في ذكرى النكبة : «العروس جميلة جدا .. لكنها متزوجة فعلا »

في ذكرى النكبة .. كانت المؤامرة أوضح ـ وربما أوقح ـ في مجريات الأحداث بإتجاه فتح أبواب فلسطين أمام هجرة اليهود، واغتصاب الأرض .. وكانت الساحة البريطانية مسرحا للتحركات والترتيبات والإتصالات ومحور الرسائل حول المشكلة الملحة على كل الأطراف ، وهي مشكلة فتح أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية .. وفي نفس السياق كتب “إدوارد لودفينج ميد فورد ” ـ دبلوماسي إنجليزي ـ ما أسماه ” نداء بالنيابة عن اليهود لإنشاء كومنولث بريطاني في الشام ” فقال : ” إن فلسطين إذا ما أخذنا في الإعتبار مساحتها ، تبدو صغيرة ولا تتسع لكل اليهود ، وقد تنشأ مشاكل بسبب هجرة مستوطنين كثيرين ، لذلك يستحسن قبل القيام بتوسيع نطاق الإستيطان في فلسطين ، أن يتم إعداد البلاد كلها لإستقبال شعبها الجديد ، ويمكن إقناع الحكومة العثمانية بتهجير كل السكان ” المحمديين ” وتوطينهم في المناطق الشاسعة الخالية من شمال العراق ،حيث يستطيعون إمتلاك أرض أفضل من تلك الأرض التي سوف يتركونها وراءهم ”

 

 

 

 

 

 

 

 

العروس جميلة جدا ، وهي مستوفية لجميع الشروط ، لكنها متزوجة فعلا

واللافت للنظر أن كلمات « إدوارد لودفينج ميدفورد » التي تشكك في إمكانية تحقيق مشروع الدولة اليهودية في فلسطسن ، جاءت متوافقة تماما مع رؤية سابقة ، وقبل المؤتمر الصهيوني في بازل ، حين أراد«ماكس نوردو » وهو من أقرب أصدقاء ثيودور هيرتزل ، أن يقنع بعض الحاخامات الأوروبيين المترددين ، واقترح أن يبعث باثنين منهم إلى فلسطين ، يريان رأي العين ، ثم يعودان ليقدما تقريرهما عن حقائق الأوضاع هناك ، وأثناء تواجدهما في فلسطين بادرا فورا بإرسال برقية إلى «نوردو » يقولان فيها بالرمز : « إن العروس جميلة جدا ، وهي مستوفية لجميع الشروط ، لكنها متزوجة فعلا ».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جذور تاريخية للشعب الفلسطيني

وعندما عاد الحاخامان والتقيا  «ماكس نوردو » أكدا له في تقريرهم الشفوي : أن هناك شعبا عربيا فلسطينيا يسكن فلسطين من آلاف السنين ، ويزرع أرضها ويعتبرها وطنه ، وبالتالي فإن اليهود الراغبين في الذهاب إلى فلسطين والإستيطان فيها ، أمامهم معركة قاسية مع أصحابها الأصليين ، وأن تصرفات المستوطنين اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين ، هي تصرفات تحمل ظواهر علل نفسية قد تزيد مع الأيام ، ومن المحتم أن تزيد ، ذلك أن المستوطن اليهودي ، لكي يريح ضميره ، ولكي يستطيع مواصلة حياته في الأرض الموعودة ، يتحتم عليه إنكار وجود ” الآخر ” ـ أي الفلسطيني ـ بمثل ما يمكن تصوره من رغبة عاشق لزوجة رجل آخر في الخلاص من زوجها إلى درجة قتله ، لكي ينتهي منه جسدا وروحا وذكرى.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 20 مليون جنيه استرليني .. للتنازل عن فلسطين !!

