قوات خاصة أفغانية بين عدد من القتلى في معارك بأفغانستان
تكبدت قوات الأمن الأفغانية خسائر في الأرواح بينها عشرات من أفراد القوات الخاصة في الوقت الذي زعمت فيه حركة طالبان سيطرتها على منطقة في إقليم غزنة في تصعيد للضغط في ساحة المعركة في حين تسعى لتسوية سياسية مع الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون محليون إن نحو 25 من أفراد القوات الخاصة في إقليم غزنة في وسط البلاد قُتلوا حيث دارت معارك بين طالبان وميليشيا من الهزارة الشيعة في منطقتي ماليستان وجاغوري في صراع ذي صبغة عرقية بين الهزارة والبشتون.
وقالت متحدثة باسم الجيش الأمريكي في كابول، إن القوات الأمريكية تقدم المساعدة بما في ذلك معلومات مخابراتية ودعم جوي.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، إن ماليستان سقطت ولكن مسؤولين أمنيين محليين قالوا إن القتال مستمر بالقرب من وسط المنطقة.
وقال محمد شريف يافتالي قائد هيئة الأركان العامة بجيش أفغانستان للصحفيين “أُرسلت قوات جديدة إلى ماليستان وجاغوري لكن الناس يتعاونون كذلك وتصدوا للمسلحين”.
وأضاف أن بعضا من أفراد القوات الخاصة سقطوا بين قتيل وجريح لكنه لم يورد مزيدا من التفاصيل. وقال مسؤولون أمنيون طلبوا عدم نشر أسمائهم إنه تم إرسال أفراد من القوات الخاصة سريعا إلى منطقة غير معروفة لهم ونصب لهم مقاتلو طالبان، الذين يستخدم كثير منهم الآن بشكل كبير معدات رؤية ليلية، كمينا.
ومُنيت وحدات القوات الخاصة الأفغانية بخسائر فادحة بشكل متزايد هذا العام مع تصعيد طالبان هجماتها الكبيرة على مناطق مثل مدينة غزنة ومدينة فراه في جنوب غرب البلاد.
وقال مسؤولون إقليميون إنه في نفس وقت قتال غزنة أمس الأحد سقط نحو 50 من رجال الشرطة والجنود قتلى حول فراه عندما هاجم مقاتلو طالبان نقاط تفتيش في المدينة وفي مناطق قريبة.
وقال قادة عسكريون أمريكيون إنهم يتوقعون أن تكثف طالبان جهودها العسكرية لتأمين أفضل وضع ممكن مع الإبقاء على الاتصالات مع زلماي خليل زاد المبعوث الأمريكي الخاص والتي تهدف إلى بدء مفاوضات سلام.
واجتمع خليل زاد وهو أفغاني المولد عمل سفيرا للولايات المتحدة لدى كابول، مع الرئيس أشرف غني وغيره من المسؤولين في مطلع الأسبوع في أحدث جولة اجتماعات بعد لقاء أولي الشهر الماضي مع مسؤولين من طالبان في قطر.
لكن قتال الأمس ألقى الضوء على الضغوط التي تتعرض لها القوات الأفغانية التي تتكبد أعلى معدلات الخسائر في تاريخها وفقا لتقديرات بعثة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي.
ولم تعد الحكومة تصدر أعداد القتلى بدقة لكن مسؤولين يقولون إن 500 شخص على الأقل يُقتلون شهريا ومئات يصابون بجروح وهو رقم يعتبره الكثيرون أقل من الواقع.
هجوم انتحاري
وفجر القتال في غزنة مظاهرات للهزارة في كابول وغزنة إذ يشكون من إهمال السلطات لهم بعد سلسلة من الهجمات على مساجدهم ومراكزهم الثقافية.
وقتل هجوم انتحاري تم تنفيذه قرب متظاهرين في كابول ستة أشخاص على الأقل، اليوم الإثنين.
ونفى ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان أن يكون المقاتلين يستهدفون أي جماعة عرقية معينة وهو ما يعكس القلق بأن يجري تفسير قتال غزنة على أنه قضية طائفية.
وحركة طالبان سنية وتضم أساسا أفرادا من البشتون العرقيين ولكن تنفي أن يكون لها أي أجندة طائفية، ولكن الكثير من الهزارة الشيعة يلقون باللوم على البشتون في الهجمات عليهم.
وتقع غزنة، التي اجتاحها مقاتلو طالبان لفترة وجيزة في أغسطس/ آب، على الطريق السريع بين العاصمة كابول ومدينة قندهار في الجنوب. وهي كذلك تعد بوابة لإقليم هزاراجات في وسط البلاد الذي تقطنه أغلبية من الهزارة.
وقال شاه محمود رحيمي نائب رئيس المجلس المحلي في فراه إن مقاتلي طالبان هاجموا مدينة فراه ونقاط تفتيش في منطقتي خاك سفيد وبالا بولوك في وقت متأخر من مساء أمس الأحد.
وأضاف أن 45 من أفراد الشرطة المحلية قتلوا في هذه الاشتباكات إلى جانب خمسة جنود.
