قال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، إن الإعلان عن تفجير نفق قيد الإنشاء شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي “يُثير الريبة والشك”.
وأضاف إبراهيم، في تصريح لـ”الغد”، “عملية تفجير نفق خان يونس تعيد للأذهان ظروف شن إسرائيل عدوان صيف 2014 بعد استهداف نفق واستشهاد 6 فلسطينيين، والإعلان اليوم عن تفجير نفق قيد الإنشاء شرق خان يونس من قبل قوات الاحتلال فيه ما يثير الريبة والشك واستعداد الجيش والحكومة بشكل مسبق ونوايا إسرائيل العدوانية”.
وتساءل إبراهيم، عن الهدف وراء سرعة الرد في التصريحات الصحفية من قبل “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه أفيجدور ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينيت ووصول قائد المنطقة الجنوبية إيال زامير لمكان تفجير النفق، ونشر القبة الحديدية في بعض المناطق الحدودية لقطاع غزة”.
وأوضح إبراهيم، أن تفجير نفق المقاومة لم يكن “حادثا عرضيا” ويكشف كذب إسرائيل وعدم علاقته فقط بالتطور التكنولوجي لدى جيش الاحتلال وإنما أيضا “معلومات أمنية”.
وأشار إلى أن إسرائيل خططت للعملية لعرقلة المصالحة الفلسطينية، وتحضرت واستعدت على المستوى السياسي والأمني والعسكري خشية من تصعيد أو رد فعل المقاومة الفلسطينية.
وأكد أن ما جرى “نوع من البروباجندا تحتاجها الحكومة الإسرائيلية والجيش في هذا الوقت، الذي تمر به حكومة نتنياهو ومشروعه ببناء الجدار الأرضي على الحدود مع قطاع غزة، ولتؤكد أنها مستمرة في محاربة الأنفاق الهجومية التي يثيرها وزير الجيش إفيجدور ليبرمان، إذ ادعى متفاخرا أن إسرائيل أصبحت تمتلك تكنولوجيا غير موجودة في أنحاء العالم للكشف عن الأنفاق بسهولة”.
وبشأن نشر جيش الاحتلال “القبة الحديدية” على الحدود مع قطاع غزة، أوضح أنها تأتي تحسبا من رد فعل المقاومة من إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل عقب تفجير النفق الذي أودى بحياة 7 فلسطينيين.
ردود فعل إسرائيلية
على الصعيد الآخر، باركت الأحزاب اليمينية واليسارية والمعارضة، وكذلك الائتلاف الحكومي في إسرائيل، عملية تفجير نفق المقاومة الفلسطينية.
وقال وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتز، إن “أولئك الذين يهددون إسرائيل من الجو والبر وتحت الأرض سيدفعون الثمن كاملاً”.
أما وزير الجيش أفيجدور ليبرمان فقال: “لن نتسامح مع انتهاك السيادة الإسرائيلية”.
وأشار إلى أنه ليس لدى “إسرائيل” أية مصلحة في التصعيد مع قطاع غزة”، مضيفاً: “لن نسمح لأحد بالإساءة إلى سادتنا”.
كما رحب وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينت، بتدمير طائرات الاحتلال نفقاً للمقاومة توغل إلى الأراضي الإسرائيلية، حسب زعمه.
وقال بينيت كما أوردت القناة العبرية السابعة: “إن هذا يعد انتهاكا خطيرا للسيادة الإسرائيلية”، مضيفاً: “أعداؤنا لا يتوقفون عن محاولة إساءة معاملة المواطنين الإسرائيليين”.
وادعى أن الجيش بواسطة استخباراته والتكنولوجيا والهندسة والتشغيل يسعى لإحباط هكذا محاولات وتوفير الأمن للإسرائيليين في غلاف قطاع غزة.
وأوضح بينت أنه تم تحييد النفق المستهدف ولم يعد يشكل تهديدا لأمن الإسرائيليين.
أما رئيس المجلس الإقليمي سدوت النقب، إيدين تامير، فقال: “نحن نقف مع الجيش في إسرائيل والأجهزة الأمنية لمواصلة اتخاذ تدابير قوية ضد أي انتهاك للسيادة الإسرائيلية على أراضينا وجعل حياة الناس في خطر.
وأوضح أنه في الوقت الراهن لا توجد تعليمات خاصة للمستوطنين.
بدوره، قال وزير الأمن الأسبق عمير بيرتس، إن “اكتشاف النفق وتفجيره يدلل على قدرات الاستخبارات والعمليات الأمنية والعسكرية جنبا إلى جنب مع الوسائل التكنولوجية الأكثر تطوراً”.
وأضاف متفاخراً “ليلة هادئة أتمناها لسكان غلاف غزة الذين يعرفون أن هناك أشخاصاً مجهولون يمكن الاعتماد عليهم”.
كما علقت وزير الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف على تفجير النفق قائلة: “تفجير النفق اليوم هو دليل آخر على قدرة ويقظة الجيش أمام تطلعات حماس. أوصي حماس أن لا تستمر بهذا النهج وتنظر لقدرات الجيش”.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الإثنين، عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة 11 آخرين جراء استهداف جيش الاحتلال نفقاً قرب الحدود شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال أعلن عن تفجير نفق بعد اكتشافه داخل الأراضي المحتلة قرب السياج الفاصل مقابل مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأوضح الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي على حسابه في فيسبوك، أن النفق كان في مراحل الإنشاء، ويبعد 2 كم عن مستوطنة “كيسوفيم” إلى الشرق من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وجرى اكتشافه داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة قرب السياج الفاصل.