ثم جاء دور « ثيودور هيرتزل » والذي توجه إلى صميم الهدف مباشرة ، وهو يرى أن الظروف المستجدة تقتضي الإسراع في تنفيذ المشروع .. وكانت خطة « هيرتزل » أن يشتري فلسطين من السلطان .. وبتاريخ 15 يونيو/ حزيران  1896  كتب  هيرتزل  في يومياته : «سوف نقدم للسلطان 20 مليون جنيه إسترليني لإصلاح الأوضاع المالية المتدهورة في تركيا ، منها مليونان بدل فلسطين ، والباقي وقدره 18 مليونا يمكن إستخدامه في تحرير تركيا من الحماية الأوروبية وشراء سندات ديونها» .. ورغم كل إغراءات ومحاولات هيرتزل  والمساعي البريطانية الموازية ، إلا أن السلطان كان مترددا يخشى من ضغوط إسلامية وعربية يحس تأثيرها ويهمه تفاديها !!

 

 

وكان ذلك هو المنطق الذي تبناه رئيس وزراء بريطانيا اللورد « بالمرستون » ففي 11 أغسطس / آب  1840  كتب إلى سفيره في استانبول اللورد «بونسونبي» بتعليمات جاء فيها: «عليك أن تقنع السلطان وحاشيته بأن الحكومة الإنجليزية ترى أن الوقت أصبح مناسبا لفتح أبواب فلسطين أمام هجرة اليهود إليها ، لقد حان الوقت لكي يعود هذا الشعب المشرد إلى أرضه التاريخية، إن السلطان وحاشيته قد لا يقتنعان بهذا المنطق الأخلاقي ، ولذلك عليك أن تجعلهما يدركان أن اليهود في العالم يملكون ثروات ضخمة ولديهم كنوز من المال وفيرة ، وإذا حصلوا على حماية السلطان فسوف يكون في مقدوره أن يقنعهم بمساعدته »

 

 

 

 

 

 

 

70 أسرة يهودية فقط في فلسطين 

كانت «المؤامرة»  تتربص  بفلسطين .. وكان الواقع  تاريخيا وجغرافيا ، يقول : ‘ن عدد اليهود في فلسطين عام 1488 لم يتجاوز سبعين أسرة يهودية ، وفي عام 1521 أصبح عددها ألف وخمسمائة أسرة ، وفي عام 1798 تلقى الإمبراطور نابليون بونابرت تقريرا من مجموعة ضباط إستكشاف سبقت جيشه إلى فلسطين في بداية الحملة الفرنسية على مصر .. ويقول التقرير المرفوع إلى نابليون، إن عدد اليهود في فلسطين 1800 منهم 135 في مدينة القدس !! وفي عام 1841 بلغ عدد اليهود في فلسطين 3200 نسمة ، ومع بداية الإحتلال البريطاني لمصر عام 1882 إرتفع عدد اليهود في فلسطين من ثمانية آلاف إلى أربعة وعشرين ألفا ، بعد قيام الرأسمالي اليهودي البريطاني ” أدموند روتشيلد ” تنظيم أول هجرة جماعية يهودية إلى فلسطين ، تدعمها في نفس الوقت ، حملة تبرعات ومساهمات طائلة ، لشراء أراض في فلسطين من خلال مؤسسة للإستثمار في الأراضي الزراعية في المشرق ، وفي ظرف عشر سنوات تم إنشاء 20 مستعمرة فوق مساحات تجاوزت 22718 فدانا ( نحو 95415 دونم ) أكبرها مستعمرة ” روش بينا ” على مساحة 3800 فدان (15960 دونم ) ومستعمرة ” عية ” على مساحة 2750 فدان (   11550 دونم) ، ومستعمرة ” زيشرون جاكوب ” على مساحة 1850 فدان ( 7770 دونم ) ، وأصغرها مستعمرة ” بن شيمن ” على مساحة 210 فدان ( 882 دونم ) !! وبلغ عدد اليهود في فلسطين عام 1917 حين صدر وعد بلفور ، نحو 30 ألفا فقط

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]