كاتب سوداني: محاولة اغتيال حمدوك داخلية بدون تدخلات خارجية

دعا رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، اليوم الثلاثاء، إلى إجراء حوار عاجل بين الجيش وقوات الدعم السريع لتوفير الأساس لوقف دائم لإطلاق النار.

واقترح حمدوك، في بيان، خطوات لإنهاء الحرب في البلاد؛ من بينها «وقف فوري لإطلاق النار يكون خاضعاً للمراقبة حتى تتوفر السلامة للمواطنين والأجانب في العاصمة، واتفاق بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لإنشاء ممرات إنسانية دائمة وموثوقة وآمنة».

كما اقترح حمدوك إشراك المدنيين السودانيين في مفاوضات شاملة تهدف إلى وقف الحرب وإحلال السلام، بالإضافة إلى استئناف العملية السياسية والانتقال الديمقراطي.

وحذر رئيس الوزراء السوداني السابق بأن استمرار الحرب وانتشارها في رقعة أوسع يمكن أن يؤديا إلى إلحاق الضرر بالعالم بأسره.

ويشهد السودان اشتباكات بين الجيش والدعم السريع منذ منتصف الشهر الماضي، ما أسفر عن سقوط مئات الضحايا، وسط دعوات دولية لوقف القتال والعودة للمفاوضات.

أفادت مراسلتنا من الخرطوم بأنه تم إغلاق عدة جسور في العاصمة السودانية، قبيل تظاهرات مقررة اليوم الأحد، عدا جسري الحلفاية وصوبا.

وأشارت إلى أن المشهد بصورة عامة بات معقداً وأصبحت البلاد في حالة “شبه شلل”، لأنه مع الإعلان عن خروج أية مليونية يكون هناك استعدادت أمنية كبيرة وإغلاق للطرق والشوارع وتعطيل للعمل والدراسة.

وأوضحت المراسلة أن هناك دعوات لتظاهرات جديدة والخروج لمليونية في السودان اليوم، وهي مليونية تم الإعلان عنها منذ أمس الأول فقط، وليست ضمن الجدولة الموضوعة من جانب لجان المقاومة خلال شهر يناير.

وقالت مراسلتنا إنه خلال المواكب المعلنة يبدو أنه سيكون هناك مواكب غير معلنة بين الحين والآخر، ما سيتسبب في المزيد من تعقيد المشهد.

وتابعت: “دعت بعض القوى السياسية للعمل على تشكيل ميثاق سياسي جديد تجتمع حوله القوى السياسية ويقدم لرئيس الوزراء، عبدالله حمدوك،  الدعم لحماية المرحلة الانتقالية، وسط أنباء في وسائل إعلام محلية بتسريع تقديم هذا الميثاق ربما اليوم، بعد أنباء عن ضغوط من شخصيات سياسية على حمدوك لإثناءه عن الاستقالة مؤقتا.

ولفتت مراسلتنا إلى أن بيانات مجلس الدفاع والأمن ومجلس السيادة لا تجد رد فعل إيجابي في الشارع السوداني، لأنها تتحدث عن إدانة المظاهرات والتحقيق في تفلتات أمنية ملّ الناس من سماعها لعدم إجراء أي تحقيق منذ نوفمبر الماضي.

نظم محتجون في العاصمة السودانية الخرطوم مظاهرة مناهضة للاتفاق الذي أبرم بين رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء، عبد الله حمدوك.

وأشار مراسل الغد إلى أن قوات الأمن أغلقت محيط القيادة العامة للجيش في الخرطوم وشارع القصر الجمهوري وسط العاصمة.

وكانت قوى الحرية والتغيير قد دعت إلى المشاركة في المظاهرة رفضا للاتفاق.

وأفاد مراسلنا من الخرطوم بأن المواكب التي شهدتها اليوم عدة مناطق بالسودان تأتي في إطار الاحتجاجات التي تبدأ اليوم الإثنين، بدعوة من تنسيقيات لجان المقاومة، إحياء لذكرى ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام عمر البشير.

وأشار إلى أن هذه المواكب والمسيرات حملت شعار “لا شراكة لا شرعية لا اتفاق” والبعض أضاف إليها “لا مساومة”، في إشارة للمكون العسكري بمجلس السيادة، حيث ترفض هذه المواكب الاتفاق الذي تم في نوفمبر الماضي بين البرهان وحمدوك.

وأكدت لجان المقاومة أنها ستستمر هذه المواكب التصعيدية حتى نهاية الشهر، وفقا لجدول شهر ديسمبر، حتى إسقاط الشراكة بين البرهان وحمدوك.

وكانت مراسلتنا قد أشارت إلى أن ولاية الخرطوم، بمدنها الثلاث الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، ومدن أخرى في البلاد شهدت خروج مواكب كبير ومسيرات في إطار التصعيد للمطالبة بالحكم المدني الكامل واحتجاجا على الاتفاق الموقع بين البرهان وحمدوك.

ولفتت إلى أنه تم إغلاق محيط القيادة العامة للجيش السوداني بوسط الخرطوم، كما تم إغلاق شارع القصر الجمهوري، مشيرة إلى أن المواكب السابقة كانت تخرج ولديها وجهة محددة وهي القصر الجمهوري، إلا أن مواكب اليوم لديها وجهات مختلفة، وأعلنت عدة تنسيقيات المقاومة أنها ستتجه إلى القصر، لذا تم إغلاق الشارع المؤدي للقصر.