مفاوضات من المقرر أن تنطلق الشهر المقبل حول حكومة موحدة في الجزيرة الفرنسية كورسيكا، تتولي مهامها بحلول عام 2018، تضم كافة مقاطعات الجزيرة وسط تخوفات فرنسية من أن تقود هذه المفاوضات نحو مزيد من الحكم الذاتي، علي خطي اسكتلندا وكاتالونيا، والذي ربما يستكمل إلى استقلال تام.
للمرة الأولي منذ القرن الـ18، سيطر القوميون على الجزيرة المتوسطية، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف مواطن، وهو ما انعكس على احتمالات الانفصال التاريخي والثقافي عن فرنسا، أو على الأقل المزيد من الحكم الذاتي لتسبب بذلك مصدرا أكبر لإزعاج فرنسا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تترقب فيه الحكومة الفرنسية ما يقدم عليه القوميون في الجزيرة، بعد أن اجتمع الناخبون من الفصائل المختلفة من الاستقلاليين و الانفصاليين والقوميين للسيطرة علي مراكز القوي، كما اعتبرت فرنسا انتخاب رئيس جديد للجمعية الكورسيكية الأسبوع الماضي بمثابة إيماءات للاستقلال، حيث قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن “كورسيكا جزء من الجمهورية الفرنسية إلا أننا نتفهم الخلافات الجديدة حول ذلك”.
معالم الاستقلال
وتبدو معالم ذلك في الأعلام الكورسيكية التي رفرفت باللونين الأبيض والأسود، وسط تلاشي للألوان الثلاثة للعلم الفرنسي، كما انطلقت الخطابات والترانيم باللغة الكورسيكية، وأقسم أعضاء الجمعية الـ9 علي دستور 1758 الذي يعترف بالثورة الكورسيكية ويعتبر الكتاب المقدس للقوميين الكورسيكيين.
جين جاي تلاموني ، رئيس الجمعية الكورسيكية الذي يٌعرف نفسه بأنه قائد أول حكومة قومية لكورسيكا منذ القرن الـ18، قال إنه ترشح خصيصا من أجل الذين لم يقبلوا يوما بالحكومة الفرنسية مؤكدا أنه لن يوقف كفاحه من أجل بقاء القومية الكورسيكية مطالبا بالعفو عن السجناء السياسيين من أعنف الحركات الانفصالية التي تخلت عن كفاحها المسلح في 2014.
وبعد انتخابه، قال تالاموني “إن القوميين يفكرون في إعادة تشكيل العلاقة بين كورسيكا وفرنسا”.
إمكانية الاستقلال
واستبعد مراقبون أن تسير كورسيكا علي نفس خطي اسكتلندا وكتالونيا اللذين يتمتعان بنفط وناتج محلي ضخم في حين تعاني الجزيرة الفرنسية من الإنتاج الضعيف مؤكدين أنه في حالة استقلالها ستعتمد علي الضريبة والسياحة، فيما أكد عدد من مواطنيها، في استطلاع للرأي حول استفتاء للاستقلال، أنهم لا يؤيدون الاستقلال لاعتمادهم على الأموال والوظائف التي توفرها الحكومة الفرنسية، كما تفتقر الجزيرة إلى البني التحتية.
كما تعاني الجزيرة من معدلات عنف تعادل 9 مرات معدلات العنف في فرنسا، وفق ما ذكرت الإندبندنت البريطانية، حيث كان من أبرز هذه الاعتداءات مقتل عدد من كبار المسئولين الفرنسيين في كورسيكا عام 1998، وهو ما يعد عائقا أمام إقامة دولة مستقلة.
