كل الظروف تعمل لصالحه.. زيارة موسكو تعزز الشعور ببقاء الأسد في السلطة

يبدو أن التدخل العسكري الروسي في سوريا عمق الشعور بأن الرئيس بشار الأسد قد ينجو من الحرب الأهلية التي عمت بلاده، وأن زيارته المفاجئة إلى موسكو وهي الزيارة الخارجية الأولى له منذ قرابة خمس سنوات تؤكد مدى الجرأة التي بات يتحلى بها الرئيس السوري.

وحسب تقرير لوكالة “أسوشيتدبرس”، أشارت إلى أن  استعراض القوة من قبل الحليفين يعتبر تحديا للإدارة الأمريكية التي ينظر إلى استجابتها للأزمة السورية، وعلى نطاق واسع في المنطقة، بأنها متعارضة وفوضوية.

وبعد ساعات من الإعلان عن زيارة الأسد يوم أمس الأربعاء، أكدت روسيا بأن وزير خارجيتها سيرجي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيلتقيان في فيينا غدا الجمعة مع نظيريهما التركي والسعودي لبحث الأزمة السورية.

وفي كلتا الحالتين، تظهر الزيارة المرونة الملحوظة بأن الأسد قادر على مغادرة سوريا دون أن يعتريه الخوف من وقوع انقلاب أو اعتقال بعد ترؤسه بلاد نصف سكانها مهجر ونحو ربع مليون قتيل، ومسلحو الدولة الإسلامية يسيطرون على أنحاء واسعة من البلاد.

حتى بعد خروج أجزاء واسعة من بلاده من تحت سيطرته أو تحولها الى ساحات قتل، حافظ الأسد على أساس نظامه، ويواصل اعتماده على إبقاء المناطق الإستراتيجية تحت حكمه.

نظرة على مدى ما وصل إليه الأسد

في سنوات الحرب الأهلية الخمس، لم يخرج الأسد مطلقا عن شخصيته الهادئة الواثقة باعتباره رجلا يقاتل لحماية سوريا من متطرفين إسلاميين يعقدون العزم على تدمير البلاد. وباستخدامه مزيجا من القوة وتصوير الصراع على أنه حرب على الإرهاب، تحدى طبيب العيون السابق البالغ من العمر 50 عاما كل توقع بقرب نهايته.

وسرعان ما وضعه استخدام قواته للقوة العسكرية ضد المحتجين في معظمهم في بدايات الصراع في وضع المنبوذ أو يكاد. ومع ذلك كان الأسد لا يلين في التمسك بروايته، وغالبا ما كان يبدو مدفوعا باعتقاد راسخ بأن سوريا ستنهار من دونه.

وقبل اندلاع الانتفاضة، كان الأسد قد رسم صورة لنفسه بأنه بطل قومي يكافح الاستعمار الغربي ويضمن حكما مستقرا وعلمانيا في منطقة مضطربة تضربها الحروب الطائفية. ومكنه هذا من حشد الدعم الذي تجاوز قاعدته من الأقلية العلوية. ولا يزال يحتفظ بقدر كبير من الدعم من العلويين ومن أقليات أخرى تعتبره ضمانا لبقائهم في مواجهة التمرد الذي يقوده السنة.

أصدقاء كهؤلاء

حقيقة أن الأسد نجا من الحرب ترجع إلى حد بعيد إلى الحليفين القويين إيران وروسيا، واللتين استخدمتا السبل السياسية والمالية والعسكرية لدعم سياساته. ويتناقض دعمهما الذي لا يهتز مع الاستجابة المشوشة للإدارة الأمريكية، وألقى ذلك في نفسه الثقة والطمأنينه بأنه لن يسمح بسقوطه مثل قادة عرب إما سجنوا أو قتلوا.

وارتسمت على وجه الأسد ابتسامة عريضة لدى مصافحته بوتين ومسؤولين آخرين في موسكو أمس الثلاثاء. وقال الأسد لبوتين “نشكرك على وقوفك بجانب وحدة سوريا واستقلالها.”

وزاد الحلفيان من دعمهما للأسد تدريجيا خلال الصراع، خاصة في أوقات بدت فيها قواته على وشك الانهيار.

وخصصت إيران ملايين الدورات للمساعدة في دعم الجيش السوري وتمويل الميليشيات المدعومة من إيران، خاصة حزب الله اللبناني، للقتال إلى جانب الأسد. كما أرسلت خبراء ومستشارين عسكريين إلى سوريا وبدأت في الآونة الأخيرة نشر مئات من قوات الحرس الثوري للقتال إلى جانب القوات الحكومية.

واستخدمت روسيا بشكل دائم حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن لحماية الأسد، وبدأت الشهر الماضي غارات جوية في سوريا في أعقاب فقد القوات الحكومية أراض كثيرة لصالح المعارضة. ومكنت الغارات الحكومة من شن العديد من الهجمات على جبهات مختلفة وتحقيق تقدم طفيف لكنه مستمر في مناطق عديد من أنحاء البلاد.

اتفاق الأسلحة الكيميائية

الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا في سبتمبر/أيلول 2013 والذي يتخلى بموجبه الأسد عن ترسانته من الأسلحة الكيميائية، أعطى دفعة قوية للرئيس السوري. فقد تجنب الاتفاق في اللحظة الأخيرة ضربات تقودها الولايات المتحدة ضد الحكومة السورية كنوع من العقاب بسبب هجوم قاتل بالأسلحة الكيميائية في دمشق في 21 أغسطس/آب 2013، وهو ما أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سيكون “خطا أحمر”.

ويقول منتقدون إن الاتفاق شجع الأسد على مواصلة تنفيذ الهجمات الكيميائية التي يصعب إثباتها، وإلى مواصلة العمل مع الإفلات من العقاب.

تقدم تنظيم الدولة الإسلامية

صعود المتطرفين الإسلاميين في سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية مع الفظائع المذهلة التي ارتكبها، طغى على الحرب الأهلية على نطاق أوسع وحول الاهتمام بعيدا عن الأسد. عن طريق حصر الخطاب في سوريا على معركة ضد تنظيم الدولة، يتهم العديدون الغرب بأنه قد خدم مصالح الأسد وعزز روايته عن أن الصراع يقوده المتطرفون الإسلاميون.

يتهم العديد من النقاد أيضا الأسد بتعمد تسهيل وتغذية صعود المتطرفين للتمسك بالسلطة، عن طريق الإفراج عن السجناء الإسلاميين في الأيام الأولى من الحرب. إذا كانت هذه هي الخطة، فقد نجحت في إقناع العديد من المراقبين بأن بقائه في السلطة هو الخيار الأقل سوءا.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]