قيادي سابق في النهضة التونسية يدعو الغنوشي لاعتزال السياسة
في محاولة لإخراج تونس مما تعيشه من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، تقدم رئيس البرلمان راشد الغنوشي بمبادرة لرئيس الجمهورية قيس سعيد، دعاه فيها إلى تجميع الفرقاء لإيجاد مخرج عبر تغليب الحوار.
الغنوشي اقترح على سعيد عقد لقاء يجمعهما مع رئيس الحكومة للوصول لحلول جذرية لمشكلات الدولة.
دعوة رئيس البرلمان تأتي بعد تصريحات قوية للقيادي المستقيل من حزب حركة النهضة عبد الفتاح مورو، دعا فيها الغنوشي إلى اعتزال السياسة.
وتدخل أزمة التعديل الوزاري في تونس أسبوعها الثالث، لعدم أداء الوزراء اليمين الدستورية أمام الرئيس بسبب اعتراضه على أسماء تحيط بها شبهات فساد.
في خضم الأزمات، التي تشهدها الساحة السياسية التونسية، يواجه تيار الإسلام السياسي، الذي تقوده حركة النهضة تعقيدات داخلية، حتى أن شخصيات انتمت في وقت من الأوقات للحركة أصبحت في مقدمة منتقدي سياساتها وزعيمها راشد الغنوشي.
النائب الأول لرئيس البرلمان التونسي سابقا، والقيادي السابق بحركة النهضة، عبد الفتاح مورو، يدعو رئيس البرلمان راشد الغنوشي لاعتزال السياسة، في ما وصفها بنصيحة أخوية ووطنية، مشيرا إلى فشل النظام السياسي الذي لم يفرز غير الأزمات.
وفي تصريحات صحفية، اعتبر مورو أن دعوات الأحزاب الحاكمة وفي مقدمتها النهضة، للنزول إلى الشارع خيار خاطئ، مؤكدا أن هذه الأحزاب مطالبة بالإنجاز وليس الاحتجاج.
وأضاف مورو أن الإسلاميين لم يقدموا بديلا عن الدولة الوطنية طيلة السنوات العشر الماضية، شأنهم في ذلك شأن اليساريين والقوميين، حسب قوله. كما أشار إلى أن الإسلاميين أخطأوا بتكفير الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.
موقف مورو الحالي، اعتبرته مصادر مقربة من حركة النهضة، تعبيرا عن توجه عام بين قياديّي الحركة الحاليين والمستقيلين بأن الغنوشي هو سبب أزمات الحركة، وأن عليه التنحي ومنح الفرصة لقيادات جديدة، فيما اعتبره آخرون استجابة لمن طالبوه بالتوسّط لدى الغنوشي ودعوته إلى الانسحاب من رئاسة البرلمان كسبيل وحيد لنزع فتيل الأزمة بين أقطاب السلطة الثلاثة في تونس.