قال أحمد أبو دوح مستشار التحرير في صحيفة إندبندنت البريطانية، إن الخلافات في قمة حلف شمال الأطلنطي، تعكس أن هذا عيد ميلاد غير سعيد للناتو، وأن الصورة النهائية والبيان الختامي للزعماء ليس أكثر من كسب الوقت، في ظل وضوح أن “الناتو” سيصبح منتهي بمرور الوقت.
وأوضح “أبو دوح”، أن هناك تهديدات واقعية من داخل “الناتو” وليس خارجه، فالصين وروسيا والإرهاب لا يهددون الحلف بقدر ما يمثله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لا يؤمن بالمبادئ الأساسية التي قام عليها الحلف، فهو يرى في الحلف وسيلة للابتزاز الدفاعي ، ولا يرى فيه مؤسسة تحافظ على النظام العالمي الليبرالي.
وأشار إلى أن الأتحاد الأوروبي الذي شكل قاعدة تأسيس الناتو بعد الحرب العالمية الثانية في خطر، في ظل صعود الشعبوية اليمينية في ظل مساعي بريطانيا للخروج من الأتحاد الأوروبي، فضلا عن أن المناصرين للأتحاد مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، الذين يرون ضرورة لتحول أوروبا لقوة مستقلة بجيش موحد لم يعودوا يؤمنون ببيعة الناتو كقوة كبيرة.
واختتمت أعمال قمة حلف شمال الأطلسي في لندن في ذكرى تأسيسه الـ70، وسط حالة من الانقسام وتصريحات علنية لزعماء بعض الدول الأعضاء حملت التناقد وأوحت بعمق الأزمة داخل الحلف، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقد تصريحات نظيره الفرنسي مانويل ماكرون بأن الحلف ميت.
وشدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج على أن الخلافات داخل الحلف لن تصب في صالح الدول الأعضاء، داعيا إلى ضرورة تجاوز هذه الخلافات.
وخلال مؤتمر صحفي في ختام قمة الناتو في لندن، قال ستولتنبرج إن هناك خطة لحماية كل دول الحلف، مؤكدا أن كل أعضاء الحلف ملتزمون بمحاربة الإرهاب.
وفيما يتعلق بالتعامل مع روسيا، أشار ستولتنبرج إلى أن الحلف يقبل الحوار مع موسكو، داعيا في الوقت نفسه إلى ضرورة العمل على تجنب أي سباقِ تسلحٍ مع موسكو لأنه سيكون مكلفا ويحمل في طياته تداعيات خطيرة.
