يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، في غياب بريطانيا في براتيسلافا لرسم ملامح أوروبا ما بعد بريكست، خلال قمة سيطغى الأمن وتعزيز الدفاع الأوروبي على مناقشاتها.
وسيعمل القادة السبعة والعشرون، خلال اجتماعهم في قصر مطل على نهر الدانوب، على وضع خارطة طريق لتعزيز أوروبا رغم الخلافات العميقة التي تعيق توحيد الصفوف.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، إن خروج بريطانيا لا يهدد وجود الاتحاد الأوروبي، قبل أن يعلن عن سلسلة من المشاريع في مجالات الأمن والدفاع والاستثمار والمعلوماتية.
وحذر ئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من جانبه في رسالة الدعوة إلى القادة لحضور قمة براتيسلافا، «سيكون خطأ قاتلا أن نعتبر أن النتيجة السلبية للاستفتاء في المملكة المتحدة تعتبر مشكلة بريطانية محضة».
ويبدأ القادة السبعة والعشرون بمناقشة سبل تعزيز الدفاع الأوروبي. وفي هذا الإطار تقترح المفوضية “موارد عسكرية مشتركة” و”قيادة اركان موحدة” وانشاء صندوق اوروبي لتحفيز البحث والابتكار في الصناعات الدفاعية قبل نهاية السنة.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي “حتى الان لا توجد قيادة اركان للعمليات وانما لجنة عسكرية للدول الثماني والعشرين”.
وتعتزم باريس وبرلين المحركان الرئيسيان للدفاع المشترك عرض مبادرة مشتركة خلال اجتماع براتيسلافا لتسهيل القيام بعمليات اوروبية والحصول على المزيد من التمويل الاوروبي.
ويتيح خروج بريطانيا التي حبذت على الدوام العمل في اطار الحلف الاطلسي فرصة للتقدم في الملف ولكن في سياق تعاني فيه اوروبا من الازمات والارهاب والنزاعات.
ويتفق القادة الاوروبيون في مجال الامن على تعزيز حماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي. وقال توسك ان براتيسلافا ستشكل “منعطفا حاسما” بالنسبة لهذه المسالة.
ولا تزال الخلافات عميقة حول مسائل مثل العمالة المنتدبة او توزيع اللاجئين الوافدين الى ايطاليا واليونان داخل الاتحاد الاوروبي.
وتعتزم دول مجموعة فايسغارد التي تضم المجر وبولندا وسلوفاكيا وتشيكيا وهي الاكثر معارضة لمشروع توزيع اللاجئين عرض رؤيتها لمستقبل الاتحاد الذي ترى ان بعض الدول الكبرى تهيمن عليه.
وتعطي دول الجنوب مثل اليونان وفرنسا ايطاليا التي اجتمعت في اثينا الاسبوع الماضي الاولوية لمواضيع اخرى مثل تقاسم اعباء الهجرة او سياسات التقشف.
وتشكل دعوة وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن، إلى إخراج المجر من الاتحاد الأوروبي، لانتهاك قيمه الأساسية، تجسيدا آخر للانقسامات في الكتلة الأوروبية.
وقال مصدر دبلوماسي “لن يتم حل كل المشكلات في براتيسلافا بعصا سحرية، وإنما ينبغي البحث عن قاسم مشترك يتيح التوصل إلى اتفاق خلال الأشهر المقبلة”.