بعد سباق محموم بدأ منذ فبراير/شباط الماضي، انتزعت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بطاقة حزبها، لخوض السباق نحو البيت الأبيض، لتكون بذلك أول امرأة تخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تاريخ البلاد.
وقالت هيلاري في 20 مايو/ آيار الماضي، إن السباق مع منافسها الديمقراطي بيرني ساندرز، انتهى بالفعل، وأنهما يجب أن يعملا معا لتوحيد صفوف الحزب لمواجهة المنافس الجمهوري قطب العقارات الملياردير دونالد ترامب.
«evergreen» أو دائمة النضارة، كما كان جهاز الاستخبارات السري يطلق عليها وقتما كانت السيدة الأولى، على مشارف السبعين من عمرها، خاضت أمام الرئيس باراك أوباما انتخابات الحزب الداخلية للترشح للرئاسة عام 2008، إلا أنها فشلت في ذلك، ثم عينها أوباما وزيرة للخارجية في إدارته بين عامي 2009 و2013.
ولدت كلينتون في 26 أكتوبر/تشرين الأول عام 1947، في شيكاجو، وكان والدها رودهام، ذو أصول إنجليزية، تلقت تعليمها في كلية وليسلي، وتخصصت في العلوم السياسية، وفي الكلية شغلت منصب «رئيسة جمهورية وليسلي للشباب»، إلا أنها تخلت عن هذا المنصب في أواخر الستينيات بعد معارضتها للحرب على فيتنام.
التحقت هيلاري أوائل السبعينيات بكلية ييل للحقوق لاستكمال دراستها العليا، وتخصصت في أبحاث ودراسات الطفل، وفي 1971 تعرفت على بيل كلينتون، إلا أنها تزوجته عام 1975، ورفضت تغيير كنيتها وواصلت مسيرتها المهنية في المحاماة.
بدأ كلينتون عام 1992 حملته الانتخابية لخوض السباق نحو البيت الأبيض، وواجه عاصفة من الشائعات حول علاقاته النسائية خارج نطاق الزوجية، إلا أن هيلاري بدأت في التخلي عن غيابها وظهرت إلى جواره في المؤتمرات الانتخابية، وفي أحد البرامج التلفزيونية قالت «فضلت أن احتفظ بمسيرتي المهنية عن الجلوس في المنزل وصنع الكعك والشاي».
وبعد فوز بيل بالرئاسة عام 1993، غيرت هيلاري اسمها إلى رودهام كلينتون، ثم عُرفت فيما بعد باسم «هيلاري كلينتون»، إلا أن الشائعات لم تنتهِ، حتى عام 1998 عندما تفجرت فضيحة العلاقة الجنسية بين بيل ومونيكا لوينسكي، حتى اتهمه مجلس النواب بإعاقة العدالة والتزوير، إلا أنه ظل أكثر الرؤساء الأمريكيين السابقين شعبية، حتى الآن.
تقول هيلاري في مذكراتها: «ما جعلني أحافظ على هذا الزواج، هو أنه لا أحد يفهمني، أن يجعلني ابتسم، مثل بيل، حتى بعد كل هذه الأعوام، هو الوحيد الذي يمكنه أن يفعل ذلك».
حصلت كلينتون على جائزة «جرامي» عام 1997، عن نسخة كتابها الصوتية «It Takes a Village»، الذي ركّزت فيه على تعليم الأطفال وتحسين ظروف حياتهم، وبعدها كتبت عدة مؤلفات أشهرها «التاريخ الحي» الذي يروي قصة حياتها الشخصية.
شغلت منصب سيناتور ولاية نيويورك عام 2000 في مجلس الشيوخ الأمريكي، وكسرت بذلك احتكار الرجال لهذه المقعد منذ تشكيل الكونجرس، والآن هي أول زوجة رئيس أمريكي تخوض الانتخابات الرئاسية.
تلك الإنجازات التي حققتها كلينتون باتت تسير متوازنة مع كم انتقادات غير مسبوقة لها، منذ شغلت منصب وزيرة الخارجية، فبعد كشف فضية مخالفتها للقوانين باستخدام بريدها الخاص أثناء فترة توليها المنصب، بالإضافة إلى أن أبرز الحوادث التي أثرت على شعبيتها كانت مقتل السفير الأمريكي في بنغازي، وكانت هاتين الواقعتين الأبرز خلال العامين الماضيين في مسيرتها.
ووقتما واجهت هيلاري سيل الانتقادات ضدها، ظهر بيل كلينتون في مؤتمراتها الانتخابية كأكبر داعم لها، وهو ما اعتبرته الصحف الأمريكية الرائدة أحد أهم الأسباب التي أدت إلى عدم تأثر شعبيتها كثيرا.
