قيادي في حماس لـ”الغد العربي”: دولة أوروبية عرضت وساطتها لتفادي التصعيد
لا تزال الهبة الشعبية في المدن والقرى الفلسطينية بالضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة تتمحور بين عمليات الطعن والمواجهات المباشرة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين، في الوقت الذي غابت فيه رؤية الفصائل الفلسطينية عن أماكن الصدام.
موقع “الغد العربي” تابع ما يمكن أن تحمله الأيام القادمة من مفاجآت على صعيد الصدام الحاصل داخل الأراضي الفلسطينية؛ في ظل استجابة السلطة الفلسطينية لدعوات العودة إلى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
يقول أحد قياديي حركة حماس، فضل عدم ذكر اسمه، إن “الشباب الفلسطيني اندفع بالهبة في وجه الاحتلال بعفوية تامة لتحقيق مطالب مشروعة في ظل توقف عجلة الزمن داخل الأراضي الفلسطينية بسبب التعنت الإسرائيلي المستمر واقتحامات المستوطنين اليهود المتكررة للمسجد الأقصى، ومحاولات التهويد الزماني والمكاني للمدينة المقدسة”.
وأضاف، “يجب على الشباب الفلسطيني الثائر في هذه المرحلة من الصراع أن يعيد الحسابات التي فقدناها كسياسيين وفصائل بسبب سنوات الانقسام الطويلة؛ والبدء بطرح الأسئلة المتعلقة بالبدايات والنهايات، ما هي الثمار التي سنجنيها من هبة المقاومة الشعبية؟، ومن المخول بجني تلك الثمار؟، وماذا عن عودة السلطة الفلسطينية إلى مفاوضات عقيمة مع الاحتلال مرة أخرى دون أجندة واضحة وجدول زمني محدد لإنهاء الاحتلال وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة؟، وهل هناك قيادة فلسطينية على مستوى من الوعي للإجابة على كافة الأسئلة السابقة بشكل صريح؟”.
ويتابع، أن “الشعب الفلسطيني بات لديه من الوعي ما يجعله مؤهلاً لبلورة مطالب مستحقة والخوض في أي مواجهة لتحقيق تلك المطالب؛ بعد أن أثبت قوته أمام آلة القتل الإسرائيلية بالمواجهة العارية من السلاح؛ وبعد أن جعل الإسرائيليين يخشون السير في الشوارع خوفاً من انتفاضة السكاكين”.
وعن الأنباء التي تتحدث عن مفاوضات سرية بين حركة حماس وإسرائيل؛ قال القيادي في حركة حماس، إن “هناك دولة أوروبية عرضت وساطتها، في حين لم نبد نحن في حماس أية موقف سواء بالقبول أو بالرفض، وقام أحد جنرالات تلك الدولة بزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة وعقد عدداً من اللقاءات مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال الأسبوع الماضي كما سمعنا من الإعلام؛ ولم تتضح الرؤية بعد إن كانت حكومة الاحتلال ستتجاوب مع الوسيط أم أن الأمر مجرد فرقعة وبالونات إعلامية كالتي شهدناها في وقت سابق”.
وكان نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس موسى أبو مرزوق، صرح في وقت سابق عن استعداد حماس للتفاوض المباشر مع إسرائيل، مبرراً ذلك بأن مطلب المفاوضات مع إسرائيل مطلب شعبي فلسطيني خاصة في ظل الارتباط شبه الكلي بين الاحتلال والفلسطينيين.
بينما تتهم السلطة الفلسطينية حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بالقوة العسكرية منذ يونيو/ حزيران 2007، بالسعي إلى تكريس الانفصال بين الأراضي الفلسطينية عبر محاولة التوصل سراً إلى اتفاق مع إسرائيل.
واستشهد نحو 60 فلسطينياً خلال هذا الشهر بعد استهدافهم من قبل جيش الاحتلال، أو خلال مواجهات مع الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين؛ وتدور المواجهات منذ مطلع أكتوبر/ تشرين أول الجاري، على خلفية اقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال.