هل يقدم الرئيس الأمريكي«ترامب»، غدا الأربعاء، على خطوة الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال؟ وهل يتجاوز «مناشدة» قادة عرب وأوربيين، بعدم اتخاذ قرار يمثل «مغامرة غير محسوبة» تشعل الأوضاع المتوترة في المنطقة ؟! وترقب الاجابة على التساؤلات، جعلت الأمتين العربية والإسلامية في «وضع انتظار» قبل أن تتخذ قرارا بعقد «قمم» استثنائية، تبحث في الخطوات الكفيلة بالرد على قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وعلمت الغد، من مصدر دبلوماسي بالجامعة العربية، أن الأمانة العامة للجامعة، تترقب قرار«ترامب» بشأن القدس المحتلة، وفي حال إعلانه عن قرار «القدس عاصمة إسرائيل» سوف تدعو الجامعة وبالتنسيق مع وزراء الخارجية العرب، لعقد جلسة طارئة قبل نهاية الأسبوع الجاري، لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، ثم ترفع قرارات وتوصيات مجلس الجامعة، إلى مؤسسة القمة العربية، حبث من المرتقب الدعوة لعقد قمة عربية طارئة، سوف يتم تحديد موعدها العاجل، والدولة العربية المستضيفة لها، ومن المتوقع أن تكون القاهرة.
و«القمة الطارئة» الثانية، تعقد على مستوى الدول الإسلامية .. ودعا بيان صادر عن منظمة التعاون الإسلامي، إلى عقد اجتماع استثنائى على مستوى مجلس وزراء الخارجية ومن ثم عقد مؤتمر القمة الإسلامى (بشكل) استثنائى فى أقرب وقت، على أن يحدد تاريخه ومكانه لاحقا، وذلك فى حال إقدام الولايات المتحدة على اتخاذ خطوة محتملة إزاء الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي.
وحذرت منظمة التعاون الإسلامي، من أن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل أو إقامة أى بعثة دبلوماسية فيها سيعد «اعتداءً صريحاً على الأمتين العربية والإسلامية، وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي».. وأكدت منظمة التعاون الإسلامية التى تضم 57 عضوا، على المخاوف من اتخاذ خطوة من هذا النوع، والتي ستفجر غضبا إسلاميا وعربيا لاتتحسب نتائجه.
ثلاثة خيارات أمام ترامب
ويؤكد الخبير في معهد «وودرو ويلسون» والمسؤول الأمريكي السابق، آرون ميلر، أن أمام الرئيس «ترامب» ثلاثة خيارات وهي : توقيع المرسوم بتأجيل نقل السفارة، وانتظار فترة ستة أشهر أخرى، وترقب ما تحمله المفاوضات .. أو إعلان القدس أو القدس الغربية عاصمة لإسرائيل.. أو الذهاب إلى أبعد حد ونقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ويرى «ميلر» أنه لا توجد أي مصلحة قومية أمريكية في نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة قبل مفاوضات الحل النهائي، وهناك تخوّف من ردود فعل أمنية على الأرض من حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي».
وكان صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره، جاريد كوشنر، صرّح بأن «ترامب لم يتخذ حتى الآن قراراً بخصوص الاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن الرئيس الأمريكي لا يزال يدرس الكثير من الحقائق المختلفة، وحينما يتخذ قراره سيكون في الوقت المناسب».. مشيراً إلى أن الرئيس «ترامب» متفائل بإمكان إقناع الأطراف بالعودة إلى مفاوضات السلام وتحقيق إنجاز في عملية السلام في الشرق الأوسط، وذكّر بحل الدولتين واعتبار القدس من قضايا الحل النهائي، ما يوحي بتريّث أمريكي في هذا الشأن.
