رصدت كاميرا قناة الغد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بمخيم شاتيلا جنوب بيروت، في وقت تزداد فيه نسبة البطالة والفقر وغياب المشروعات الإغاثية المستدامة، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى البحث عن سبل للنجاة خاصة العائلات التي فقدت عائلها.
أمل عكر.. سيدة فلسطينية تبلغ من العمر 60 عاما وتعمل في (أكوام النفايات) لتعيل عائلتها المكونة من 10 أفراد، قائلة إنها تعمل في هذه المهنة الشاقة لتدبير متطلبات الحياة.
وتتجول السيدة الفلسطينية في أزقة وأحياء المخيم باحثة عن رزقها، وتجمع كل ما يمكن إعادة تدويره من نفايات صلبة وتقوم بفرزها بمساعدة إحدى بناتها..
عائد بسيط تتلقاه العائلة أسبوعيا مقابل ما تجمعه من نفايات صلبة لا يتعدى 8 دولارات، المبلغ الذي لا يكفي حتى لتأمين قوت يومهم.
وقالت يسرى يوسف ابنة أمل عكر إنها تساعد والدتها في العمل حتى لا يمدوا أيديهم بطلب مساعدة من أحد.
قصص كثيرة تختبئ هنا، عائلات لا معيل لها، سيدات يعملن بصمت ليحفظن كرامتهن، وإن كان من غير المألوف أن تجمع سيدة النفايات لتعيش، فهي بالتأكيد ما كانت لتفعل لو وجدت من يحتضن أيتامها أو على الأقل يخفف عنها أعباءها.
أوضاع متردية صعبة
في السياق، قال أحمد الحاج علي، الكاتب الصحفي، إن اللاجئ الفلسطيني في لبنان كان يعيش أوضاعًا صعبة في بيروت، وتفاقمت أكثر بعد قرار وزارة العمل اللبنانية.
وأضاف الحاج علي أن هناك من يستغل معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إضافة إلى أنه لا توجد حماية اقتصادية، ولا حماية اجتماعية لتبعد عنهم شبح الفقر الشديد.
واختتم المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) فيليب لازاريني أمس السبت، زيارة إلى لبنان استغرقت 3 أيام التقى خلالها موظفي المؤسسة واللاجئين في مخيم برج البراجنة ببيروت.
وعن هذه الزيارة، أكد الحاج علي أن العمالة الفلسطينية ستكون الأكثر استغلالا، وقد تطرق المأساة إلى مآس أخرى، مشيرا إلى أن زيارة مفوض (الأونروا) لن تقدم شيئا ملموسا على الأرض للفلسطينيين.
وتأتي زيارة لازاريني وسط أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة تُغرق البلاد في براثن الفقر، وتترك آثارًا عميقة على لاجئي فلسطين الذين يعانون أصلا من الفقر وعلى مدى عقود واجه اللاجئون قيودًا على حق العمل والتملك.
وقال لازاريني: “اللاجئون الذين قابلتهم يعانون يأسا شديدا كما يعانون من أجل تغطية احتياجاتهم الأساسية، قابلت خريجين شباب أملهم الوحيد لتحسين مستقبلهم هو الهجرة وهم حتى يعرفون تماما الثمن الذي يجب أن يُدفع لكل طريق من طرق الهجرة”.
وتابع: “قابلت آباء تراودهم ليلياً كوابيس حول كيفية شراء الحليب والحفاضات لأطفالهم في اليوم التالي، فالنسيج الاجتماعي داخل المجتمع يتفتت وحالات الطلاق في ازدياد، وكذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي”.
وأكمل: “كما يواجه موظفو (أونروا) غضب واستياء اللاجئين اليوم، أدق ناقوس الخطر وأدعو المجتمع الدولي إلى ضمان الدعم الكافي لـ(أونروا) للاستمرار في توفير خدماتها لهؤلاء اللاجئين الذين هم بأمس الحاجة إليها وإلى العيش الكريم”.
