منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية مطلع 2009، أثار باراك أوباما جدلا واسعا ليس فقط بسبب خطاباته غير المسبوقة، بل أيضا بسبب زياراته التاريخية التي كسرت حواجز سياسية وتاريخية عدة، فلم يكن أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية فقط، بل كان أول رئيس أمريكي يزور عدة دول حول العالم، وبخاصة تللك التي شهدت عقودا من القطيعة مع الولايات المتحدة.
وتنتهي فترة ولاية أوباما الثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، حيث تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستصل بأحد المرشحين إلى البيت الأبيض.
وزار أوباما فرنسا 6 مرات، بينما زار كلا من ألمانيا وبريطانيا والمكسيك 5 مرات فقط، وأجرى زيارة واحدة فقط إلى الأراضي المحتلة حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وداخليا حقق أوباما رقما قياسيا في زيارات الولايات المختلفة، إلا أنه زارة المسجد الكبير في بالتيمور بولاية ميريلاند، وهي زيارة غير مسبوقة فلم يزر أي رئيس أمريكي مسجدا في الولايات المتحدة من قبل.
2009- 2010
بعد أقل من 6 أشهر فقط على وصوله للبيت الأبيض، وتحديدا في 4 يونيو/ حزيران 2009 توجه أوباما بخطاب تاريخي للشرق الأوسط من قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة في مصر، فكان ذلك إيذانا بتغير السياسة الخارجية الأمريكي بعد عهد جورج بوش الابن الذي غلف التوتر علاقاته بالدول العربية والإسلامية.
وأجرى أوباما في 2009 نحو 24 زيارة خارجية، كانت تركيا الخامسة، والعراق السادسة، والسعودية العاشرة، ومصر الحادية عشرة.
في 2010، اتجه أوباما نحو أفغانستان في زيارة مفاجئة لتفقد الجنود الأمريكيين المقاتلين هناك، والتقى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، واختتم 9 زيارات له في نفس العام بأفغانستان أيضا.
وضمن الزيارات الخارجية التي تظهر توجهات الإدارة الأمريكية في هذين العامين، هي مشاركة أوباما في تأبين ضحايا هجوم مومباي الإرهابي في الهند الذي وقع عام 2008، الأمر الذي وصفه مراقبون بتحول في العلاقات الأمريكية- الهندية التي توترت بسبب تقارب الأخيرة مع الصين.
2011- 2012
أجرى أوباما 10 زيارات خارجية في 2011، و7 في 2012، إلا أنه أجرى زيارة تاريخية خلالها، وأصبح أول رئيس أمريكي يزور ميانمار- بورما منذ تأسيس الولايات المتحدة، والتقى خلال الزيارة نظيره الميانماري ثين شين، وزعيمة المعارضة سان سو تشي في منزلها حيث مقر إقامتها الجبرية، في زيارة استغرقت يوما واحدا في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.
ويحرص أوباما على حضور القمم الآسيوية، حيث زار كمبوديا لحضور قمة شرق آسيا السابعة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
2013- 2014
أجرى أوباما 12 زيارة خارجية خلال 2013، بينها أول زيارة منذ انتخابه إلى الأراضي المحتلة، حيث ناقش مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إحياء عملية السلام ومفاوضات الحل النهائي.
وتبقى القضية الفلسطينية كعادتها عالقة دون التوصل لحل على الرغم من تعهد أوباما بمحاولة التوصل لحل خلال ولايتيه الرئاسيتين، ولكن دون جدوى، فقط تفاقمت الأوضاع في الأراضي المحتلة مؤخرا مع فشل وزير الخارجية جون كيري في إقناع الطرفين بضرورة العودة لمائدة المفاوضات المتوقفة منذ 2010.
وكرر أوباما في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، زيارته إلى ميانمار مرة أخرى لحضور القمة الثامنة لدول شرق آسيا، إلا أنه ضاعف من زياراته الخارجية لتصل بنهاية 2014 إلى 19.
2015- 2016
خلال زيارته لبنما في 10 و11 أبريل/نيسان 2015، التقى أوباما الرئيس الكوبي راؤول كاسترو للمرة الأولى منذ عقود، وأعلن قرارا غير مسبوق بإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين البلدين منذ أكثر من 50 عاما.
وفي 2015 أيضا، زار أوباما مسقط رأسه في كينيا للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة في 24 و26 يونيو/حزيران، إلا أنه أتبعها بزيارة تاريخية أخرى، فكان أول رئيس أمريكي يزور أثيوبيا في 26 و28 يونيو/حزيران.
توقع كثيرون أن يبادر أوباما بزيارة كوبا خلال 2015، إلا أنه استهل زياراته الخارجية في 2016 في فبراير/شباط بزيارة هافانا، ليصبح أول رئيس أمريكي يزورها منذ 88 عاما تقريبا، حيث سبقه الرئيس الثلاثين للولايات المتحدة كالفين كوليدج عام 1928.
وزار أوباما والسيدة الأولى ميشيل وابنتاهما ماليا وساشا العاصمة الكوبية هافانا وساروا في شوارعها وحييوا الجماهير التي انتظرتهم هناك.
وفي 23 و24 مارس/ آذار 2016، زار أوباما الأرجنتين وهي الزيارة التي تعد فريدة من نوعها، حيث أعلن الطرفان عن تسوية أزمة الديون الأرجنتينية العالقة، لتبدأ البلاد مرحلة جديدة في التحول من الاشتراكية إلى الرأسمالية.
وعقدت دول مجلس التعاون الخليجي قمتين اثنتين مع الولايات المتحدة الأمريكية، أولاهما عندما دعا أوباما قادة الدول الست لعقد اجتماع في كامب ديفيد في مايو/ آيار 2015، والثانية في الرياض في أبريل/ نيسان 2016، لبحث التحديات الأمنية والعلاقات الثنائية بعد إبرام اتفاق تسوية البرنامجد النووي الإيراني.
وفي 22 و25 من الشهر الجاري، أجرى أوباما زيارة تاريخية إلى فيتنام التي تمكن من تحويل مسار العلاقات بينهما من الحرب إلى التعاون العسكري والاقتصادي خلال السنوات الست الماضية، على الرغم من أنها ثالث زيارة للرئيس أمريكي خلال الـ40 عاما الماضية.
واختتم أوباما زيارته الشهر الجاري، بأخرى تاريخية حيث وطأت قدماه النصب التذكاري لضحايا القنبلة الذرية في هيروشيما اليابانية للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي نفذت الضربة إبان الحرب العالمية الثانية.
ويتبقى لأوباما 5 زيارات خارجية خلال الأشهر الخمسة المقبلة، على رأسها لاوس التي يصلها للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
