم بخفض الانبعاثات..وجعل وعد باريس بمنح 138 مليار دولار سنويًا لتمويل المناخ حقيقة واقعة.. وتحسين التدابير للتكيف مع الآثار المدمرة لتغير المناخ.
جدول أعمال القمة يتضمن 18 محورا
وبحسب جدول الأعمال المنشور على موقع الأمم المتحدة لقمة جلاسكو، فإنّه سيشتمل على 18 محورًا..ويُعّد حياد الكربون، أو صفر كربون هو إحدى المشكلات الشائكة حاليًّا؛ وهو حالة يتم فيها تعويض انبعاثات بلد ما إما بامتصاص غازات الاحتباس الحراري، كما تفعل الأشجار والغابات، أو عن طريق الإزالة الفيزيائية لثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي باستخدام تقنيات مستقبلية.
- «صافي الصفر» يُعّد موضوعًا مثيرًا للجدل أيضًا، خاصّة فيما يتعلّق بمن يتحمل مسؤوليته بين البلدان المتقدمة والنامية.
إنشاء أسواق كربون جديدة
وسيكون من ضمن الاجتماعات الهامّة هي إنشاء أسواق كربون جديدة، وكان قد تم الاتفاق عليها في اتفاقية باريس 2015 لتغيُّر المناخ إلا أنّ الدول لم تفي بوعودها في هذا الأمر..وتُعد أسواق الكربون أداة مهمة لتسهيل خفض الانبعاثات، وكانت جزءًا لا يتجزأ من بروتوكول كيوتو الذي أفسح المجال الآن لاتفاق باريس.
- وبروتوكول كيوتو تم تخصيص أهدافه المحددة لخفض الانبعاثات لمجموعة من البلدان الغنية والصناعية، ومن الطرق غير المباشرة لتحقيق ذلك السماح للبلدان بشراء أرصدة الكربون من البلدان النامية.
وبحسب تقارير فإنَّ شراء البلدان المتقدمة لأرصدة الكربون من البلدان النامية؛ فإنّه يُعّد تحقيقًا لأهداف تغيُّر المناخ، وهو ما سيعود بالنفع أيضًا على البلدان النامية التي ستتلقى أموالًا لتمويل تحولها لتقنيات نظيفة.
ومن المقرر خلال قمة المناخ عقد لقاءات ومحادثات بين زعماء العالم وعلماء ورجال أعمال وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، إلا أنّ بعض من ممثلي البلدان النامية حذّروا من أنَّ قيود السفر ونقص لقاحات كورونا ستجعل من الصعب عليهم حضور القمة.
دقت ساعة الحساب
ونحظى القمة باهتمام وسائل الإعلام العالمية، وتصدر عنوان «دقت ساعة الحساب»، صحيفة «لاكروا» الفرنسية، وقد أشارت في افتتاحياتها إلى أن «آخر ما أعلنته الدول من التزامات لا يكفي لتجنب كارثة مناخية وابقاء الاحترار عند 1،5 درجة مئوية».. وتساءلت صحيفة «لوبينيون» الفرنسية : هل يمكن إنقاذ المناخ من دون الصين وروسيا؟ سؤال تصدر الصفحة الأولى للصحيفة التي كتبت في افتتاحيتها عن ثقل الغائبين عن القمة،. وقالت الصحيفة: إن فراغ مقعديهما كفيل وحده بالحد من فعالية القمة.
ونشرت صحيفة «ليبراسيون»، نتائج دراسة عالمية أظهرت أن 60% من الشباب ما بين 16 و25 عاما يشكون من الاكتئاب جراء قلقهم من تداعيات الاحتباس الحراري على مستقبل الإنسانية.