كأحدث رد عسكري أمريكي على هجمات “الحوثيين”، أعلنت واشنطن تشكيل قوة جديدة متعددة الجنسيات ستتصدى لتهريب الأسلحة في المياه المحيطة باليمن.
وستتألف القوة مما يتراوح بين 2-8 سفن وهي جزء من القوات البحرية المشتركة المكونة من 34 دولة وستتولى منطقة البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وتعتبر المياه المحيطة ممرا رئيسيا للتجارة العالمية، بما في ذلك إمدادات النفط، ما جعل السفن العابرة فيها عرضة لاستهدفها من “ميليشيا الحوثي” المدعومة من إيران.
وتقول الولايات المتحدة الأمريكية إن القوة الجديدة ستقلص قدرة “الحوثيين” من الوصول إلى الأسلحة التي تستخدمها لشن هجمات على السعودية، كما تستهدف التصدي للاتجار بالبشر وتهريب المخدرات.
هذه الخطوة جاءت في وقت تشهد فيه الأزمة اليمنية “انفراجة” تتزامن مع وقف لإطلاق النار، فلماذا اتخذت واشنطن هذه الخطوة بعد تأخر استمر 7 سنوات؟.
رسالة طمأنة
وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج تاون، إدموند غريب، إن الولايات المتحدة الأمريكية عليها تأمين منطقة البحر الأحمر كونها ممرا تجاريا عالميا، وبالتالي فهي رسالة طمأنة للحلفاء في الشرق الأوسط.
وأضاف غريب في تصريحات لبرنامج “وراء الحدث” عبر شاشة (الغد) أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه تحديات مختلفة فهي تريد اتفاقا مع إيران حول النووي وفي الوقت نفسه لا تريد أن يحدث هذا الاتفاق نوعا من القلق مع دول الخليج.
وأشار إلى أن واشنطن ستكون أكثر استعداد للتعاون والدعم مع دول الخليج، ولكن في نفس الوقت الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن تريد تسوية سياسية في اليمن، كما أن الخطوة أداة للضغط على الحوثي لتبني مواقف أكثر استعداد للتوصل إلى اتفاق وإنهاء النزاع في اليمن.
إرساء السلام
من جانبه، أكد المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، أن تحرك الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الحوثي خطوة مهمة لأمن المنطقة، مؤكدا أن هذا التحرك سيساهم في وقف إطلاق النار في اليمن لإرساء السلام.
وأضاف اليامي أن الجانب الحوثي عليه أن يدرك أن العالم سيبدأ الاحتشاد ضده، موضحا أن حاجة الغرب إلى بديل للغاز الروسي ربما يكون أحد المحركات التي أوجدت هذه الخطوة القوية.
كما أوضح اليامي أن القوة البحرية الجديدة التي شكلتها الولايات المتحدة ستتصدى لكل الحيل الحوثية وهو ما سيجعلهم أقل قوة في المستقبل، لافتا إلى أن الحوثي جماعة لديها قنوات تبعية خارجية.
وتابع :”الضغوط تتوالى على الحوثيين لإجبارهم للجلوس على طاولة المفاوضات واحلال السلام في اليمن”.
وأعلنت البحرية الأمريكية، الأربعاء، تشكيل “قوة مهام” مشتركة في البحر الأحمر في ظل تزايد تهديدات مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا على طرق الملاحة العالمية.
وقال قائد الأسطول الخامس الأمريكي، الأدميرال براد كوبر، للصحفيين، إن القوة الجديدة تضم دولا حليفة وسوف تقوم بدوريات في البحر الأحمر وخليج عدن قبالة اليمن.
ومن المقرر أن يتم تشكيل القوة رسميا الأحد 17 أبريل/نيسان المقبل، حيث تستهدف فرقة العمل الجديدة، المكونة بين سفينتين إلى 8 سفن، مهربي الفحم والمخدرات والأسلحة والأفراد في المجرى المائي.
جدير بالذكر أنه منذ ديسمبر/ كانون الأول 2020، وثق خبراء الأمم المتحدة 5 هجمات حوثية ضد سفن الشحن، فضلا عن عدة حوادث اقتراب مشبوهة عبر مسلحين يستقلون قوارب صغيرة في مياه اليمن الإقليمية في البحر الأحمر، كما اختطفت المليشيات سفينة الشحن روابي مطلع العام الجاري.
