بعد أكثر من شهر من توجيه كيرمي كوربين، زعيم المعارضة في بريطانيا، اتهامات للملكة العربية السعودية، وصفها السفير السعودي في لندن محمد بن نواف بن عبد العزيز، بـ«الادعاءات المشوهة»، دافع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن تحالف بريطانيا مع المملكة الغنية بالبترول، مؤكدا أن العلاقات مع المملكة هامة لأمن بلاده.
وقال كاميرون، إن بريطانيا لديها ضوابط شديدة على صادراتها من الأسلحة لأي مكان في العالم، مشيرا إلى أنها تبذل قصارى جهدها للتأكد من أن المملكة تحدد أهدافها بعناية، وهو ما يحدث بالفعل، وفق تصريحات لشبكة «بي بي سي» البريطانية، مؤكدا أن بريطانيا تدعم المملكة لاستعادة الشرعية في اليمن.
وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إنه على الرغم من أن بريطانيا تنظر إلى بعض البرامج التعليمية التي تمولها المملكة بأنها تمثل إشكالية كبرى، إلا أن كاميرون لم يربط ذلك بالتطرف.
وجاء مدح كاميرون بعد أيام من تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي طالب فيها بريطانيا باحترام أحكام الإعدام الصادرة عن القضاء السعودي.
يأتي ذلك ضمن سلسلة من الإخفاقات في العلاقات البريطانية السعودية، بعد اتهامات للأخيرة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وطريقة تعاملها مع الوافدين والمواطنين السعوديين، الذين انتهكوا قوانين الشريعة الإسلامية في البلاد.
وكان السفير السعودي لدى بريطانيا قد حذر، في مقال نشر في الديلي ميل البريطانية، من أن «تغييرا مثيرا للقلق» في نهج بريطانيا إزاء السعودية قد يؤدي إلى «تداعيات خطيرة»، في إشارة لقرار بريطانيا إلغاء اتفاق بين البلدين لتدريب موظفي مصلحة السجون السعودية، وهو القرار الذي اتخذ بضغط من زعيم حزب العمال جيرمي كوربين، الذي قال عنه السفير السعودي، أنه «انتهك قواعد الاحترام المتبادل».
وعلى الرغم من إلغاء هذا الاتفاق، إلا أن بريطانيا لا تزال تبيع أسلحة تقدر ببلايين الجنيهات للمملكة العربية السعودية، وسط معارضة 62% من الجمهور في مقابل تأييد 16%، وفق استطلاعات للرأي.
وكانت العلاقات قد توترت مؤخرا بين البلدين بسبب سجن المواطن البريطاني المقيم في السعودية، كارل أندري، والبالغ 74 عاما من العمر، بعد أن ألقي القبض عليه وفي حوزته نبيذ منزلي الصنع، وسط مخاوف بأن يعاقب بالجلد 360 جلدة، وفقا للقانون السعودي.
