قيادي بقوى الحرية والتغيير: نتطلع إلى حكومة ناجحة في السودان وطرح حمدوك لأي أسماء مشروط بمعاييرنا

يلتقي قائد قوات الدعم السريع بالسودان، محمد حمدان دقلو، وفدا من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، غدا الإثنين، في إثيوبيا.

وقالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، في بيان، اليوم الأحد: «سيلتقي يوم غدٍ الإثنين الموافق 1 يناير 2024م، وفد من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) يقوده رئيس الهيئة القيادية الدكتور عبد الله حمدوك، بوفد من قوات الدعم السريع برئاسة قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو، وذلك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا».

وأضاف البيان: «يأتي هذا اللقاء على إثر الخطابات التي أرسلتها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، لقائدي القوات المسلحة والدعم السريع، والتي دعتهما فيها للقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي، وقد استجابت قوات الدعم السريع لطلب اللقاء، وما زال التواصل مستمرا مع قيادة القوات المسلحة لتحديد مكان وزمان للقاء بين تقدم والقوات المسلحة السودانية».

وتابع البيان: «نأمل أن تكلل هذه اللقاءات بخطوات عملية تنهي المعاناة التي يعيشها شعبنا، وتدفع جهود الحل السلمي لكارثة حرب 15 أبريل بما يتكامل مع الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف الحرب وإنهائها لا سيما جهود منظمة الإيغاد والاتحاد الإفريقي ومنبر جدة».

وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، قد وصل، صباح اليوم الأحد، إلى العاصمة ‎جيبوتي للقاء رئيس البلاد، رئيس الدورة الحالية لمنظمة إيغاد، لبحث تطورات الأوضاع في ‎السودان.

والأسبوع الماضي، أكد حمدوك أنه طلب اللقاء بشكل عاجل مع البرهان ودقلو بغرض التشاور حول السبل الكفيلة بوقف الحرب، وذلك في رسالتين خطيتين نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، فيما رحب قائد الدعم السريع بعقد اللقاء.

يشار إلى أن «إيغاد» كانت قد أعلنت عن تأجيل لقاء البرهان ودقلو إلى شهر يناير، في موعد محدد سيعلن لاحقا، وذلك لأسباب فنية، كما قالت إنها أخطرت قائد الجيش السوداني، عبدالفتاح البرهان، باعتذار دقلو عن حضور اجتماع جيبوتي.

حذرت قوى الحرية والتغيير، التجمع السياسي المدني الرئيسي في السودان، اليوم الجمعة من أن البلاد قد تنقسم وتنزلق إلى حرب أهلية طويلة الأمد إذا شكل جانبا الصراع العسكريان حكومتين متناحرتين.

ويأتي تحذير قوى الحرية والتغيير بعد أن هدد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو بتشكيل سلطة حاكمة في المناطق الخاضعة لسيطرة قواته.

وقالت قوى الحرية والتغيير في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك إنها تتابع بقلقٍ بالغ المؤشرات التي تتصاعد بتلويح طرفي الحرب بتكوين حكومة في مواقع سيطرتهما، وهو أمر خطير للغاية سيترتب عليه تفتيت البلاد وتقسيمها.

وأضاف البيان: «قوى الحرية والتغيير تؤكد وانطلاقا من موقفها التاريخي والوطني رفضها التام لهذا الاتجاه الذي يبذر بذور تفتيت وحدة السودان ويعمق الصراع ويوسع دائرة الحرب تمهيدا لتحويلها لحرب أهلية شاملة».

ومنذ اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في 15 أبريل/ نيسان، سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات من العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى مناطق في جنوب غرب ووسط السودان.

ويسيطر فصيل آخر اشتبك في الآونة الأخيرة في قتال مع الجيش، وهو الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على أجزاء كبيرة من ولاية جنوب كردفان.

وما زال الجيش يسيطر على أجزاء أخرى من البلاد تتضمن بورتسودان على البحر الأحمر.

وفي رسالة صوتية صدرت في وقت متأخر من مساء الخميس، أثار دقلو احتمال أن تشكل قوات الدعم السريع حكومة في الخرطوم، محذرا من أن أي تحرك من جانب الجيش لتشكيل حكومة تصريف أعمال في بورتسودان سيؤدي إلى تقسيم البلاد.

وفي الشهر الماضي، قال مسؤول كبير في مجلس السيادة السوداني الذي يرأسه قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إن هناك حاجة إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال.

وتسبب القتال بين الجيش وقوات الدعم في أزمة إنسانية في السودان الذي أصبح عدد النازحين فيه أكبر من أي دولة أخرى.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 4.1 مليون شخص نزحوا منذ أبريل/ نيسان وفر أكثر من 1.1 مليون إلى دول مجاورة.

وميدانيا، أفاد مراسل الغد بسماع دوي قصف مدفعي عنيف في شرق وجنوبي الخرطوم ومنطقة جنوب الحزام القريبة من معسكرات قوات الدعم السريع.

واستهدفت مدفعية الجيش السوداني مواقع لقوات الدعم السريع جنوبَي أم درمان كما استهدف قصف مدفعي عنيف أحياء غرب الحارات بأم درمان.

كما نفذت مسيرات تابعة للجيش هجمات على مواقع للدعم السريع في شارع الستين وتصاعدت أعمدة الدخان شرقي الخرطوم.

قال الكاتب والباحث السياسي السوداني، عادل حمد، إن قوى الحرية والتغيير المعروفة اختصارا بـ«قحت» أبدت مرونة مؤخرًا مع القوى المدنية الأخرى ما يشير إلى احتمال التوصل لتوافق وطني من أجل إنهاء الحرب في السودان.

ومن المقرر أن تجتمع «قوى الحرية والتغيير» غدًا الإثنين في إثيوبيا لمناقشة أجندة سياسية تهدف لإنهاء الحرب في السودان.

وأضاف الكاتب والباحث السياسي السوداني في تصريحات لقناة الغد الإخبارية أن القوى المدنية لا تملك سوى الضغط السياسي فقط، لأنها لا تملك السلاح كالجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأوضح الكاتب والباحث السياسي السوداني أن إنهاء الحرب كان دافعا لالتقاء القوى المدنية سواء في مصر أو إثيوبيا غدا.

كما أشار إلى أن اجتماع القاهرة لم يتوصل لاتفاق بين القوى المدنية السودانية لأنه الحوار المباشر لم يتم، ولم تنتقل العلاقة من الخصومة إلى التحالف، متوقعا أن يحدث اجتماع أديس أبابا اختراق في أزمة التوافق الوطني السوداني.

وأدت لجنة التحقيق في جرائم الحرب التي شكلها قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان القسم القانوني أمام نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار وممثل رئيس القضاء.

وأوضح عضو اللجنة رئيسُ المفوضية القومية لحقوق الإنسان جمعة الوكيل أن اللجنة تختص بالنظر في جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع و ستقوم بإعداد مذكرة قانونية لتقديمها إلى المنظمات الدولية.