قيادات فلسطينية: لا يجب استخدام «القدس» ذريعة للتملص من إجراء الانتخابات
يكتنف الغموض مصير الانتخابات التشريعية الفلسطينية، في القدس مع توقعات بعرقلة إسرائيل لها.
ومن المقرر أن تنطلق الانتخابات التشريعية في الـ22 من مايو/ أيار المقبل، على أن يعقبها انتخابات رئاسية في يوليو/ تموز 2021.
تملص وذريعة
قال القيادي في حركة فتح، الدكتور عبد الحكيم عوض، إن لجنة الانتخابات المركزية رمت الكرة في ملعب الفصائل الفلسطينية فيما يتعلق بملف القدس، وقالت إن الفصائل ستجتمع لتتخذ موقفا نهائيًا.
وطالب القيادي الفسيطيني الفصائل وأصحاب القوائم الانتخابية بالالتزام بالمواعيد المحددة لإجراء الانتخابات، وأن تتوقف كل الحملات الإعلامية التي تربط إجراء الانتخابات بالقدس.
وأكد القيادي الفلسطيني، أن هناك من يبحث عن ذريعة، وهي “القدس”، للتملص من هذا الاستحقاق الانتخابي الديمقراطي، ويجب على لجنة الانتخابات المركزية أن تطالب الفصائل والقوائم بألا تربط إجراء الانتخابات بالقدس.
وأوضح القيادي البارز، أن المقدسيين البواسل يجب أن يذهبوا لمشاركة واسعة في هذا العرس الديمقراطي، ويجب على الكل الفلسطيني أن يحول الاقتراع إلى أمر واقع.
صاحب القرار
من جانبه، قال أسامة برهم، الناشط المقدسي، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يسمح للفلسطينيين بالاحتفال في شهر رمضان الكريم، فكيف سيسمح لهم بتأدية الانتخابات التشريعية داخل مدينة القدس.
وأضاف برهم، أن الشارع المقدسي لا يعول كثيرا على الانتخابات القادمة، متوقعا أن لا تقوم سلطات الاحتلال بإقامة انتخابات، و”من المضحك جدا من يقول إنه لا انتخابات بدون القدس”.
وتابع برهم، أن “كل الشارع الفلسطيني يقول إن القدس دائما كانت خارج المفاوضات وخارج القانون، فلماذا الآن بدونها لا يمكن إجراء الانتخابات”، متسائلا “من هو صاحب القرار الذي يريد ذلك؟”.
أوضح برهم، “أننا جاهزون لأي مقاومة مع الاحتلال، لكن لا توجد خطة حقيقية تخص المقدسيين على أرض الواقع”.
معركة القدس
ومن رام الله، يرى نور عودة، عضو الملتقى الوطني الديمقراطي، أن معركة القدس بالانتخابات الفلسطينية خطابية فقط”، مؤكدا أنه “لا يوجد ما يشير إلى عمل سياسي جاد”.
وأوضحت نور عودة، أنه من الطبيعي أن تكون ردة فعل المقدسيين باللامبالاة، لأن هناك مواضيع مصيرية تحدث كل يوم، ويشعرون بسبب ذلك بأنهم وحيدون في هذه المعركة، وهذا ما لا يجب أن يكون.
كما أشارت نور عودة إلى أن “إسرائيل جنحت إلى أقصى اليمين، وتتمتع بغلق الدعم الدولي للفلسطينيين المنافي للقانون الدولي، وتتحدث اليوم عن القدس وربما تتحدث غدا عن الأغوار الشمالية، وبالتالي إعطاء إسرائيل حق تقرير المصير في الانتخابات أمر عبثي للغاية”.
المجتمع الدولي
ومن واشنطن، يرى الكاتب والمحلل السياسي باسم أبو سمية، أن الولايات المتحدة الأمريكية في موقف لا تحسد عليه من إقامة الانتخابات الفلسطينية المرتقبة.
وأكد أبو سمية، أن واشنطن غير مستعدة لأن تمارس أية ضغوط على تل أبيب بالسماح لإجراء الانتخابات، وأمام السلطة خياران فقط، أولهما أن تسعى لإقناع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل، أو الصدام والأخير قد يكون غير وارد في هذه المرحلة.
وتابع أبو سمية، “الاشتباك احتمال ضعيف، وعلى الفلسطينيين أن يمارسوا الدبلوماسية لإقناع المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل، لأن الصدام على الأرض منذ زمن ونجح في تهويد المدينة”.
جدير بالذكر أن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أعرب عن قلقه في وقت سابق، من إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المعطّلة للانتخابات التشريعية الفلسطينية في القدس الشرقية، بما في ذلك عدم إصدار موافقة حتى الآن على إجراء الانتخابات في المدينة.
وقال المرصد الحقوقي الأوروبي ومقرّه جنيف، فى تقرير له، إنّ “السلطات الاحتلال اتخذت في الأيام الأخيرة إجراءات فعلية تعكس نوايا واضحة لإعاقة العملية الانتخابية، وإحباط مشاركة السكان ومرشحي الانتخابات في القدس الشرقية في العملية الانتخابية المنتظرة منذ أكثر من عقد من الزمن”.
