كأس أوروبا.. النتيجة بالنسبة لسانتوس أهم من الأداء
بالنسبة لمدرب منتخب البرتغال، فرناندو سانتوس، فإن النتيجة دائماً أهم من الأسلوب الذي يشكّل فقط إضافة أو تكملة للأداء.
سمحت هذه العقيدة للمدرب البالغ 66 عاماً، بمنح البرتغال أول لقبين دوليين في تاريخها: كأس أوروبا 2016 ضد فرنسا والنسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية على أرضها في النهائي أمام هولندا في 2019.
شغل سانتوس، خلال مسيرته المتواضعة كلاعب مركز الظهير الأيسر مع ناديي استوريل وماريتيمو، وحمل معه إلى مقعد المدرب مبدأ التوازن والصلابة الدفاعية وجاهزية اللاعب للقتال دائماً.
تم تطبيق المبادئ مع البرتغال في عام 2016 وقبلها مع اليونان التي أشرف على منتخبها بين 2010 و2014.
ومع ذلك، فإن مجموعة اللاعبين البرتغاليين الحاليين تدفعه للتكيف وإفساح المجال للإبداع والهجوم، بتواجد عناصر أمثال برونو فرنانديش لاعب مانشستر يونايتد الانكليزي وبرناردو سيلفا مع جاره في سيتي، وموهبة أتلتيكو مدريد الإسباني جواو فيليكس أو جناح نادي برشلونة الاسباني فرانسيسكو ترينكاو، وبالطبع الهداف التاريخي والقائد كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الايطالي.
منذ وصوله الى رأس الجهاز الفني للمنتخب البرتغالي في سبتمبر/ أيلول من العام 2014، لم يستدعِ سانتوس لاعبين كثر إلى المنتخب، حيث كان يضفي لمسات وتغييرات طفيفة من دون إحداث ثورة كبيرة، حتى في المباريات الودية.
مع إعطاء أهمية كبيرة لعامل الخبرة، فهو يثق في لاعب مخضرم في كل خط من خطوط الملعب: روي باتريسيو في حراسة المرمى (32 عاما)، الصخرة بيبي في الدفاع (37)، جواو موتينيو في خط الوسط (34) والهداف رونالدو في الهجوم (35). فقط ضمن هذا الإطار يمكن الزجّ ببراعم شابة مثل روبن دياش، ريناتو سانشيس، روبن نيفيش أو جواو فيليكس.
ويملك سانتوس ميزة إشرافه على أبرز ثلاثة فرق في البرتغال وهي بورتو وبنفيكا وسبورتينغ، كما درّب فرق أيك اثينا وباناثينايكوس وباوك سالونيكي، بالإضافة الى منتخب اليونان اعتباراً من عام 2010 ونجح في قيادته إلى ربع نهائي كأس أوروبا 2012، ثم ثمن إلى نهائي مونديال البرازيل عام 2014.
أحرز لقباً واحداً في الدوري البرتغالي مع بورتو (1999)، وكأس البرتغال مرتين (2000 و2001) والكأس السوبر البرتغالية مرتين (1998 و1999)، وكأس اليونان مع باناثينايكوس (2002).
براجماتي وطموح
استطاع سانتوس، أن يقدم مزيجاً معقولاً من البرجماتية والطموح.
بلغ الرجل صاحب النظرة الحادة والذي لا يميل للمهاترات الشفوية، ذروة مسيرته بإحراز كأس أوروبا 2016 بالفوز على منتخب الدولة المضيفة فرنسا 1-صفر بعد التمديد (الوقت الاصلي صفر-صفر)، وهو على رأس منتخب لم يراهن عليه أحد سواه.
بلغة العارفين الواثقين، قال للاعبيه بعد الخسارة أمام منتخب فرنسا ودياً (1-2) في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2014 على ستاد دو فرانس في ضاحية سان دوني الباريسية، “سنعود إلى هنا بعد عامين لخوض النهائي”.
عرف سانتوس على الدوام كيف يحمي رونالدو ويُخرج منه أفضل ما لديه، وهو الذي أشرف عليه في سبورتينغ عندما كان الحائز على جائزة الكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم خمس مرات، في سن الثامنة عشرة.
خلف سانتوس مواطنه باولو بنتو الذي اقيل من منصبه بعد مشاركة كارثية في مونديال 2014 (خروج من الدور الأول)، وقد أوصل البرتغال إلى ثمن نهائي مونديال روسيا 2018، ويكرر معزوفته المعتادة “البرتغال ليست أوفر حظاً، لكنها مرشحة للفوز”.