رحبت التوصيات، التي خرجت بها القمة العربية المنعقدة الإثنين 25 يوليو/ تموز في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة.
وركز الإعلان الختامي للقمة، في توصياته، على المبادرة الفرنسية، وظهر من خلال كلمات القادة وممثلي الدولة العربية وجود ما يشبه اتفاق عليها، في حين لم يظهر أن هناك اتفاقا وحسما في القضايا التي تناولتها القمة باستثناء القضية الفلسيطينية، والموقف من إيران ورفض تدخلها في شؤون البلاد العربية، وتوصية أخرى تتعلق بصيانة الوحدة الثقافية والتشبث باللغة العربية الفصحى، رمز الهوية العربية، والدعوة لوضع تشريعات في البلاد العربية للعمل على الحفاظ عليها وصيانتها.
بينما غابت القرارات والمواقف الحاسمة في القمة فيما يخص القضايا الخلافية، أو الصراعات العربية- العربية، مثل الوضع في سوريا واليمن والعراق وليبيا، رغم وجود صراع دموي وحروب أهلية تدور في أراضيها.
ونجد أن تأثير الموقف العربي المتشرذم حول هذه القضايا أثر بشكل مباشر في صياغة البيان الختامي للقمة، بما لا يضع حلولا حاسمة في هذه القضايا، والعمل على تلافي الصدام.
وفيما يخص الشأن الليبي، دعا القادة العرب الأطراف في ليبيا إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد، والتصدي للجماعات الإرهابية.
وفي اليمن، ناشد القادة العرب الفرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت.
وفي الشأن السوري، تمنى القادة العرب بأن يتوصل الأشقاء في سوريا إلى حل سياسي يعتمد على مقومات الحفاظ على وحدة سوريا، ويصون استقلالها وكرامة شعبها.
وفي العراق، أكد القادة العرب على دعم العراق في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم «داعش» الإرهابي.
بينما لم تتغير بقية توصيات القادة العرب عن القمم العربية السابقة، سواء في دعوتهم لخلق بيئة نابذة للغلو والتطرف من خلال العمل على ترسيخ الممارسة الديمقراطية، والحكم الرشيد، واحترام حقوق الإنسان، وتوسيع مشاركة المرأة، والنهوض بالشباب لتوظيف طاقاته وإمكانياته وحيويته في الرقي بالمجتمعات العربية، وفي تقلد مواقع اتخاذ القرار لتعزيز انتمائه للمجتمع وفاعليته فيه وتحصينه بالعلم والوعي من الوقوع فريسة لتنظيمات العنف والهجرة غير الشرعية.
كما أعرب قادة العرب عن حرصهم على إرساء قيم التضامن والتكافل بين الدول العربية، ودعم القدرات البشرية ورعاية العلماء العرب وإيلاء عناية خاصة للعمالة العربية وتمكينها من تبوء الصدارة في فرص التشغيل داخل الفضاء العربي توطيدا لعرى الأخوة وحفاظاً على هويتنا ومقوماتنا الثقافية والحضارية.
وأكد القادة سعيهم في سبيل تطوير منظومة العمل العربي المشترك وآلياته وتوسيع مضامينه وتكليف المؤسسات العربية المشتركة بالعمل على تطوير أنظمة وأساليب عملها والإسراع في تنفيذ مشاريع التكامل العربي القائمة وتوسيع فرص الاستثمارات بين الدول العربية وإيجاد آليات لمساعدة الدول العربية.
كما جدد القادة الدعوة إلى إلزام إسرائيل الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي وإخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية ونظام الضمانات الشاملة، وتوجيه وزراء الخارجية العرب لمراجعة مختلف قضايا نزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، ودراسة كل البدائل المتاحة للحفاظ على الأمن القومي العربي والأمن الإقليمي وتأكيد ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وشدد القادة على أهمية الدعوة إلى سبل التعاون والشراكة مع مختلف الدول الصاعدة ومع التكتلات والمنظمات الإقليمية والدولية في إطار المنتديات والأطر المؤسسية القائمة بين جامعة الدول العربية وهذه الأطراف.
وفي النهاية الإعلان الختامي، رحب القادة بتعيين أحمد أبو الغيط أميناً عاماً لجامعة الدول العربية، متمنين له كل التوفيق في أداء مهماته، ومعربين عن جزيل الشكر والتقدير للدكتور نبيل العربي الأمين العام السابق للجامعة على جهوده السابقة.
