قيس سعيد.. «الرجل الآلي» يحتل الصدارة
لم يكن متوقعا وصول المرشح في الانتخابات الرئاسية التونسية قيس سعيد إلى جولة الإعادة، خصوصا أن الرجل لم يحظ بالزخم الإعلامي الكبير، لكن على الرغم من عدم تسليط الضوء عليه، فإنه وفقا لاستطلاعات الرأي حصد النسبة الأكبر من أصوات الناخبين.
ما حققه قيس سعيد في الجولة الأولى، كانت مفاجأة للمتابعين للمارثون الانتخابي التونسي، خصوصا بعد فشل شخصيات كانت تحظى بدعم من كتل تصويتية، مثل مرشح حزب النهضة عبد الفتاح مورو، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، ووزير الدفاع المستقيل عبد الحكيم الزبيدي.
لكن تلك المقومات التي تمتع بها منافسيه، لم تكن كافية لإبعاد قيس سعيد عن المنافسة في السباق نحو قصر قرطاج، فما أن أظهرت استطلاعات الرأي حصوله على نسبة 19% من الأصوات، واحتلاله المرتبة الأولى، حتى انطلقت الزغاريد من النساء الداعمات له، وردد أنصاره هتافات منها «الشعب يريد قيس سعيد».
ووسط آجواء احتفالية قال قيس، إن الشعب التونسي يحقق أهدافه في نطاق الشرعية القائمة، وهذا الدرس الذي يعطيه لكل العالم، فهو يواصل ثورته من خلال احترامه للشرعية.
يُلقّب أستاذ القانون الدستوري سعيّد بـ”الروبوكوب (الرجل الآلي)”، فهويتحدّث باسترسال حرصاً منه على أن تكون حملته معتمدةً على التواصل المباشر مع الناخبين، وقد استطاع الانتقال إلى الدورة الثانية متصدّراً نتائج استطلاعين للرأي.
اللغة العربيّة لا تُفارق سعيّد. يستضيفه الإعلام التونسي كلّ ما كان هناك سجال دستوري في البلاد، ليُقدّم القراءات ويوضح مَواطن الغموض من الجانب القانوني.
ظهر سعيّد (61 عاماً) الأب لثلاثة أبناء في عمليّات سبر الآراء في الربيع الفائت، وتحصّل على ترتيب متقدّم فيها، وبدأ يلفت الانتباه إليه تدريجيّاً.
وتعرف عليه التونسيون عام 2011، حيث كان يقدم شرح للمسائل القانونية الشائكة في البرامج السياسية، كما اشتهر بإتقانه للغة العربية ومداخلاته الأكاديمية المميزة للفصل في الإشكاليات القانونية المتعلقة بكتابة الدستور التونسي، بعد الثورة.