تنطلق صباح غد الأحد، القمة الأفريقية في العاصمة الرواندية كيجالي والمقرر أن يحضرها 40 رئيس دولة وحكومة أفريقية، في الوقت الذي تتأزم فيه العلاقات المصرية مع دول منبع النيل، بخاصة إثيوبيا التي تشرع في بناء سد النهضة على مجرى نهر النيل، وسط مخاوف مصرية من تأثيرها على حصتها التاريخية في المياه التي يشكل الرافد الإثيوبي فيها نسبة 80%.
وتحظى القمة الأفريقية بأهمية خاصة لدى مصر، لأنها تنعقد في أولى دول منبع نهر النيل «رواندا»، ما رفع حجم التمثيل فيها لمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي من المقرر أن يعقد لقاءات قمة مع عدد من رؤساء الدول الأفريقية بخاصة دول حوض النيل وعلى رأسهم رئيس وزراء إثيوبيا هيلاماريام ديسالين، بالإضافة لأبرز قادة أفريقيا مثل رئيس زيمبابوي روبرت موجابي، ورئيسة ليبيريا إيلين جونسون سيرليف، ورئيس ناميبيا هاجي جينجوب، ورئيس السنغال ماكي سال، ورئيس مالي إبراهيم أبوبكر كيتا، ورئيس النيجر مامادو إيسوفو، ورئيس تشاد إدريس ديبي، ورئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما.
ويتوقع أن يلتقي الرئيس المصري القادة الأفارقة على هامش القمة، ما يعطي لمصر فرصة لزيادة دورها الفعال في القارة السمراء، خاصة أن القمة، تأتي عقب أيام قليلة من الزيارة الغامضة والمثيرة للجدل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدول حوض النيل، وسط مساعي إسرائيلية لتعزيز تواجدها في أفريقيا ورغبتها للانضمام كمراقب للاتحاد الأفريقي بعد زيارة نتنياهو لـ4 دول أفريقية، وهي أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا، ولقائه قادة هذه الدول بهدف تعزيز العلاقات مع البلدان الأربعة التي تعد المصدر الرئيسي لمياه النيل وتمثل العمق الاستراتيجي لمصر.
وتلعب المصادفة في مكان انعقاد القمة في العاصمة الرواندية كيجالي أهمية خاصة لمصر، فيما يخص ملف مياه النيل، على الرغم من أن جدول أعمال القمة يتعلق بموضوعات حول تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجالات متنوعة، ومنها حرية التجارة في أفريقيا، وملف حقوق الإنسان في القاهرة، ولا تندرج فيه مشكلة مياه النيل، إلا أن وجود القمة الإفريقية الـ 27 لأول مرة في العاصمة الرواندية كيجالي والتي تعد أول دولة ينبع منها نهر النيل عند بحيرة فيكتوريا، ما يضع أزمة مياه النيل كإحدى القضايا على هامش القمة، خاصة في ظل عودة التواجد والاهتمام المصري بأفريقيا بقيادة الرئيس السيسي، وهو ما عبر عنه السفير الرواندي في القاهرة صالح هابيمانا في تصريحات صحفية، بأن اهتمام القيادة المصرية الجديد، وتوجهها نحو القارة سوف يعزز الحضور المصري في القمة ويرسخ لوجود السيسي كزعيم أفريقي، مما يساهم في البحث عن حل للمشاكل مع دول حوض النيل.
وأشارت سفيرة مصر في رواندا نميرة نجم، إلى أنه كلمة الرئيس السيسي خلال مشاركته في القمة الإفريقية من المتوقع أن تتناول القضايا التي تشغل مصر وأولويات السياسة الخارجية المصرية في إطار الاتحاد الأفريقي، والتحركات المصرية لمكافحة الإرهاب، وكذلك المبادرات التي قامت بها مصر داخل الاتحاد الأفريقي ومنها مبادرة شرم الشيخ والخاصة بدمج التكتلات الاقتصادية الثلاث، السادك والإيكواس والكوميسا.
وأضافت، أن الكلمة ستركز أيضا على القضايا والأوضاع الأمنية وذلك في ضوء عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي، وفي مجلس السلم والأمن الإفريقي، حيث ستتناول الكلمة القضايا الأمنية العالقة بالقارة الأفريقية وسبل معالجتها وحل بؤر التوتر بأسرع وقت، وذلك حتى لا يؤثر ذلك علي جهود التنمية في إفريقيا والأجندة التنموية في إطار الاتحاد الأفريقي لضمان أن تلحق جميع الدول الأفريقية بركاب التنمية بحلول ٢٠٦٣، خاصة وأن عددا كبيرا من الدول الأفريقية أصبح أكثر استقرارا من ذي قبل.
