في أول قمة بين أكبر زعيمين في الغرب .. هل تنجح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، في قراءة أجندة الإدارة الأمريكية الجديدة؟ وهل تتمكن من القفز فوق التباينات، في أول لقاء مع الرئيبس الأمريكي دونالد ترامب؟ والتساؤلات تطرحها الدوائر السياسية الأوروبية قبل لحظات من القمة الأمريكية – الألمانية التي تستمر ثلاث ساعات اليوم، وستستهل بلقاء لميركل وترامب، ثم غداء عمل وخلوة بين الزعيمين واجتماعات موسعة للوفدين.
القمة تحمل أهمية كبرى لمستقبل العلاقة الثنائية والسياسة الأمريكية الجديدة، حيال الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وروسيا والحرب ضد الإرهاب.. ويرى محللون أمريكيون أن لقاء ترامب – مركل، سيكون بلا شك الأهم بالنسبة إلى الرئيس ترامب، ولا يعادله أهمية سوى لقائه الذي لم يحدد بعد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ولقاء نظيره الصيني شي جينبينغ في منتجع “مار- إيه – لاغو” في فلوريدا الشهر المقبل.
تباينات في المواقف
وسائل الإعلام الألمانية ، بادرت قبل القمة، بالحديث عن صدام حتمي بين الزعيمين، بسبب التباينات في المواقف والسياسات المعلنة بين ترامب والاتحاد الأوروبي، واختلفت وسائل الإعلام على كيفية إخراج نتائج اللقاء إلى العلن، بعبارات منمقة حول «تعزيز التعاون الثنائي».. بينما لا تعترف المستشارة الألمانية بأن التباينات تقف في طريق علاقتها بالرئيس الأميركي.
المحور الرئيسي لمباحثات القمة الألمانية ـ الأمريكية، بحسب تأكيد سياسيون ألمان، يتناول سياسات ودور “حلف الناتو” في مواجهة المتغيرات الدولية وتهديدات الإرهاب، ورؤية الرئيس “ترامب” للعلاقات الاستراتيجية مع الأتحاد الأوروبي ، ومستقبل الاتحاد الذي يمثل “البيت الأوروبي” ، وسوف تبدي “ميركل” حرصها على تعزيز التعاون بين البلدين، والتأكيد على أن «سياسات الحماية الاقتصادية غير مفيدة لنمو الاقتصاد العالمي». وأن ألمانيا تعتقد أن “التجارة الحرة تفيد جميع الأطراف”، عكس معتقدات “ترامب” الأقرب للإنعزالية، وإعلاء مبدأ “أمريكا ..أولا ” .
ويبدو واضحا أن “ميركل” تستعين باللغة التي يفهمها ويجيدها الرئيس ترامب “رجل الأعمال الملياردير” ، ولذلك اصطحبت معها وفداً من أبرز رجال الأعمال الألمان، من بينهم رئيسا شركتي «بي إم دبليو» و «سيمنز»، هارالد كروغر، وجو كيزر، إضافة إلى ممثلي شركات أخرى لديها نشاطات في السوق الأميركية، وذلك في مسعى لكسر جدار الجليد في العلاقات بين البلدين، الأمر الذي تستتبعه انفراجات في العلاقات الأمريكية مع سائر الدول الأوروبية
ويرى خبراء في العلاقات الدولية ، أن المستشارة الألمانية أعدت أوراقها جيدا، باصطحاب رجال الأعمال، وهم بوسعهم الحديث مع ترامب بلغته، وبالتالي إحداث ثقب في جدار العلاقات الأمريكية – الألمانية، التي توترت منذ نشر تقارير عن تنصت وكالة الأمن القومي على مكالمات المستشارة.. وانتقاد “ميركل” مواقف “ترامب” وتصريحاته بشأن الهجرة ، وإغلاق الحدود في وجه المهاجرين، وحذر استقبال مواطني سبع دول إسلامية ، والمساهمة في نفقات حلف “الناتو”، وتحمّل الحلفاء نفقات الدفاع عن أنفسهم !!
ومن المتوقع، بحسب الدوائر الاقتصادية في برلين، أن يتطرق الحديث مع رجال الأعمال الألمان، إلى الفائض البالغ قيمته 50 بليون يورو، لمصلحة ألمانيا في ميزان التجارة مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما اتهم بيتر نافارو مستشار ترامب، ألمانيا باكتساب مزايا تجارية غير عادلة، من خلال ضعف اليورو.
ويأمل الألمان في الخروج بنتائج عملية، بإقناع ترامب بالتراجع عن تهديده بفرض رسوم على شركات السيارات الألمانية التي تورد منتجاتها إلى السوق الأمريكية، في مقابل وعد بتنفيذ برلين المطلوب منها أمريكياً، على صعيد زيادة إنفاقها على الدفاع ودفع حصتها من نفقات “الأطلسي”.
