قال أستاذ القانون بجامعة جورج تاون، كيسي بورجيت، إنه يجب ألا نصدق كل ما جاء في كتاب الصحفي الأمريكي بوب وودورد “الخطر” حول متخذ قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، موضحا أن القصة غير مكتملة الأركان.
وكانت مقتطفات من كتاب “الخطر” للصحفيين الأمريكيين، بوب وودورد وروبرت كوستا، كشفت أن وزيرا الخارجية والدفاع أنتوني بلينكن ولويد أوستن، حاولا إقناع الرئيس جو بايدن بإطالة أمد الوجود العسكري في أفغانستان، لكنه صمم على إنهاء أطول حروب الولايات المتحدة.
وأشار الكتاب إلى أنه “بعد اجتماع مع شركاء الولايات المتحدة في “الناتو” في مارس، أصدر بلينكن توصية مغايرة واقترح تمديد المهمة بعسكريين أمريكيين لفترة معينة لاستكشاف ما إذا يمكن لذلك أن يعزز فرض التوصل إلى حل سياسي بين الطرفين الأفغانيين المتحاربين، بمعنى آخر كسب الوقت من أجل المفاوضات”.
ويضيف الكتاب “في مارس، قدم أوستن اقتراحا جديدا يلحظ انسحابا على ثلاث أو أربع مراحل، لتمكين واشنطن من ممارسة الضغوط على المفاوضين الأفغان، لكن بايدن رفض هذه التوصيات خوفا من الغرق إلى ما لا نهاية في الحرب بأفغانستان”.
وأكد أستاذ القانون بجامعة جورج تاون، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، أنه لا يوجد أحد يعلم حجم المعلومات المتاحة، التي استند عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن لاتخاذ قرار الانسحاب من أفغانستان.
كما أوضح أستاذ القانون بجامعة جورج تاون: “ربما أجرى بايدن محادثات مع مسؤولين كبار حول هذا القرار، مؤكدا أن الكونجرس سيناقش بايدن في هذا القرار الذي بسببه سقط ضحايا أمريكيين في تفجير إرهابي تبناه داعش في أفغانستان”.
من المسؤول؟
من جانبه، قال كبير الباحثين في معهد الأمن القومي الأمريكي، ليستر مونسون، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن هو “المسؤول” عن قرار انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وأضاف كبير الباحثين في معهد الأمن القومي الأمريكي، أن هناك أشخاصا آخرون ربما قد أخذوا قرار الانسحاب من الأراضي الأفغانية مع الرئيس جو بايدن.
وانسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان، وتركت وراءها كمًا من الفوضى أضر بصورة واشنطن أمام العالم, ما دفع إدارة بايدن إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة الفارين الأفغان.
وبحسب مؤلفَي الكتاب، فقد اتّصل بلينكن ببايدن من بروكسل لإبلاغه بأنَّ وزراء دول حلف “الناتو” يطالبون جميعاً بأن “يكون الانسحاب الأمريكي مشروطاً بتحقيق تقدم في عملية السلام”.
ولم يُخفِ بعض البلدان المنضوية إلى الحلف تحفّظاته على الانسحاب الأمريكي الكامل، الذي تقرّر في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب ونُفّذ في عهد بايدن.
وكان بلينكن قد كشف، يوم الإثنين الفائت، خلال جلسة استماعٍ أمام لجنةٍ برلمانيةٍ، أنَّه “نقل إلى الرئيس بايدن ما سمعه من جانب أعضاء حلف شمال الأطلسي، لكي يأخذه في الاعتبار عندما يتّخذ قراره”.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، أن “الجميع أدلوا بوجهة نظرهم”، لكن في نهاية المطاف “أيَّد الجميع بالإجماع فكرة أن نغادر معاً”.
