قميص صيني يغنيك عن مكيف الهواء في الصيف

أكد الدكتور مجدي علام، أمين اتحاد خبراء البيئة العرب ومستشار برنامج المناخ العالمي، أن موسمي الربيع والخريف قد انقرضا، ولم يعد لدينا سوى فصلي الشتاء والصيف.

وقال علام، في لقاء مع «الغد» إنه حتى هذه اللحظة، لم تفشل جهود العالم في السيطرة على الاحتباس الحراري، وما يؤدي إليه، وكنا في كل مؤتمر مناخ نحدد مدة زمنية تحاول فيه دول العالم خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وأوضح مستشار برنامج المناخ العالمي أن الاحتباس الحراري هو حبس الحرارة فوق سطح الكرة الأرضية، وهذا يتم نتيجة كثير من الملوثات، أشهرها أكاسيد الكربون والكبريت والنيتروجين وغيرها من أنواع الوقود الستة المؤثرة في غازات الاحتباس الحراري.

وأضاف: «نحن نتحدث عن درجة حرارة الكرة الأرضية، ولا نتحدث عن درجة حرارة الطقس، فهناك اختلاف كبير جدا وفرق كبير بينهما».

وتابع أن «لدينا فرصة قبل 2050 إذا التزمت دول العالم بخفض انبعاثات الاحتباس الحراري، وتم تخفيض حجم البترول والمازوت والوقود الأحفوري».

واكد مستشار برنامج المناخ العالمي أن «ما شهدناه هذا الأسبوع وعلى مدى الشهرين الماضيين، سيكون الشهر المقبل من أعلى درجات الحرارة، لكن هل درجة حرارة سطح الكرة الأرضية هي نفس درجة حرارة الغلاف الجوي؟ بالتأكيد لا، فالغلاف الجوي له نظامه في درجات الحرارة، لكن الطقس مرتبط بمواسم أربعة، انقرض منها موسمان، لم يعد هناك موسم ربيع ولا موسم خريف، وأصبحنا نعيش فصلين فقط هما الشتاء والصيف».

مستشار برنامج المناخ العالمي: وفقًا لدرجات الحرارة الحالية فإن موسمي الربيع والخريف قد انقرضا

مع توالي الاكتشافات والحقائق الصادمة حول فيروس كورونا، أصبح العالم في حيرة من أمره في مواجهة هذا الوباء.

فقد كان العالم يأمل مع دخول فصل الصيف في أن يبدأ انحسار الفيروس مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، حيث انتعشت تلك الآمال بناء على دراسات سابقة رجّحت أن يضعف الفيروس ويقل انتشاره جراء سطوع آشعة الشمس، وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الشهر الماضي، إن هناك أبحاثاً كشفت أن مزيجاً من الآشعة فوق البنفسجية ودرجات حرارة أعلى ستكون كافية لقتل الفيروس في دقائق.

إلا أن موقع “ساينس” العلمي نشر دراسة جديدة بددت تلك الآمال بعد أن جاءت نتائجها على عكس من توصلت إليه الدراسات السابقة، حيث أثبتت الدراسات الجديدة أن الفيروس قادر على الانتشار والتفشي في الأجواء الدافئة أيضا، وهو ما ثبُت عملياً بتسجيل دول تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة والرطوبة أعداداً كبيرة ومتصاعدة يومياً من حالات الإصابة بالفيروس.

أكد القائمون على الدراسة أن المناعة الصحية للسكان تُشكل عاملا مهماً في كبح انتشار الفيروس، كما ربطت الدراسة مدى انتشار الفيروس في بلد ما بالكثافة السكانية والتقسيم الجغرافي في ذلك البلد.

ورجّحت الدراسة انتقال العدوى بسرعة كبيرة في المدن الكبرى ذات الكثافات السكانية العالية، مقارنة بالمناطق الريفية الأقل تكدساَ من حيث أعداد السكان، كما رصدت أنه على مدار 30 عاما مضت زادت حالات تفشي الفيروسات القتالة وأصبح انتشارها سريعاً بسبب الكثافة السكانية العالية.

وتعني النتائج التي وصلت إليها هذه الدراسة ضياع الأمل في إمكانية تحجيم انتشار الفيروس في فصل الصيف، كما أنها تترك الإنسان العادي في حيرة من أمره أمام المعلومات المتضاربة في الوقت ذاته.